صفحة الكاتب : مديحة الربيعي

دعاة الشرف.. ورب الشرفاء!
مديحة الربيعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الفضيلة و الحفاظ على الجانب الإنساني, أول القواعد التي أراد الرب من الأنسان الحفاظ عليها, عند نزولهم ألى الأرض, الا أنه سرعان ما أنتهكها, وبدأ يلهث خلف الشهوات والغرائز, تاركا عقله خلفه, فكانت الجريمة الاولى على وجه الأرض نتيجة طبيعية لتفوق الجانب الحيواني, على الجانب الإنساني لدى قابيل, الذي أبدى ندمه بعد ذلك, ليخلفه من يتفوق عليه من ذريته, في  المجاهرة بالمعاصي والتفاخر بها, بوجه مكشوف دون خجل أو وجل.
رب واحد أنشأ هذا الكون وفق قواعد معينة, وأرسل 124 الف نبي ليبلغوا  ويذكروا أهل الأرض بضرورة الألتزام بها, والحفاظ عليها, أحتراما لعقولهم وإنسانيتهم وفطرتهم السليمة, هذا الرب هو الخالق العظيم الذي نعرف.
سرعان ما بدأ الباحثون عن الرذيلة بأتباع الغرائز,  وأتخذوا لأنفسهم أربابا, بما يتناغم مع أهوائهم, فكانت النتائج أنحدار لمستوى تترفع عنه الحيوانات, التي تتحرك طبقاً لدوافع غريزية بحتة, لأنها تفتقر ألى العقل, فهي من هذا الجانب تعتبر أفضل ممن يتبع هواه, لأنها مُسيرة لا تملك حرية الأختيار, بل أنها لا تملك القدرة على النفاق والتلون,  وبذلك نضمن أنها لن تسخر طاقاتها لصناعة الشر, والسقوط في وحل الخطيئة,  كما يفعل أشباه البشر, لأنها مسلوبة  الإرادة.
أما الأنسان الذي زوده الرب بالعقل ليعرف خالقه ويعبده, فيختار بكامل أرادته  أتباع الشهوات, بل و يسخر قدراته العقلية لخدمة مآربه, ويحول العقل مجرد تابع  ذليل للغريزة وعبداً لها, فقد مر بمرحلة أختيار, يترتب عليها جزاء عادل  فيما بعد.
المنحرفون ودعاة الشرف واللصوص وكل الخارجين عن القانون الإلهي يعبدون ربا آخر غير الذي نعرف, رب يأمرهم بالفسق, وهتك الأستار, والتجاوز على حرمات الناس وأنتهاك الأعراف, وسحق القيم, الا أنهم لا يعلنون الأيمان بربهم الفاسق جهاراً بل يرتدون أقنعة الفضيلة, التي دعا أليها ربنا الذي نعرف .
 خلف تلك البزات الأنيقة كائنات لا تعدوا أن تكون أكثر من مجرد  بهائم ناطقة تنازلت عن الضمير, والقيم الإنسانية.
 مضامين قبيحة متشابهة, ووجوه بائسة مختلفة, وتنصيب آلهة الشهوات في معابد الأنحطاط, والعزف على أوتار الشرف, وأمتهان كرامة الناس, تلك هي أبرز سمات النفوس المنحرفة, والأفئدة الضالة, التي لا تعرف أو تعبد ربا آخر سوى الشهوة, وما أكثر هؤلاء في هذه الأيام!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مديحة الربيعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/09/16



كتابة تعليق لموضوع : دعاة الشرف.. ورب الشرفاء!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net