صفحة الكاتب : اسيا الكعبي

ورقة الاصلاح البرلمانية......الحلقة الثالثة
اسيا الكعبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 بعد مخاض عسير كادت تطيح فيه العملية السياسية  بأكملها .. وبإرادة  بعض الكتل السياسية  , الوزارية والبرلمانية التي رفضت هذا الواقع وتوجهت نحو مطالب الشعب ورفضه لتمديد الولاية الثالثة  للمالكي مستمدة قواها ومؤيدة للتظاهرات الشعبية التي كانت المحرك الرئيسي للماء الراكد والصعقة الكهربائية التي ايقظت الضمائر ووفرت المناخ الملائم للإصلاح السياسي والبنيوي والاقتصادي والامني للبلاد ، فكانت ولادة الحزمة الاصلاحية منجدا ومخلصا من الشباك العنكبوتية الانتهازية الفاسدة والتي اوقعت بأموال الشعب وعرقه فريسة اطماعهم العنصرية  لابتزاز البلد والهيمنة عليه  بغض النظر عن مطالب وحقوق اهله المشروعة , فجاءت حزمة الاصلاحات المقدمة من مجلس الوزراء منسجمة مع ما بادر اليه مجلس النواب ومكملة  لبعض ما فاتها من اصلاحات تنسجم مع تطلعات المواطنين وخصوصا في القضاء على الفساد الموروث من حكومة المالكي  والترهلات التي تعرضت لها المؤسسات الحكومية كافة.
 
 
 
 
 
وفي سلسلة الاصلاحات التي تناولتها الورقة البرلمانية  الذهبية هي  تقديم الحكومة للوزراء المقصرين والفاسدين الذين طالب المتظاهرون بإقالتهم لغرض سحب الثقة عنهم وخلال مدة لا تتجاوز اسبوعين , كذلك تفعيل النصوص القانونية المتعلقة بإقالة اعضاء مجلس النواب ممن تجاوزت غياباتهم وبدون عذر مشروع الحد القانوني وتلك المتعلقة باستقطاع المبالغ المقررة بسبب الغياب غير المشروع للنواب عن اجتماعات المجلس ولجانه النيابية وتحويل ما يتحصل من مبالغ الى ميزانية القوات الامنية وقوات الحشد الشعبي والنازحين من خلال لجنة نيابية مؤقتة , فقد كانت المناصب تباع وكان مكتب رئيس الوزراء مسؤولا عن هذه الملفات التي كانت بأيدي مقربين منه .
 
 
 
 
 
لذا قرر مجلس النواب بفتح ملفات الفساد السابقة والحالية تحت اشراف لجنة عليا لمكافحة الفساد تتشكل من المختصين وبتأييد الكتل النيابية كافة , ودعوة القضاء الى اعتماد عدد من القضاة المختصين المعروفين بالنزاهة التامة للتحقيق فيها ومحاكمة الفاسدين , وايضا تقييم اداء رؤساء اللجان النيابية واستبدال من لم تثبت كفاءته في ادارة اعمال اللجنة , كما شرعت بتخفيض وتحديد اعداد حمايات المسؤولين وبدون استثناء وتحويل الفائض منهم للعمل ضمن وزارتي الدفاع والداخلية.
 
 
 
كانت البنود الاصلاحية  صريحة  وتنم عن تحمل المسؤولية الوطنية التي بنيت كحجر اساس اعتمد التوافق المشترك والتكافؤ الموحد  في القيام بإصلاحات من شانها تخفيف العبأ ، والنهوض بالواقع الخدمي للمواطنين ، وبناء المؤسسات الدستورية ، ومحاربة الفساد المتفشي في مؤسسات الدولة جميعها.
 
 
 
 
 
 
 
ان هذه الورقة كانت سببا في تغيير الجو السياسي من ساخط الى مؤيد ، وخلقت مناخاً إصلاحياً عاما في البلاد واعتبرت الورقة الحاسمة التي ستنقذ العراق من الفساد وبداية البناء الاصلاحي للدولة , لذا نتمنى ان تكون الورقة البرلمانية الاصلاحية  بداية عهد جديد في بناء دولة المؤسسات  النزيهة والعادلة  وحصنا نتحصن بها كدرع وطني حصين  خصوصاً ونحن نواجه عدواً خطيراً بكل المقاييس الا وهو الارهاب الداعشي والذي ينتظر الفرصة السانحة لإيقاظ الخلايا النائمة  لخلق فوضى سياسية وأمنية خطيرة في البلاد ، وبالتالي ضياع اي هدف اصلاحي هدفه تغيير الواقع السياسي والاقتصادي الهزيل ، والذي لا يمكن ان يرى الحل الا بولادة نخبة سياسية جديدة تقود البلاد نحو بر الأمان في ظل صوت الجماهير المنتفضة والساندة لأي قرار من شانه سلخ ليل العبودية والتسلط وبزوغ فجر الحرية والديمقراطية .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اسيا الكعبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/08/19



كتابة تعليق لموضوع : ورقة الاصلاح البرلمانية......الحلقة الثالثة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net