رغم أن البصرة أبعد ما تكون عن دائرة الحرب مع داعش فهي تقع في أقصى الجنوب, والمعارك تدور في أقصى الشمال, الا أن أهل البصرة كانوا في مقدمة المتطوعين, ثأرا للسبايا الأيزيدات بل ثأرا للعراق بأكمله, وتلك هي صورة وطن يرسمها الدم الجنوبي الذي ينزف دفاعاً عن الشمال.
البصرة ليست محافظة غنية بمواردها فقط بل هي فاحشة الثراء بغيرة أهلها وشيمة رجالها, وتلك شواهد يرويها أبناء الفيحاء عن قصص البطولة وقوافل الشهداء التي تطوف في شوارع البصرة بأحتفالات مهيبة, قبل أن يودعهم ذويهم الوداع الأخير.
أم الشهيد علي صادق فارس, أرادت أن تحتفل بتشييع أبنها البكر ذوي ال 19 ربيعاً في شوارع وأزقة منطقتها شط العرب, لأنها لم تتمكن من أقامة حفل زفافه الذي كان من المفترض أن تقيمه عند عودته سالماً, الا أنه عاد محمولاً على الأكتاف, وفعلا قامت بتشييعه بطريقة أحتفالية تليق بوداع أخير بين أم مفجوعة وشاب بعمر الزهور.
الشهيد فريد برتبة رائد الذي شيعه أهالي البصرة, وهو يدافع عن وطنه ليترك خلفه أسرة بقيت دون معيل.
أبو عرب مقاتل آخر من غيارى البصرة, ترك أسرته والتحق بالمقاتلين ليدافع عن وطنه نسأل الباري أن يعيده لأهله سالماً, تلك قصص يرويها ذوي المقاتلين والشهداء من أبناء البصرة, شواهد حية بعيدة عن ساسة الخضراء المتحصنين خلف الأسوار والذين دأبوا طوال تلك الفترة على حجز بطاقات التذاكر لعوائلهم للسفر الى الخارج حتى يتجولوا بسياراتهم في شوارع أوروبا, بينما يستشهد الغيارى على جبهات القتال.
لمن يسأل عن البصرة هي درة الجنوب, وعطاء لا ينضب فهي تفيض نفطاً على العراق وأهله, وأبنائها يبذلون أرواحا ومهج في ساحات القتال, تلك هي الفيحاء فأهلها أول المضحين وأخر المستفيدين, أنها رئة العراق الأقتصادية تتنفس صبرا, ونأمل عما قريب أن تتنفس ضفراً .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat