كان الله في عون السيد المالكي
صاحب ابراهيم
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
صاحب ابراهيم

يوما بعد يوم يتأكد لي بالدليل القاطع الملموس أن أي سياسي مهما كان عطاءه ايجابيا ومهما كانت تضحياته واضحة لا تحتاج إلى دليل أو مفسر أو محلل نجده لا يسلم من انتقادات الشعب العراقي والمشكل أن من ينتقد هذا السياسي أو ذاك هم أصحاب الشهادات الرفيعة والمثقفين العراقيين والذين يجب أن يكون تحليلهم وتفسيرهم للأمور نابع من رؤية عقلية لا تقبل الميل إلى جانب غير محايد ، ولكن يبدو لي وللقارئ الكريم إن العراقيين يتشابهون في الرؤية العقلية مهما كانت لهم من شهادة عليا أو دراية عقلية أو تخمة فكرية ، وهذا يذكرني بسوق الغزل في بغداد حيث تتشابه اللغة فيما بين روادها وكأنهم من مستوى علمي واحد مع العلم فيهم من المفكرين والضباط والأساتذة والقضاة وفيهم من الجهلة الذين لا يعرفون إلا لغة الطيور ولكن نجدهم أكثر فهما لنفس اللغة الذي يتكلم فيها الأستاذ الجامعي أو القاضي الذي هو بالأساس من رواد هذا السوق . وبعبارة اصح إن العراقيين في تقيمهم للسياسي يتشابهون في نفس الطريق الفكري وكأنهم من مستوى واحد وعقل واحد وفكر واحد وطريق واحد ، وهذا ما استغربه حقيقة عندما اسمع كلام من رجل عنده شهادة عليا من فرنسا وربما هو بدرجة أستاذ( بروفيسور) واسمع نفس الكلام من رجل جاهل ولكن مع اختلاف بعض الجمل التي فيها من التشابه الكبير بالمعنى ، وهنا لا اقصد الإساءة للدكتور ولكن هذه هي حقيقة التفكير العراقي عندما يتعلق الأمر بتحليل رؤية سياسية وتقييم رجل سياسي قديم كالمرحوم الزعيم ورجل سياسي حديث معاصر كالسيد المالكي .
كيف نريد من السيد المالكي كل شيء ونحن لا ندعمه حتى بالقول وكيف نحسب على السيد المالكي الإخفاقات والبلد قد نهض للتو من سقوط لا مثيل له في كل العالم ، انه سقوط لحضارة ودولة ومؤسسات وحتى أخلاق في ليلة واحدة عندما سقط البلد بيد المحتل الأميركي ، وكيف لا ندعم السيد المالكي وهو يحاول جاهدا مصارعة كل الأذرع التي تريد بالبلد شرا وما أكثر الأذرع سواءٍ كانت إقليمية أو محلية أو أجنبية ، يفترض بالعراقي أن يقف لجانب السيد المالكي ويساهم بدور أساسي حتى وان كان هذا الدور ضعيفا ولكن المهم أن يساهم في مساندة وشد العزم والتسامح حتى يعود البلد كما نعرفه ويعرفه العالم ، وهنا أتذكر كيف إن ألمانيا بعد الحرب العالمية استطاعت أن تعيد مجدها وأصبحت من الدول المتقدمة وهي قد خسرت معركة ورجال وجل ما وقف يساند الدولة هن من النساء .
هنا أتذكر مقولة لأحد الرؤساء الأميركيين حيث يقول \" ليس المهم أن نتقدم ولكن المهم أن لا نتراجع \" نعم علينا أن لم نفكر أن نتقدم لا أن نساهم في العودة للخلف وهذا اضعف الإيمان ، ولكن للأسف أن الشعب في ليلة وضحاها انقلب على نفسه وانقلب على اختياره وانتخابه لسياسي عراقي قدم للعراقيين ما لا يقدمه أي سياسي آخر وساهم بهدوء وبدون شوشرة في قبر الحرب الأهلية التي كادت أن تحصد شبابنا خلال أشهر بل ربما حتى أسابيع ونسى هذا الشعب هذا الفضيلة التي قدمها السيد المالكي حين كان الشعب يرتجف خوفا من نتائج هذا الحرب التي لا يفلت منها كبيرا أو صغيرا وربما حتى لا تفلت النسوة من التصفية الطائفية وحتى الأطفال كان لهم حصة بهذه التصفيات ، أليست هذه كبيرة لو نظرنا للأمور ونحن في لحظة تأمل وهدوء ، نتأمل ماذا كنا سنفعل وهل يفيد حينها العقل وأهل العقل والحل وشيوخ العشائر والوجهاء ، بل كان علينا أن نحمل السلاح ونحن مجبرون دفاعا عن أعراضنا من أولادنا الذين انقلبوا بلمحة بصر وأصبحوا أعداء لنا .
الله في عون السيد المالكي وهو يدافع عن الشعب والشعب لا يدافع عنه وهو من ساند الشعب وقرب بين الطائفتين وأصبحت الأمور كما كانت عليه سابقا وعادت المياه لمجاريها وهو من يستحق أن يمجد ويحترم ويشار له كأفضل سياسي قدم لنا ما لا يستطيع تقديمه كل ساسة العراق منذ أن أصبح العراق الحكم في العراق جمهوري .
تصلني رسائل عبر بريدي الالكتروني يتهموني بأنني مستشار للسيد المالكي ومتخصص فقط بكتابة المقالات التي تدافع عن السيد المالكي وأنا ( والله شاهدا على ما أقول) رجل لم أصل في يوما ما إلى المنطقة الخضراء لا سابقا ولا حاليا وأكثر مكان وصلت إليه يوما هو عبوري على الجسر المعلق قبل السقوط بعام أو أكثر .
إني رجل بسيط فقير الحال ليس لي حتى متر مربع في هذا البلد وقدمت للعراق ما يستطيع اولادي بعد حين أن يفتخروا بما قدمته وليس عندي حتى مهنة ، ولكنني رجل قضى معظم حياته في القراءة والدراسة وحاصل على أكثر من شهادة جامعية وعليا ومستمر بالدراسة رغم إني تجاوزت منتصف الأربعين وسأبقى ادرس في الجامعات العراقية وأتنقل من جامعة لجامعة بعد أن انتهي من حصولي على شهادة باختصاص معين ، هذه هي حياتي من يوم ولادتي إلى حد كتابة هذه الأحرف ، وليس لي طموح سياسي ولا طموح مادي لأنني اعلم إنها ستكون وبالا وهما يجعلني تعيس في النهار سهران في الليل محبوب كذبا عند الأقرباء ومحسود سرا عند الأصدقاء وحينها لا اعرف من الذي يحترمني كانسان ومن الذي يحترم ما املك من أموال ، ولكنني اهتم لأهل العراق فهم إخواني وأخواتي ومع السيد المالكي لأنني متابع جيد لساسة البلد بعد السقوط ولي نظرة ثاقبة افهم من خلالها أسرار شخصية هذا السياسي أو ذاك وهذه ربما نعمة من الخالق عز وجل ، لذا سأبقى مدافعا عن السيد المالكي لأنني أرى ما لا يراه غيري في السيد المالكي ، سيأتي يوما ليس بالبعيد تتذكرون هذه الحروف وكيف كنت على حق في دفاعي عن السيد المالكي بعد أن ترون العجب والعجاب من غيره وحينها سيسود الصمت وتتصاعد صرخات تقول أين أنت يا سيد نوري المالكي .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat