ما زلت أتذكر تلك القصة رغم اني نسيت خطوات الرقصة , يعود الربيع هذا العام ولا تعود معه زهرة من شعاع الشمس كان منبتها , بالحب في يوم ما كان سقياها , حتى الفراش المهاجر ما زال ينتحب , ضائع في متاهات تجاويف قلب مكتئب , يحاول الصراخ , تخونه قهقهات زمن متربص منذ الأبد , أنا ما نسيتك يوما رغم أني اجتهدت وحاولت والحمد لله اني فشلت ...
كم أعشق جبني حين يكون الحديث عنك , كم يعذبني الحياء في ضوضاء الصمت , يأتي الربيع ولا ربيع إلا انت , تأتي الضوضاء يتبعها الصمت , يختلط الضجيج بالسكوت , تتشابك الخطوط والأصوات والدروب وتبقى القلوب شاحبة , كقبور أنهكتها الحروب , عبثت بها السنون وعافها الموت بعد أن أفضى منها حاجته ...
مازلت أذكر تلك القصة التي لم نكتبها معا , التي خطتها أنامل عيون تائهة بأحلام بحيرة الشوكلاطة السوداء بنكهة القهوة المتوارية بين جبال الكراميل الذائبة في شرايين ربيع شعرك المموج بين المروج التائهة في غابات الخيزران الفضي في زنزانتي المترامية الأطراف حدودها تبدأ منك وتنتهي عندك , وأنا كفارس مغوار أحمق يجيد الكر والفر والنط والقفز ...
لم أعد كما كنت ,أنا اليوم بقايا فارس في بقايا زمن يترنح بين بقايا قبور وصنم قلب مكسور .
ماذا سيفعل الربيع بي , وماذا سيفعل الموت , لا فرق بين الربيع والموت كلاهما جزء من الزمن ولا مشكلة لي مع الزمن ,فانا ايضا جزء من الزمن و جراح الحب سنترك علاجها للزمن ...
لا تبتسم فالزمن هو المشكلة وهو الحل , نعم الآن تذكرت خطوات الرقصة , انها خطوتين : الخطوة الأول مشكلة والخطوة الثانية الحل , انها رقصة الزمن .