صفحة الكاتب : اسيا الكعبي

تكاتف جديد ينتشل العراق من الطائفية
اسيا الكعبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بعد أن توارى العراق تحت حطام الاحتلال وما عقبته تلك الفترة من زوبعات  التطرف الطائفي التي اقتلعت جذور اللحمة الوطنية التي كانت كحدود منيعة له, حتى باتت ارضه منفذا ومرتعا لشتى اشكال الارهاب, فبات العراق جسدا واهنا تنزف جراحاته تحت تلك الحطام، مترقبا الامل الذي يأخذ بيده وينتشله من ظلمة الاحقاد وشرهم, ففي كل مرة يتحسس بها حبلا تمده له أيادي خفية, يغبط قلبه بهجة ظنا منه بأنه حبل النجاة , ولكن سرعان ما يتفاجأ بأنها سياط اقطاعية طائفية تتلذذ بجلده فترمي به جوف الركام  ليعيش ظلمة الجهل وعبودية الاستبداد.
فلم يبق الحال على ما هو عليه؛ فبعد تلك الالام ونزيف الجراحات تحت عباءة الليل الهمجي , يبصر العراق نورا تشرق به  ارضه القاحلة بأنفاس تعبق الوحدة الوطنية المتكاتفة لتنعش انفاسه المحتضرة من جديد، وترفع عن كاهله ما خلفته تراكمات الزمن الاليم بكفوف طاهرة عراقية، ضمائرها حية اتخذت من قول الله تعالى ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ) نبضا يخفق الحب والولاء لوطن جريح, تترقب عينه غفوة الطمأنينة والسلام, وهذا النور بات جليا بما تسعى اليه قوى شيعية من التحالف الوطني تمثلت بالمجلس الاعلى والتيار الصدري واطراف من دولة القانون يقودها رئيس الوزراء حيدر العبادي  من بوادر وحوارات  مكثفة مع قيادات سنية  تكاد بعيدة عن الارهاصات والخلافات التي احتقنت بها اوردة الطائفتين، من اجل الوصول الى انشاء تكتل وطني جديد، يعزز الدور القيادي المشترك بين الحكومة ومجلس النواب، وحسبما قرأت في تفاصيل هذا الخبر الذي خرج من كواليس الاجتماع, ان هناك مساعي لتفعيل دور الاجهزة الامنية والعشائر المقاتلة والحشد الشعبي الموالي للدولة، ودمج هذه القوى لتكون حصنا منيعا  وقوة جبارة ضد هجمات داعش، وتطهير الاراضي المغتصبة  من الارهاب، وبالتالي اعادة النازحين الى ديارهم  كخطوة فعلية لإنقاذ البلد، وكفكفة جراحه بضماد الديمقراطية الرصينة.
وتعتبر هذه الخطوة ضربة قاضية تخرس بها افواه بعض القوى السياسية من كلا الطائفتين، والتي تحاول ان تسحب البساط من تحت  اقدام الديمقراطية، لتعتلي منبر الفتن واثارة النزعات والنعرات الطائفية، فهدمت مخططاتهم  المشبوهة،  وكسرت شوكة الضعف والبهتان التي تسلحوا بها,  ولاسيما بعد ان لاقت هذه الخطوة تأييدا اقليميا ودوليا منقطع النظير, فكانت اولى هذه الاهتمامات هو تشكيل لجنة لدراسة المشاكل العالقة، ووضع الحلول المناسبة لها  والتي ترضي الطرفين وخلال فترة وجيزة نظرا لما تعيشه البلاد من ظروف خطيرة تقود بها الى هاوية الانهيار.
والحقيقية اننا شخصيا لم اعرف من هي الجهة السنية لكن من خلال ما كتب عن الدور الريادي والوقفة الفعلية لهذه الشخصية التي اثبتت جدارتها وولائها للوطن بنهجها المعتدل البعيد عن التطرف وحرصها على وحدة العراق، والتي أأكد ان سليم الجبوري يمكن ان يكون الاكثر ترشيحا لانها تحظى بقبول وطني كبير، فربما يكون هو من يقود الطرف السني في هذا التحالف.
لذا تبادر بالقول ضمائرنا قبل افواهنا بان نكون اليد الواحدة لشد ازر البلد ورفعه من تحت ركام الزمن الجائر، وتضميد جراحه التي تعالت اصواتها استغاثة بالسلام والسكينة من جسد واحد وتعميق صرخات الوعي لرمي الطائفية، وبناء وطن ديمقراطي موحد, وحينما تصفو القلوب , تنبذ الاحقاد...لان الوطنية تعمل ولا تتكلم.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اسيا الكعبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/07/03



كتابة تعليق لموضوع : تكاتف جديد ينتشل العراق من الطائفية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net