العلامة الشيخ محمد رضا الشبيبي
مازن لطيف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الشيخ محمد رضا الشبيبي أحد ابرز أعلام العراق في تاريخ العراق المعاصر ومن دعاة التجديد والإصلاح الديني والتربوي والسياسي في العراق ، عاش حياته في فترة صباه وشبابه طالباً للعلم والمعرفة .
ولد الشبيبي في مدينة النجف الاشرف عام 1889 لأسرة نجفية عريقة عرفت بالأسرة الشبيبية ، ودخل كتاتيبها لتعلم القراءة والكتابة ، حفظ القرآن على يد سيدة فاضلة عرفت بأسم مريم البراقية ، وتتلمذ على يد علماء أفاضل ، تولى وزارة المعارف عدة مرات في العهد الملكي وأصبح رئيساً لمجلس الاعيان ورئيساً لمجلس النواب ، وعضواً في المجمع العلمي في دمشق ومجمع اللغة العرابية في القاهرة ، ورئيساً للمجمع العلمي العراقي ، منحته جامعة القاهرة دكتوراه فخرية في اللغة العربية والدراسات الاسلامية عام 1950 ، ومن الطرائف التي يَذكُرها الشبيبي اثناء حضوره مؤتمر اللغة العربية في القاهرة انه التقى الدكتور طه حسين الذي سأل الشبيبي قائلاً له : لماذا كان العراقييون دائماً ثائرين لايستقرون على حال ولايرتضون حاكماً فقد قرأت تاريخ العراق منذ الفتح الاسلامي حتى الآن وقلما وجدت حقبة خالية من الفتن والقلاقل ، فردَ عليه الشبيبي قائلاً: اسمح لي ان أسألك أنا ايضاً ، لماذا كان المصريون دائماً خائفين خاضعين ، لقد قرأت تاريخ مصر منذ الفتح الاسلامي وقبله ايضاً ، فوجدت المصريين دائماً يسترضون حكامهم مهما جاروا وطغوا ويخضعون لكل متحكم فيهم حتى لشجرة الدر ، لكن طه حسين انزعج وانحرج من سؤال الشبيبي .
نشط الشبيبي سياساً في العهد الملكي حيث كانت له صولات وجولات وحضور من اجل إقامة حياة حزبية علنية لضمان الممارسة الديمقراطية ، وحقق الشبيبي العديد من المنجزات عندما تسلم وزراة المعارف وكان له درواً متميزاً في اقناع المسؤولين لتأسيس مجمع علمي عراقي وتأسس المجمع المجمع العلمي العرقي وانتخب الشبيبي رئيساً لأول مجمع علمي عراقي .. اصدر الشبيبي الكثير من المطبوعات منها : ديوان الشبيبي ، فن التربية في الاسلام ، مؤرخ العراق ابن الفوطي ، رحلة في بادية السماوة ، اصول الفاظ اللهجة العراقية ، لهجات الجنوب ، وغيرها وكتب العديد من البحوث والمقالات في الصحف والمجلات العراقية والعربية ، وترك مخطوطات عديدة منها : فلاسفة اليهود في الاسلام ، تاريخ الفلسفة ، المسألة العراقية ، المأنوس في لغة القاموس ، تاريخ النجف .
تعرض بيت الشبيبي عام 1963 بعد تسلم عبد السلام عارف السلطة في العراق الى مداهمة من قبل رجال الامن في منتصف الليل لألقاء القبض على أبنة الشبيبي بتهم انها شيوعية ، حاول الشبيبي اقناعهم بتأجيل الموضوع الاعتقال الى الصباح فلم يتمكن فأضطر الى الاتصال بعبد السلام عارف شخصياً واخبره الامر وشكا له وترحم الشبيبي على العهد الملكي فأمر عبد السلام بترك ابن الشبيبي وعدم اعتقالها .. توفي الشبيبي في 26 تشرين الثاني عام 1965 بعد حياة حافلة بالانجازات والابداع والمواقف الوطنية المشرفة ، ونعت اذاعة بغداد والعديد من الاذاعات العرابية خبر وفاة الشبيبي وكتبت الصحف والمجلات العراقية قصائد ومقالات في رثائه ، وقد رثاه الشاعر المصري عزيز اباظة باشا في قصيدة طويلة جاء مطلعها :
قم فأدِ العزاء للأسلام
في زعيم وشاعر وإمام
الشبيبي اين ثاني الشبيبي
إذا طمت الخطوب الدوامي ؟
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
مازن لطيف

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat