الجهل التكنوقراطي
الشيخ ليث عبد الحسين العتابي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الشيخ ليث عبد الحسين العتابي

تدور في هذه الأيام في أرجاء بلادنا رحى مظاهرات شعبية تطالب بالإصلاح و التغيير كحل للفساد المالي و الإداري الحاصل في جميع مرافق الدولة العراقية .
و هنا لا بد من اختيار الأصلح كما صرحت بذلك المرجعية الرشيدة ، أو اختيار المختص ، أو ما يصطلح عليه بـ( التكنوقراط ) .
و المراد بالتكنوقراط حرفياً : حكومة التقنية و يقال حكومة الكفاءات ، و بناءً على ذلك فإن الحكومة التكنوقراطية تتشكل من الطبقة العلمية الفنية المثقفة ، و هي حكومة متخصصة في الاقتصاد و الصناعة و التجارة .
أي : ان افرادها هم من حملة الشهادات العلمية في الاختصاصات المذكورة .
جيد :
فإذا كانت ( جملة ) من تلك الشهادات ـ الموجودة عند شريحة رجال الدولة ـ قد اشتريت بالمال العام ، و بواسطة العلاقات النافذة ، و بواسطة السلطة الموجودة عندهم .
النتيجة :
ان الحزب الفلاني سيخرج من الباب ، و سيرجع افراده من بابٍ آخر و بثوب ( التكنوقراط ) المزعوم .
لانهم و طوال سنوات قد سخروا الأموال المسروقة للحصول على الشهادات العليا ، و منع عامة الشعب من الحصول على تلك الشهادات .
حتى ان وزير التعليم العالي العراقي ( الشهرستاني ) و في آخر صيحاته ( المثالية ) صرح بمنع الكليات الأهلية من التنافس على الدراسات العليا ، إلا على مقعد واحد تتنافس عليه كل الكليات الأهلية داخل ( أي محافظة ) ، على ان يكون على النفقة الخاصة البالغة ( ثمانية ملايين دينار عراقي ) !!؟؟ .
المهم :
فالجهلة ممن تسنموا الحكم و عاثوا فساداً في البلد ، اصبحوا الآن اصحاب شهادات عليا في اختصاصات متعددة . فتحول الحال من جهلة في كراسي الحكم ، إلى جهلة تكنوقراط . و العصر القادم سيكون عصر ( الجهل التكنوقراطي ) .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat