صفحة الكاتب : جواد الماجدي

وداعاٌ أبا مريم
جواد الماجدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا.
مرة اخرى، اذهب الى جهات الاتصال  في هاتفي المحمول لأعطيه أمراً بالمسح، يسالني الجهاز! هل أنت متأكد من المسح؟ أجيبه  نعم؛ كيف لا أكون متأكداً وقد اخذه هادم اللذات، ومفرق الجماعات،( يا دهر اف لك من خليل ....) لتصعد روحه الى بارئها راضية مرضية، تاركة ظنك العيش، وهموم الدنيا الزائلة لنا ليلتحق بركب الشهداء.
كاظم حسن عبد الماجدي (ابا مريم)، الذي اطلق اسم ابنته الكبرى على اسم امه المرحومة، وهي على قيد الحياة، ليتذكرها باستمرار تقديرا، واعتزازا، لمن وضع الرحمن الجنة تحت قدميها، تلك القدمين الذي طالما كان شهيدنا الفقيد ان يمرغ وجنتيه بهما، ليكلل حياته بالشهادة تقديرا له ببر الوالدين، كان ثالث الاخوة الذين اخذهم الارهاب بشتى وجوهه(الصدامي والتكفيري).
تلك الشخصية المؤمنة التي لا تملك  شبرا تؤويها،  ازهار ثلاثة، وغصن صغير، كانه شقة قمر كان يمني النفس بتربيتهم وايصالهم الى بر الامان، ليشتد عودهم، يغذيهم من رزق حلال (كشك لبيع الشاي)، ليكون مع رسول المحبة ( من كان له ثلاث، بنات فصبر عليهن وأطعمهن، وكساهن، كن له حجابا من النار يوم القيامة) كان يأمل ان يستطيع ان يوفر لهم وطنا صغيرا (دار سكن)، في وطنا تكالبت عليه الذئاب تنهش به من كل مكان وطنٌ يشعرون به بالأمان من المستأجر، الذي يداهمهم بين الفينة والاخرى بأخلاء البيت الذي جمع تلك العائلة، واستمع الى امانيها المستقبلية، واحلامهم المؤجلة الى حين ميسرة.
الارهاب من جديد؛ تلك المعضلة الكبيرة التي ابتلى بها ابناء العراق، قتل، وانفجارات باسم الدين، لا تعرف المسلم من غيره، ولا تميز الابيض من الاسود، حكومات وقفت عاجزة لا كثر من اثنتا عشر سنة، ميزانيات انفجارية، لو صرفت في باقي دول المعمورة لكان الانسان فيها يعيش حياة رغيدة مترفة، لكن المتصدين في العراق ارادونا ان نعيش عيش الفقراء لان الفقراء احباب الله.
ذكريات كثيرة تمتد لأكثر من اربعين سنة، تحمل معها احلام الطفولة ومشاكساتها، وتقاسم الهموم، وانتظار الفرج، يقضي عليها قاتل مجرم، يحمل في هويته اسم ( مهجر من الارهاب ) وهو احدهم ليصول ويجول في بغداد، ويقتل الابرياء دون ذنبا سوى انهم منتمين لإل بيت النبوة، ومتمسكين بنهجهم القويم.
ما بالك ايها الوطن العزيز لا تكون خيمة يتفيأ بها ابنائك؟

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جواد الماجدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/05/06



كتابة تعليق لموضوع : وداعاٌ أبا مريم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net