تحويل نظام الحكم الى رئاسي أمرٌ شبه مستحيل
غفار عفراوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
غفار عفراوي

كثرت في الآونة الاخيرة الحملات التي يقودها ناشطون عراقيون وخصوصاً على صفحات التوصل الاجتماعي التي صارت ملاذاً للشباب الرافض والثائر ضد الفساد والخراب الذي يمر به العراق طيلة السنوات السابقة من الحكم.
وآخر الحملات كانت المطالبة بتحويل نظام الحكم من برلماني الى رئاسي بسبب الفشل الكبير الذي مُني به النظام البرلماني في العراق بعد نظام الحكم الواحد الذي كان يسيطر على مقاليد الامور من الالف الى الياء وبلا نقاش او رفض او حتى تفكير بذلك، لان القائد كان قائد ضرورة وليس منتخباً من قبل البرلمان !
ان الاخوة الذين يطالبون بهذا التغيير أخذتهم العاطفة أكثر من المنطق، وأخذهم الرفض للفشل الحاصل أكثر من الاطلاع على قانون ودستور العراق الحالي الذي وضع عدة شروط مهمة لكي يتم تغيير نظام الحكم . فتحويل نظام الحكم من برلماني الى رئاسي يحتاج الى تعديل لبعض فقرات الدستور العراقي وهو أمر شبه مستحيل بسبب المعوقات التي وضعت في آلية التعديل، وكذلك في ظل الوضع الراهن الذي لا يمكن التوافق فيه على تنصيب مدير دائرة فضلاً عن تغيير الدستور!
إن من أهم الشروط التي وضعها الدستور لتغيير نظام الحكم هو طلب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء معاً، أو طلب ثلثي البرلمان، ومن ثم التصويت على القرار في استفتاء شعبي ، ولان هناك وجهات نظر مختلفة لدى المواطن العراقي بشأن تحويل النظام الى رئاسي، فمنها ترى ان هذا النظام سيعزز الدكتاتورية وتفرّد السلطة بيد شخص واحد أو حزب واحد مما يعيد البلد الى الذاكرة السيئة للعراقيين بخصوص حكم الفرد الذي أذاقهم الويلات والعذاب. والاخرى ترى ان الرئاسي يمنع الهدر الكبير بالأموال بسبب وجود العدد الهائل من أعضاء مجلس النواب والعراق بمر بمرحلة تقشف وعجز مالي كبير.
هناك بعض الاصوات المعتدلة التي تقف على مسافة وسط بين المطالبتين واطلقت حملة اخرى بإلغاء منصب نواب رئيس الجمهورية وتقليص عدد أعضاء مجلس النواب والمستشارين والوزارات والمدراء الذين يتسبب وجودهم ( بقضم ) ميزانية البلد بلا أي فائدة أو عمل واقعي.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat