صفحة الكاتب : انغير بوبكر

الداعشية الفكرية تغزو المجتمع المغربي ، هل من اصلاح سياسي وفكري قبل فوات الاوان ؟؟ The ISIS’ toxic ideology manifests itself in Morocco
انغير بوبكر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يعيش المجتمع المغربي تحولات قيمية عميقة  وغير منتظرة  خصوصا لدى الشباب المغربي الذي طالما عرف في العقود السابقة بتفاؤله ونشاطه ونضاليته ، اليوم شباب المغرب عازف عن كل شئ ، عن السياسة وعن الثقافة وحتى عن ممارسة الرياضة وان كان تتبع المباريات الرياضية يستهويه بشكل  كبير وغير طبيعي اطلاقا .  المجتمع المغربي يتطرف شيئا فشيئا وفضيلة التسامح وقيمة احترام اختلاف الاراء بدأت تتلاشى تدريجيا لديه ،  التفكيك المتواتر للشبكات والخلايا الارهابية بالمغرب  مؤشر على ان الارهاب يخترق المجتمع المغربي ، كتابات الشباب على جدران المدارس والمؤسسات العمومية  والتي تحتوي عبارات الكراهية والسب والشتم ورفع  شباب  مغاربة  لافتات ترمز لتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام  تمنع لبس البكينيات على الشواطئ   المغربية بدعوى  احترام الشهر الفضيل او تهديد المفطرين في رمضان بالقتل والتحريض ضد الفنانين  والاساءة لهم ، كلها ظواهر جديدة في المجتمع المغربي  رغم انها لحد الان تبدو متفرقة وهامشية الا انها تحمل بذور تحول قيمي في المجتمع  المغربي بغالبيته الشابة نحو التطرف والعنف والذي قد يلبس لبوس الدين في المستقبل مما سيشكل تهديداجديا  لامن  واستقرار المغرب اي عندما يتزوج العنف بالدين فمعنى ذلك استنساخ النماذج الداعشية الاخرى  .

في هذا الصدد اتفق مع  المرحوم الدكتور  شاكر النابلسي عندما قال في كتابه القيم اسئلة الحمقى والذي انصح بقراءته ص 51"هناك حقيقة تاريخية وهي ان الارهاب   الذي نشهده  لو لم يوجد الآن لوجد في المستقبل  القريب ، نتيجة لعدة عوامل  مجتمعة  ومتضامنة ، منها انظمة التعليم  الديني على نحو خاص  ، ومنها معدلات  البطالة المرتفعة ، وانتشار  الامية الابجدية والثقافية  ، وارتفاع معدلات الفساد  السياسي  والمالي المنتشر ، وهي كلها اسباب لا ترى الأصولية  لها حل الا العنف ، وبالعنف في وجه من تعتقد  انه يحمي  الانظمة  التي  تمارس كل هذه الكبائر"  المغرب لا بد ان ينتبه الى ان المجتمع المغربي ينحو نحو العنف وانهيار القيم التسامحية ، ولانعتقد ان  اغراق  شاشات التلفازات المغربية ببرامج التعرية الفنية والثقافية والموسيقى الصاخبة قادرة على حل  اشكالات قيمية اعمق بكثير وتحتاج الى تدبير ثقافي وسياسي  وديني حكيم وجرئ.

. الدولة المغربية عليها ان لا تلعب دور الزرافة التي تدفن راسها في الرمال ظنا ان  لا احد يراها ، وان تعترف بان قتل النخب السياسية والفكرية وتدجين المجتمع المدني وتمييع الحياة السياسية رغم انها قوت  موقع الدولة كدولة استبدادية محتكرة للمجال العام، ولكنها ستفشل  في مواجهة التطرف الحالي بالطرق الامنية فقط  لان النخب والفئات الوسطى التي كانت ستقوم بها العمل  تم وأدها في الماضي واقصائها من المشاركة السياسية الحقيقية ، فتقزيم الاحزاب التاريخية وضرب استقلالية قرارها السياسي وافراغ المجتمع المدني من مضمونه النضالي وتعبئته من اجل التنمية الحجرية الاسمنتية فقط وتغييب دوره التنويري والاحتجاجي كسلطة مستقلة مراقبة  للسياسات العمومية ،  هذا الفراغ  الكبير الناتج عن استراتيجية الدولة في ما مضى في اضعاف الجميع من اجل السيادة المطلقة للدولة  ستؤدي الدولة والمجتمع معا ثمن هذا الاضعاف وهذا الفراغ السياسي في المجتمع  في شكل عنف وتطرف وقلاقل.

 يبقى ان نقول بان اصلاح التعليم ودعم حرية الفاعليين السياسيين والاجتماعيين والاعلاميين والمؤسساتيين  وتدشين اصلاح ديني وفصل منهجي بين الدين والسياسة كلها تدابير استعجالية يجب ان يقوم بها الفاعل الرسمي المغربي  اي الدولة  قبل ان يتدعشن المجتمع المغربي ويصير الاستثناء المغربي سرابا.
 

 

The ISIS’ toxic ideology manifests itself in Morocco:
 is it a golden chance to make the ISIS’ version shows its paces? Or is it about killing one bird with two stones?
It is an out and out uncommon practice in a country like morocco to see the youths whom were always notorious for their strivings, optimisms and uninterrupted vivacities. 
Today, the youths are withholding to take part in politics and culture as well. Here, instead of crying over the spilled milk, we must spill the beans behind that. Is it about our sickness ideology or just a subterfuge?
The Moroccan society holds gradually an extreme position. Could be then an intended effect of ISIS ideology? Very likely, actually! The virtue of tolerance and the respect of other views have little by little faded away and that was frequently illustrated by youth’s writings either in the wall of public institutions or their circulating writing among social media. These could exhibit at a glance that something was wrong with them. Oddly, to see the youths took a fancy to that. It is a sheer irony on the part of Moroccan society to castigate these painting, pictures and quotes while turning a blind eye to assimilate what was behind this ill gripping the society. The current era was not up to much. Inasmuch, many phenomenons’s stirred a controversy across the country such as ragging a war against partly naked women or threatening the lives of film-makers and stars.
Through ‘’these vigorous actions “the youths expose and portray a sort of irreversible effect toward abysmal violence and abject extremism that would take place sooner than soon, if no action is immediately taken to make much-needed changes. Time alone will tell what it will turn into a future cell of ISIS. Is it not Morocco’s onus to reconsider its strategies and detoxify the ISIS ideology from which others draw their guidance’s? Is it not a high time to bear in mind the repercussions of unemployment and illiteracy rates?
Blaming circumstance will come to no fruition. Here, instead of concentrating of what unites us and works the aforementioned problems with firmness, we still focus of what will make the divide between us much greater.
Instead of prioritizing democracy, institutions, fair political representations, legitimacy, social justice, freedoms, welfare and human rights. today, the Moroccan state has chosen to play the role of giraffe that buries its head in the sand. Is not it a high time to bury the hatchet? 
Instead of focusing on what can make us a stronger nation, we take part in an endless battle about trivialities that ceases us from the real battle: that of setting to put an end to the ills harassing our beloved country.
 When it is a worth time to have bombs. Yes, bombs of science, knowledge and progress. May we broach upon what is beneficial to Moroccans to catch up with the world instead of singing the ethereal praise ‘’ Moroccan exception’’ and crying over ISIS’s curse! Grow up dear Moroccans!

Translation from Arabic: Ali Bounaamt
Writer: Boubaker Ounghir

انغير بوبكر
باحث في العلاقات الدولية
المنسق الوطني للعصبة الأمازيغية لحقوق الانسان
Ounghirboubaker2012@gmail.com

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


انغير بوبكر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/07/20


  أحدث مشاركات الكاتب :

    • هل تعيد الانتخابات الرئاسية التونسية  إحياء امال الشعوب في انتقالات ديموقراطية في البلدان الشرقية ؟  (شؤون عربية )

    • ماذا تحقق للقضية الامازيغية بعد مرور 20 سنة من حكم الملك محمد السادس  ؟  (شؤون عربية )

    • الطيب التيزيني : حكيم الفلاسفة المعاصرين ومناصر حقوق الانسان .  (المقالات)

    • قراءة في ازمة الشرعية لدى  النظام السياسي الجزائري  (شؤون عربية )

    • الأمازيغ وإشكالية الثروة والسلطة  (شؤون عربية )



كتابة تعليق لموضوع : الداعشية الفكرية تغزو المجتمع المغربي ، هل من اصلاح سياسي وفكري قبل فوات الاوان ؟؟ The ISIS’ toxic ideology manifests itself in Morocco
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net