صفحة الكاتب : علي سالم الساعدي

نوم "النازح" عبادة ..!
علي سالم الساعدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
النازحون القادمون من مختلف محافظات العراق, لا شك أنهم تعرضوا لبطش الإرهاب المجرم؛ حتى فروا من بيوتاتهم؛ بعيد أن استحالت مناطقهم داعشية بالكامل, لكن؛ أين المفر من الجوع والمرض ومرارة التهجير..؟ فهم افترشوا حصى الأرض, والتحفوا شمس الصيف الحارقة, صغيرهم أعياه المرض, وكبيرهم قتله اليأس.!!
 
ازدراء العوائل, منهج مارسته عصابات داعش بحق الأبرياء, أبشع أنواع القتل, والتعذيب لحقت بالأسر هناك, ما جعلهم يلوذون بالفرار, لصون ما تبقى من كرامتهم المنتهكة.
 
نوم النازح عبادة, الابتهال والتضرع الى الل... والتمسك بالعقيدة وحب الوطن, بعد كم السأم الذي لحق بهم, بحاجة الى تدبر, لمعرفة حجم الضرر واليأس, وكيفية تحويله الى قوة وإرادة, لمواجهة جميع التحديات والمصاعب, فهم ناموا بعد إن فتحت المحافظات الجنوبية, قلوبهم قبل بيوتهم استقبالاً لهم, نومهم هنا يُمَكنهم من حفظ أرواحهم التي أزهقها الإرهاب, وعلى ما يبدو أنهم شاهدوا عن كثب كيفية تعذيب الأطفال, والنساء, والشباب, وحتى الشيوخ, الأمر الذي جعلهم يأتون "لاجئين خائفين نازحين" الى باقي المحافظات, التي تنعم بالأمان, قياساً بمناطقهم التي قضمتها داعش؛ وباتت تحت سيطرتها..!
 
وتجدر الإشارة هنا, الى إن فتوى المرجعية الدينية العليا, لم تكن ملزمة فقط على أبناء الحشد الشعبي! بل أطلقت العنان الى معتمديها, بإرسال قوافل المساعدات؛ المادية والعينية وغيرها, لتعينهم على محنتهم, وعسى أن تخفف من وطأة الأم؛ وهي تغسل لبنتها في صوان صغير داخل الغرفة الخشبية! وعسى أن تغير من حزن الطفلة التي استحالت هيكلاً عظمياً بسبب نزوحها, لكن عيناها الزرقاء وحلاوة ابتسامتها توضح أملها بالعودة الى الديار, وعسى أن تغير من سير الطالب محمد وهو يقرأ كتاب القراءة مع صديقه علي! قصص من المعانات تكتنف كل مخيم للنازحين, ربما كل الأقلام لا تستطيع وصف حياتهم التي يعيشوها بعد نزوحهم!
 
أما سبايا النزوح, نساء كل واحدة منهم بعشرين عمرها, لا تدري أتنتظر النصيب! أم العودة الى بيوتاتهم التي أخذتها داعش وفخخخت أغلبها! 
 
لذلك وبعد كل ما تقدم "نوم النازح عبادة" ..!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي سالم الساعدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/07/09



كتابة تعليق لموضوع : نوم "النازح" عبادة ..!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net