صفحة الكاتب : ضياء المحسن

المحاكمة الكبرى2
ضياء المحسن

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 دائما كان يخرج علينا رئيس الحكومة السابقة من خلال قناة العراقية الحكومية ويقول، أنا أعرف من يفجر في العراق وأمتلك الوثائق، انا أعرف من يسرق في العراق وأمتلك الوثائق، أنا أعرف من قتل العراقيين على الهوية وأمتلك الوثائق، أنا أعرف المفسدين وعندي أسماؤهم وأمتلك وثائق.
كل هذا وغيره كثير يعلمه رئيس الحكومة السابقة وساكت، لا نعرف وهو أيضا لا يعرف متى يمكنه نشر هذه الوثائق؛ حتى بعد خروجه صاغرا من رئاسة الوزراء، لم يقم بنشر تلك الوثائق.
قانون العقوبات العراقي يعاقب كل من تستر على مجرم بنفس عقوبة المجرم، لأنه يعتبره مشاركا في الجريمة، من ثم فإن على رئيس الحكومة الحالي تقديم رئيس الحكومة السابق للمحاكمة، بتهمة التستر على مجرمين؛ قاموا بإرتكاب جرائم متعددة ومختلفة في ذات الوقت.
يُعرف التستر بأنه ( الإخفاء والتغطية، من السِتر) وفي المصطلح يعني بأنه ( منع الجاني من أن يؤخذ منه الحق الذي وجب عليه)، أما في القانون الوضعي فإن التستر هو (( نشاط جرمي يقوم به صاحبه، بعد أن تكون الجريمة قد إرتكبت، ودون أن يكون هناك إتفاق مع الفاعلين؛ أو المتدخلين قبل إرتكاب الجريمة))، أما في الشريعة الإسلامية السمحاء، فقد ورد تحريج التستر سواء كان ذلك في السر أو العلن، خاصة إذا تعلق الضرر بزعزعة الأمن والإقتصاد، وكذلك فيما يتعلق بأرواح المسلمين، وفي ذلك يقول الرسول الأكرم (عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم التسليم) ( المجالس بالأمانة إلا ثلاثة مجالس: سفك دم حرام، أو فرج حرام، أو إقتطاع مال دون وجه حق).
ولو نظرنا الى ما قاله رئيس الحكومة السابقة، نجد بأنه إرتكب جريمة التستر على مجرمين، وبذلك تنطبق عليه المادة 49/ أولا من قانون العقوبات العراقي 111 لسنة 1969، حيث يعترف ضمنيا بعلمه بمن قام بإرتكاب هذه الجرائم التي تتراوح بين القتل وسرقة المال العام، التي من المفترض به (كونه رئيس للسلطة التنفيذية) أن يحافظ على سلامة أرواح العراقيين، وحفظ أموالهم من عبث الفاسدين، لكنه فضل أن يتستر عليهم ليتقاسم معهم ما سرقوه من أموال طائلة.
من هنا فإن على العراقيين جميعا، مطالبة السلطة التنفيذية، ممثلة برئيس الحكومة السيد حيدر العبادي، بتقديم المتهم نوري كامل المالكي، الى المحاكمة العادلة لينال جزاءه العادل، بالإضافة مطالبته بتقديم كل الأوراق والمستندات التي لديه الى القضاء، للنظر فيما قاله على شاشة التلفزيون بحق من يتهمهم بالقتل والسرقة لتقديمهم أيضا للمحاكمة ليقتص منهم القضاء وينالوا جزاءهم العادل، وإسترداد الأموال التي سرقوها طيلة وجودهم في مناصبهم ليكونوا عبرة للآخرين.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ضياء المحسن
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/08/14



كتابة تعليق لموضوع : المحاكمة الكبرى2
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : ابو زهراء العبادي ، في 2015/08/14 .

السلام عليكم .
ساختصرها هذه المرة ببضع كلمات والعاقل يفهم .فكل هذه السنين ولم يدرك العراقيين حقيقة مايدور حولهم من ٱحداث .
العراق لازال رهينة بيد ٱمريكا ولايحق لااحد التحدث دون موافقتها ......وسلطة السفير الامريكي .وهناك شواهد كثيرة حول تلك السلطة .وكفى ......وكفى .




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net