القواسم المشتركة بين الزعيم قاسم والسيد المالكي
صاحب ابراهيم
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
صاحب ابراهيم

للأسف لم يحالفني الحظ بسبب صغر العمر أن أكون احد الذين عاصروا الزعيم المرحوم عبد الكريم قاسم ولكنني كنت اسمع من كبار السن من الأهل والأصدقاء صفات الزعيم وحبه لوطنه ولشعبه وكرمه ودفاعه عن الشعب بصورة عامة حيث لا يفرق بين أبناء الشعب ولا يفهم غير لغة حب الوطن ولا يكترث للدعايات والأقاويل التي تمجد القائد كما شاهدناها من بعده ، كما أن الزعيم كان من أكثر الرجال إخلاصا لبلده وخسر كل شيء في سبيل هذا الحب الصادق ، كنت في يوما من الأيام في منتصف الثمانيات من القرن المنصرم جالسا مع رجل كبير في السن تربطني بنجله الصغير علاقة صداقة ، وكان هذا الرجل هو اللواء الركن مزهر الشاوي ، تكلم المرحوم مزهر الشاوي عن أخلاقيات الزعيم المرحوم عندما جاءه العميد الركن عبد الكريم قاسم ومعه العقيد الركن عبد السلام عارف وطلبوا منه أن يكون معهم في قيادة الانقلاب على الملكية والسيد الشاوي حينها كان أعلى منهم رتبة عسكرية وهو بنفس القوت كان آمراً عليهم في إحدى الوحدات في جيشنا السابق ،،،،،
يقول المرحوم الشاوي....
\" لقد جاؤا لي بطلب خاص وهو أن اشترك معهم بالثورة وكان ردي لهم أنا على استعداد ولكن بشرط لا أريد في هذه الثورة أن أرى دماء تسيل ، حيث كان جواب الزعيم قاسم نعم سيدي كما تريد ، ولكن بنفس اللحظة كان جواب العقيد الركن عبد السلام عارف لا سيدي إنها ثورة ولا بد أن تسيل بها الدماء وان ننتقم من العائلة المالكة ، حينها كان ردي إنني لم اسمع منكم شيئا ولم أرى وأتمنى لكم كل التوفيق وما عليكم إلا أن تغادروا البيت وان لا تتصلون بي مرة أخرى، بهذه العبارات أنهيت اللقاء معهم وكان اللقاء في بيتي في بغداد ، حيث يقول المرحوم الشاوي وبعد الثورة أرسل بطلبي الزعيم وطلبي مني أن اختار إما أن أكون سفيرا خارج العراق أو أكون مديراً للموانئ العراقية لأني أقدم من الزعيم ولا يصح أن يكون بالخدمة من هو أقدم من الزعيم وفعلا وافقت أن أكون مديراً للموانئ العراقية وخدمت الموانئ أفضل خدمة وبعدها تقاعدت\" .
الكلام أعلاه نصاً انقله لكم من لسان المرحوم اللواء الركن مزهر الشاوي قبل وفاته بأشهر أي منتصف الثمانينات من القرن المنصرم .
من خلال كلام المرحوم الشاوي نستطيع أن نعرف مدى طيبة هذا الزعيم وحبه لبلده ومدى تفانيه في خدمة البلد وخدمه أهله ومن كل أطياف العراق وألوانهم وأديانهم ومدى كرهه لمنظر الدماء العراقية وهي تسيل في شوارع بغداد ، وهنا تبادر إلى ذهني أن السيد المالكي فيه من التشابه مع المرحوم الزعيم الكثير وهنالك قواسم مشتركه كثيرة فيما بينهم وابسط ما أقول أن السيد المالكي لو أراد أن يجيش الناس للتظاهر لصالحه ويقبر أي مظاهرة لكان من السهل جدا أن تخرج مظاهرة مؤيدة أكثر عددا من كل المظاهرات التي خرجت في بغداد والمحافظات ، لكنه يعمل بنفس مبدأ السيد الزعيم وفي وقتها لو أراد الزعيم أن يدع أنصاره للخروج للشوارع لما حصل الذي حصل ولكنه أبى أن يرى دماء تسيل في شوارع بغداد بين أنصاره وبين معارضيه من أزلام البعث حينها وتحمل ما لا يتحمله أي عراقي وفضل حياة العراقيين على حياته وهذا ما يدل على أن الزعيم فعلا كان القائد الأوحد الذي يستحق أن يُذكر بكل مناسبة بعبارات تتوافق مع تضحيته وحبه لهذا البلد ، هنا نجد أن القواسم المشتركة كثيرة وكبيرة بين السيد المالكي وبين الزعيم ، ولو فعلا أراد السيد المالكي أن يدعو لتظاهرات مؤيدة له وفي نفس المكان والزمان ( ساحة التحرير وفي يوم الجمعة ) لحصل ما لا يُحمد عقباه ولكن يبدو أن نهج السيد المالكي نفس النهج الإنساني الذي اتخذه الزعيم حينها خوفاً من أن يسمع أو يرى قطرة دم عراقية تسيل ويسقط عراقيون أبرياء من خلال هذه المواجهات التي لا بد أن تحصل مهما كانت السيطرة محكمة .
هنا لا بد أن نقول للسيد المالكي إننا نثمن لك هذا الإجراء العقلاني والذي يدل على حبك لشعبك وأبناء وطنك ، ولا تهتم لما يقوله الأعداء فهم بكل الأحوال لا يقبلون بكل حل سواءٍ كان عقلانياً أو حلا لا عقلانياً ما دام الحقد والطمع قد أعمى بصرهم وبصيرتهم واعلم أن روح الزعيم قد تجلت في شخصك ، وهذا هو كرم الباري لأهل العراق وتقديسا للأرواح الطاهرة التي رقدت في هذه التربة الصالحة ، فالعراق بلد الأنبياء والأولياء والصالحين ولا بد أن يجد لنا مخرجاً ويجعل من عباده الصالحين يقفون بكل حزم ضد مخططات أعداء العراق وأنت الوحيد من وقف قبل سنوات وقبر الحرب الطائفية والتي كانت مستعرة وقطعت أحلام أعداء العراق من الدول المجاورة والذين يحاولون ولحد هذه اللحظة من إشعالها ولكن بقوة العزيز الحكيم وبسواعد أبناءه المخلصون ستفشل كل مؤامراتهم ويبقى العراق عالياً كجبل يعانق هامات الرجال المخلصين .
طوبى لك وكل الرحمة للزعيم قاسم
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat