السعوديون وحلفاؤهم بغاة معتدون واليمنيون مظلومون فهل بقية المسلمين عصاة لأمر الله؟
د . حامد العطية
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قال الله تعالى: وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (الحجرات :9)
المسلمون أخوة، واقتتالهم محرم، بل هو من أشد المحرمات، ولكن حدوثه محتمل لذا قدم لنا الهدي الرباني الطريقة المثلى للتعامل معه، تبدأ بالإصلاح بين الطائفتين المتقاتلتين، ويكون الصلح ناجحاً لو رضى الطرفان بالحكم العادل فيما شجر بينهما وتوقف القتال، ولكن قد يرفض أحد الطرفين الصلح ويصر على مواصلة القتال والعدوان، فيكون في حكم الباغي، والواجب على بقية السلمين قتاله حتى يتوقف عن القتال ويقبل بالصلح العادل.
للموضوع صلة تاريخية تعود بنا إلى استشهاد عمار بن ياسر رضي الله عنه في وقعة صفين بأيدي جيش معاوية بن أبي سفيان، وقد تنبأ الرسول الأعظم بذلك كما ورد في الحديث الصحيح لدى أهل السنة، إذ روى البخاري (447) عن أَبِي سَعِيدٍ الخدري في ذكر بِنَاءِ المَسْجِدِ ، قَالَ: " كُنَّا نَحْمِلُ لَبِنَةً لَبِنَةً وَعَمَّارٌ لَبِنَتَيْنِ لَبِنَتَيْنِ، فَرَآهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَنْفُضُ التُّرَابَ عَنْهُ ، وَيَقُولُ: ( وَيْحَ عَمَّارٍ ، تَقْتُلُهُ الفِئَةُ البَاغِيَةُ، يَدْعُوهُمْ إِلَى الجَنَّةِ ، وَيَدْعُونَهُ إِلَى النَّارِ )، وبذلك يكون معاوية بن أبي سفيان وجيشه هم الباغين على الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام وأتباعه، أما بقية المسلمين فقد برهنوا على ضعف إيمانهم إذ لم يتبينوا أي الفريقين هو الباغي في البدء، كما أن أصحاب الجمل منهم قاتلوا الإمام الذي بايعوه على الخلافة أي أنهم وقفوا في صف الباغين، وبعد أن تبين لهؤلاء المسلمين الطرف الباغي بعد استشهاد عمار بن ياسر عصوا أمر الله الواضح والصريح بوقوفهم على الحياد وامتناعهم عن قتال الباغي معاوية بن أبي سفيان حتى يقبل بحكم الله.
اليوم يشن النظام السعودي وحلفاؤه من العرب والمسلمين وبمساندة أمريكا حرباً على اليمنيين، ويوجد هنا احتمالان لا ثالث لهما: أن يكون الصراع بين الطرفين اقتتال بين طائفتين مؤمنتين تنطبق عليه الآية الكريمة المبينة في أول المقال أو أن القتال اعتداء من طرف واحد. لو افترضنا انطباق الآية الكريمة فمن الواضح أن الطرف السعودي وأعوانه وراعيهم الأمريكي يرفضون الصلح ويصرون على مواصلة القتال حتى يرضخ اليمنيون لمطالبهم وشروطهم غير العادلة، وهم بالتالي باغون على اليمنيين ومخالفون لأمر الله، وينبغي على كافة المسلمين قتالهم حتى يفيئوا إلى أمر الله. والاحتمال الثاني هو أن السعوديين وأعوانهم معتدون، وهو ما تؤيده الحقائق الموضوعية، إذ هم بدأوا القتال، وتحالفوا مع دول أخرى واستعانوا بالأمريكيين الذين يعتبرهم كثير من المسلمين ألد أعداء الإسلام، وبالتالي ينطبق على السعوديين وأعوانهم كافة حكم القرآن الكريم على من يقتل مسلماً متعمداً بأن عليهم لعنة الله والملائكة وغضب الله عليهم وأعد لهم عذاباً عظيماً، أما بقية المسلمين بما فيهم كاتب هذا المقال الطامع بمغفرة الله فهم عصاة مخالفون لأمر الله القاضي بنصرة المظلومين وقتال البغاة المعتدين، والله أعلم.
