حلمت حُلما ... لا رؤيا !؟
مير ئاكره يي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قبل منتصف أحد الليالي الماضية أخذني الإرهاق والإجهاد مأخذا شديدا دالاّ على زحف النعاس الى كل أعضاء بدني ، فترجّلت ذاهبا الى غرفة النوم لآخذ قسطا من الراحة كي أسترجع الحيوية والنشاط الذي فقدته طوال النهار . وما أن إستلقيت على السرير حتى تراخى كل عضو من أعضاء جسمي فأخذني النعاس فالسٍنة بسرعة الريح ، ثم غطّني النوم بجناحيه فرحلت من عالم الشهود والاحساس المُثقل بالرزايا والطامّات والتراجيديات والمفاجآت الكارثية ، الى عالم النوم والأحلام حيث لا سيطرة ولا غلبة لإنسان عليها على الاطلاق ، وبعدها رأيت حلما عجيبا . كان الحلم بمنتهى الغرابة والعجب والاندهاش . وأقول إنه كان حلما فقط لاواقعا للأسى البالغ ، ولا حتى كان رؤيا للأسف الشديد ، لأنه بعدما إستيقظت علمت علم اليقين إن ما رأيته في عالم النوم كان حلما ليس إلاّ . والأحلام تختلف كثيرا عن عالم الواقع المحسوس المشهود ، وأيضا فإنها تختلف عن الرؤيا ، لأن الأحلام عادة ماتكون أضغاث أحلام ، أي انها تكون أحلام متنوعة ومختلفة ومختلطة بالمتناقضات وبالتالي لاتفسير ولا حقيقة ولا واقعية لها ! .
وقد طار بي الأسف والأسى والحسرة الى أبعد المديات بعدما إستيقنت فعلمت بأن الذي رأيته كان مُجرّد حلم فقط ، وسببه إن الحلم كان يتعلّق بشعبي ووطني في إقليم كوردستان .ولو كان ذاك الحلم يتعلق بي شخصيا لهان الأمر الى قصوى الدرجات ، بل كأنّ شيئا لم يكن ، ولم يحدث ! . وكان الحلم كالتالي ؛
{ أنا في إقليم كوردستان ، في زيارة له وللأقارب والأصدقاء والأهل والخُلاّن . الأوضاع غير إعتيادية فيه ؛ في القرى والقصبات ، وفي النواحي والمدن كافة . الناس فيها يتجمّعون ويتظاهرون بشكل دقيق ومُنظّم ، وبشكل سلمي وحضاري .
حتى العاصمة هه ولير غطّتها الجماهير والمظاهرات المليونية الكبرى ؛ رجالا ونساء وأطفالا ، شبانا وشيوخا ، ومن جميع الفئات والأجناس والطبقات الاجتماعية . هم في حراك وحركة في غاية الدقة والنظام والانتظام . كانوا يتظاهرون بروح غلبت عليها أبعاد الطمأنينة والثقة والوعي واليقظة .
إنهم كانوا يحملون معهم الكثير من اليافطات واللافتات والعلامات المختلفة الألوان والأحجام والمشاهد . وقد كُتبت عليها كثير من الحكم والشعارات والمطالب ، باللغات الكوردية والعربية والانكَليزية . وكانت الجماهير المحتجة المتظاهرة تتجه بمسيراتهم المليونية المنظّة الكبرى نحو البرلمان ومكتب رئيس الوزراء ومكتب رئاسة الاقليم ، وهم يهتفون بصوت جهوري واحد موحّد بشكل إنه هزّ العاصمة هه ولير هزّا كبيرا . وهكذا بالنسبة للمناطق والأنحاء الأخرى من الاقليم ، حتى إن تأثير هذه الأصوات لقوتها وجدّيتها وأصالتها إصطدمت بجبال كوردستان الخلآّبة فكان لها صدى وإرتجاع صوتي عجيب ! .
ومن الشعارات والهتافات التي كانت تُردّدها الجماهير المحتجة المتظاهرة ، أو التي كانت قد كتبت على اللافتات واليافطات هو ؛
1-/ العدل أساس المُلك .
2-/ المساواة القانونية أساس الحكم .
3-/ نناشد بديمقراطية حقيقية لامزورة ومزيفة كما هي الحال .
4-/ من أين للمسؤولين كل هذه الثروات والأموال ؟
5-/ نريد رئاسة دورية للاقليم .
6-/ نريد حكومة جديدة .
7-/ نريد برلمانا جديدا .
8-/ الثروات الوطنية هي ملك للشعب لاالقادة والمسؤولين .
9-/ السيادة والسلطة والحكم هو للشعب كله لا للأحزاب والعشائر والأسر .
10-/ إن التغيير والاصلاح والتجديد هو أساس إنتفاضتنا وثورتنا الشعبية السلمية ، ولن نتنازل عنه حتى تحقيقه بالكامل .
11-/ الذين كان لهم مسؤولية ، أو مشاركة في الاقتتال الكوردي – الكوردي يجب أن لايحمكوا وحسب ، بل ينبغي تقديمهم لمحاكمة صالحة عادلة بكل المعايير والاعتبارات القانونية والقضائية .
12-/ نحن ثُرنا لتحقيق أهدافنا المشروعة المتمثلة في حكومة تكون السيادة لنا في الحكم والانتخاب والاقتراع ، وفي العزل والتنحية كلما حاد مسؤول عن العدل والقانون ، أو إنه إستغل موقعه المسؤولياتي في التجبر والظلم والطغيان ، أو لجمع الثروات وكنز الأموال الوطنية له ولأفراد أسرته وحزبه وحاشيته . وذلك عبر نظام جديد مؤسس على العدل والقانون والديمقراطية وآلياتها على المستوى النظرى والعملي .
13-/ نحن نرفض الترقيعات للحكم ، بل نسعى للتغيير والاصلاح والتجديد الجذري للحكم والحكومة والرئاسة في الاقليم .
14-/ فاقد الشيء لايعطيه .
15-/ الذين تربوا على نمط الفساد السياسي والاداري والحكومي من المحال القيام بتحقيق قيم يفتقدونها هم بالأصل كالعدل والمساواة والديمقراطية وغيرها .
16-/ كفى الشعب ذُلاّ من الاحساس بالرهبة والخوف والرعب من أجهزة الأمن والمخابرات والقوات المسلّحة .
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
مير ئاكره يي

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat