صفحة الكاتب : مديحة الربيعي

وطن بديل.. وكارثة تلوح في الأفق!
مديحة الربيعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
طموحات معطلة أحلام مستحيلة, وحقوق مسلوبة وحكومات متتابعة مصابة بالصمم جوع فقر بطالة تهجير, موت مجاني ومقابر جماعية (ومسؤولين حرامية),  وصورة مربكة عن وطن أصبح فيه العيش حرب دائمة, تلك صورة مختصرة عن أسباب هجرة الشباب,  ولا يجرؤ احد أن يلوم المهاجرين على ذلك, الا أن المشكلة الحقيقية تكمن في أن العراق بدأ يدخل في المرحلة التالية من الفوضى الخلاقة.
المرحلة الأولى لمشروع الشرق الأوسط الجديد أنطلقت منذ أستلام أوباما لرئاسة الولايات المتحدة, وفعلا قطع أوباما شوطا كبيرا , وغير خارطة الشرق الأوسط وتمكن من أدخال المنطقة العربية في دوامة من الدم, دون أن يحرك جندياً واحداً, فقد تحققت فرضية الجيوش البديلة.
عروش أُسقطت, وخريف عربي  حمل في جعبته  أعاصير أبتلعت الأخضر واليابس  وصنعت من المنطقة العربية وادي ذئاب كبير, بنسخة طبق الأصل تحاكي المسلسل التركي المعروف, صراع مستمر, دون أن تعرف الغلبة لمن, وبقيت أسرائيل آمنة تماما وبعيدة عن وادي الموت ودوامة الدم.
المرحلة الأخرى في الفوضى الخلاقة الوطن البديل, و أجبار الشباب على الهجرة تساعد في ذلك الحكومات العربية, التي تعمل على تهجير شبابها لأنها ببساطة جزء من المؤامرة الكبرى, فالحكومة عندما تقطع سبيل العيش أمام الشباب وتحرم المواطن من أبسط مقومات الكرامة الإنسانية هذا يعني أنها تدفعهم للهجرة.
من أخطر نتائج الهجرة على المجتمع العراقي هو تغيير النسيج الأجتماعي, فالعراق بلد متعدد الأثنيات, وما يحدث من هجرة, هو أستهداف ممنهج لتلك الأثنيات, سيؤدي الى أختلال التوازن في نسب تلك الجماعات.
 من جانب آخر أن عصابات التهريب لا تهدف الى أيصال الشباب لأماكن محددة, بل تسعى للأحتيال عليهم, ليواجهوا مصيرهم وهو ( الموت غرقا), وهذا هدف آخر الغاية منه تقليل نسبة السكان, في بلدان الصراع  وفي مقدمتها بلاد الرافدين , لاسيما أن هناك دول في المنطقة العربية تعمل على أدخال السيارات المفخخة للعراق, من أجل أيقاع أكبر عدد ممكن من الخسائر, وذلك لتحقيق هدف  كشفت عنه عدة مواقع أعلامية مفاده أن أمريكا وبعض الدول العربية تسعى لتقليل نسبة سكان العراق ألى النصف!
المشكلة الأهم أن معظم الدول الأوروبية التي يهاجر اليها الشباب تنشط فيها شبكات لجماعات متطرفة, تعمل على كسب وتجنيد الشباب,  وتمهد لأنخراطهم ضمن ما يعرف بداعش أو جبهة النصرة والجيش الحر.
 على هذا الأساس ستصبح تلك الطاقات المهاجرة وقود محرقة كبيرة في المنطقة العربية, ورافد لا يستهان به من روافد الإرهاب,  لاسيما أن الجماعات  المتطرفة تعرف جيدا كيف تستقطب الشباب, يساعدهم في  تحقيق أهدافهم الجوع والعوز الذي سيجبر قسم كبير من اللاجئين  على الأنضمام لتلك الجماعات, وهذا ما تخشى منه بعض الدول الأوروبية, ولذلك هي تعارض مرور المهاجرين من أراضيها.
المانيا سعت لأنقاذ نسبة كبيرة من المهاجرين من براثن الموت, وهي الدولة الوحيدة التي تستحق الثناء, لأنها ببساطة بحاجة اليهم , فألمانيا عضو مهم في الدول الصناعية الثمان في العالم, وتحتاج الى  ما يقارب 200 الف عامل سنويا في معامل الحديد والصلب, والصناعات الإلكترونية, ووجود المهاجرين على أراضيها سيوفر عليها طلب اليد العاملة من الخارج, والتكفل بمصاريف السفر والإقامة.
بطبيعة الحال المانيا لن تستقبل جميع المهاجرين على أراضيها, وسيبقى مصير من يبقى خارج الأراضي الألمانية مجهولاً, فمن يكمل رحلته حياً الى الأراضي الأوروبية, أما سيكون صيداً سهلا للمتطرفين, أو يصبح طعما للجوع , الخاسر الوحيد في تلك المعادلة العراق الذي ينزف طاقات شبابية, ويواجه مخططات تستهدف مكوناته الأثنية,  تمهيدا لمرحلة تقسيمه فيما بعد, بينما  يغط أصنام المشهد السياسي العراقي في سبات عميق, ولاعجب في ذلك لأنهم ببساطة جزء من المؤامرة . 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مديحة الربيعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/09/13



كتابة تعليق لموضوع : وطن بديل.. وكارثة تلوح في الأفق!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net