(للإسلام غايتان عظمتان هما الإحياء والإصلاح ووسيلة كبرى هي التعلم)
10 نيسان 2015م
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
د . حامد العطية

قال الله تعالى: وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (الحجرات :9)
المسلمون أخوة، واقتتالهم محرم، بل هو من أشد المحرمات، ولكن حدوثه محتمل لذا قدم لنا الهدي الرباني الطريقة المثلى للتعامل معه، تبدأ بالإصلاح بين الطائفتين المتقاتلتين، ويكون الصلح ناجحاً لو رضى الطرفان بالحكم العادل فيما شجر بينهما وتوقف القتال، ولكن قد يرفض أحد الطرفين الصلح ويصر على مواصلة القتال والعدوان، فيكون في حكم الباغي، والواجب على بقية السلمين قتاله حتى يتوقف عن القتال ويقبل بالصلح العادل.
للموضوع صلة تاريخية تعود بنا إلى استشهاد عمار بن ياسر رضي الله عنه في وقعة صفين بأيدي جيش معاوية بن أبي سفيان، وقد تنبأ الرسول الأعظم بذلك كما ورد في الحديث الصحيح لدى أهل السنة، إذ روى البخاري (447) عن أَبِي سَعِيدٍ الخدري في ذكر بِنَاءِ المَسْجِدِ ، قَالَ: " كُنَّا نَحْمِلُ لَبِنَةً لَبِنَةً وَعَمَّارٌ لَبِنَتَيْنِ لَبِنَتَيْنِ، فَرَآهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَنْفُضُ التُّرَابَ عَنْهُ ، وَيَقُولُ: ( وَيْحَ عَمَّارٍ ، تَقْتُلُهُ الفِئَةُ البَاغِيَةُ، يَدْعُوهُمْ إِلَى الجَنَّةِ ، وَيَدْعُونَهُ إِلَى النَّارِ )، وبذلك يكون معاوية بن أبي سفيان وجيشه هم الباغين على الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام وأتباعه، أما بقية المسلمين فقد برهنوا على ضعف إيمانهم إذ لم يتبينوا أي الفريقين هو الباغي في البدء، كما أن أصحاب الجمل منهم قاتلوا الإمام الذي بايعوه على الخلافة أي أنهم وقفوا في صف الباغين، وبعد أن تبين لهؤلاء المسلمين الطرف الباغي بعد استشهاد عمار بن ياسر عصوا أمر الله الواضح والصريح بوقوفهم على الحياد وامتناعهم عن قتال الباغي معاوية بن أبي سفيان حتى يقبل بحكم الله.
اليوم يشن النظام السعودي وحلفاؤه من العرب والمسلمين وبمساندة أمريكا حرباً على اليمنيين، ويوجد هنا احتمالان لا ثالث لهما: أن يكون الصراع بين الطرفين اقتتال بين طائفتين مؤمنتين تنطبق عليه الآية الكريمة المبينة في أول المقال أو أن القتال اعتداء من طرف واحد. لو افترضنا انطباق الآية الكريمة فمن الواضح أن الطرف السعودي وأعوانه وراعيهم الأمريكي يرفضون الصلح ويصرون على مواصلة القتال حتى يرضخ اليمنيون لمطالبهم وشروطهم غير العادلة، وهم بالتالي باغون على اليمنيين ومخالفون لأمر الله، وينبغي على كافة المسلمين قتالهم حتى يفيئوا إلى أمر الله. والاحتمال الثاني هو أن السعوديين وأعوانهم معتدون، وهو ما تؤيده الحقائق الموضوعية، إذ هم بدأوا القتال، وتحالفوا مع دول أخرى واستعانوا بالأمريكيين الذين يعتبرهم كثير من المسلمين ألد أعداء الإسلام، وبالتالي ينطبق على السعوديين وأعوانهم كافة حكم القرآن الكريم على من يقتل مسلماً متعمداً بأن عليهم لعنة الله والملائكة وغضب الله عليهم وأعد لهم عذاباً عظيماً، أما بقية المسلمين بما فيهم كاتب هذا المقال الطامع بمغفرة الله فهم عصاة مخالفون لأمر الله القاضي بنصرة المظلومين وقتال البغاة المعتدين، والله أعلم.
(للإسلام غايتان عظمتان هما الإحياء والإصلاح ووسيلة كبرى هي التعلم)
10 نيسان 2015م
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat