اليوم كل العروبة والإسلام في اليمن
د . حامد العطية
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . حامد العطية

اليمنيون هم العرب العاربة، والبقية أما عرب مستعربة، أي من أصول غير عربية ثم انتسبوا للعروبة قديماً، أو هم هجين ناطقون باللغة العربية كما هو حال معظم سكان البلدان العربية، إذن العرب الأصيلون هم أهل اليمن والقبائل اليمنية التي هاجرت منها.
إذ أردت معرفة موقعك من العرق العربي الأصيل فقارن بين ملامحك وملامح اليمنيين، فإذا لم تجد أي تشابه فابحث عن أصلك بين الأتراك أو أقوام أوسط أسيا الأخرى مثل التتر والمغول والأفغان، والكثيرون من أهل السعودية لا يخفون انحدار أجدادهم من إندونيسيا أو أفريقيا أو بخارى وقبل أيام سخر أمير سعودي من الأصل الهندي لأحد رعاياه، فتظاهر مليك السعودية بالاستياء منه.
لو أخذنا بمقولة أن قياس العروبة ليس بالأصل العرقي أو نقاء الانتماء القبلي بل بمشاعر التعاطف والتراحم والمودة بين الناطقين بالعربية فسنجد بأن اليمنيين متقدمون على كل العرب أيضاً، فهم كانوا المبادرين طوعاً لا تحت تأثيرات خارجية للإنضمام لأول مشروع وحدوي في العالم العربي، ففي الثامن من آذار 1958م وقع الأمير سيف الإسلام البدر مع جمال عبد الناصر اتفاقية الاتحاد بين المملكة التوكلية اليمنية والجمهورية العربية المتحدة، فكيف كافأهم أدعياء العروبة؟ بمؤازرة الانقلاب العسكري الذي قاده المشير السلال.
يرى المتشائمون هذه الأيام نذر زوال الأمة العربية، ولو اتفقنا مع الشاعر بأن الأمم الأخلاق، فلا بد أن تكون أخلاق العرب قد ذهبت، وإن كان ذلك صحيحاً فالاستثناء عليه هو أهل اليمن، فهم وعلى الرغم من قلة مواردهم واضطرار الكثير منهم للهجرة بحثاً عن الرزق لم يغلقوا أبواب بلادهم بوجه أخوتهم العرب، أو بالأحرى من يدعون أخوتهم، والفلسطينيون الذين يقفون اليوم مع العدوان السعودي الأمريكي على شعب اليمن هم ناكروا جميل إذ نسوا استضافة اليمن لمليشيات منظمة التحرير الفلسطينية المنهزمة أمام قوات الاحتلال الصهيونية في لبنان، وعندما ضاق العراق بأهله أثناء الحصار وما بعده رحبت بهم بلاد اليمن وتقاسم اليمنيون القليل مما لديهم مع العراقيين وغيرهم من ضيوفهم العرب.
لا يباري أحد اليمنيين في الإخلاص للعقيدة الإسلامية، فهم الداخلون في الدين طوعاً لا كرهاً أو نفاقاً، وليس من بينهم الأعراب الأشد كفراً ونفاقاً والأجدر أن لا يعلموا حدود الله، وكان أول المسلمين من بينهم الحاكم الفارسي لبلاد اليمن باذان، وبينما استعمل غيرهم القوة والقهر في نشر الإسلام كان لليمنيين الفضل في نشره بالحكمة والموعظة والقدوة الحسنة في ماليزيا وأندونيسيا والفلبين وغيرها من دول جنوب شرق أسيا حيث يعيش اليوم غالبية المسلمين، فهل من بين القدماء والمعاصرين من يجاريهم في هذا الفضل العظيم؟ وهو في نظري الجهاد الحق لا جهاد السيف في نشر الإسلام. وهم الان يتعرضون لهجمة شرسة من ادعياء الإسلام في السعودية وغيرها من الدول المتحالفة معها، وهؤلاء كلهم معتدون في حكم الإسلام، والواجب الشرعي على بقية المسلمين نصرة المظلوم على الظالم المعتدي وقتال جيش آل سعود الباغي، والله ينهى عن القتال إلا في حالتين: صد عدوان الكفار على المسلمين ومحاربة الباغي، وبالتالي يستوي الكفار المعتدون والمسلمون البغاة على هذا الصعيد، والكافر المسالم أرحم بالمسلمين من المسلم الباغي.
نقول لغير الثوار اليمنيين من العرب والمسلمين لقد اختبرتكم العروبة وأخلاقها والإسلام وتعاليمه وقيمه فوجدتكم ناقصين، لذلك فكل العروبة والإسلام اليوم مجتمعة في اليمن وحده.
(للإسلام غايتان عظمتان هما الإحياء والإصلاح ووسيلة كبرى هي التعلم)
1 أيار 2015م
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat