صفحة الكاتب : واثق الجابري

عودة الوجوه الكالحة
واثق الجابري
يثير التفاؤل لدينا مشاهد التقدم في مواجهة داعش، وبطولات القوات المسلحة ومتطوعي الحشد الشعبي، و وتقديم أروع الإنتصارات وصولاً الى المقدادية، وتقدم البيشمركة في شمال نينوى الى العشائر الأصيلة في الأنبار وصلاح الدين.
أقل ما نفعله من شكر للسواعد الوطنية؛ على ما تقدمه من تضحيات عن الوطن والمقدسات، هو إستثمار الأجواء الإيجابية لتكون نقطة إنطلاق صحيحة.
أراد الإرهاب إيجاد أرضية للفتنة والفرقة والقومية، لكنه أخطأ حينما جمعنا لتشخيص عدو مشترك نتوحد لمواجهته، وصار الشعب العراقي بكل مكوناته يحملون إنطباعاً عن عدو تاريخي وأعطانا فرصة ونقطة تحول، الى تماسك اللحمة الوطنية الداخلية.
الأجهزة الحكومية معنية بتقديم الدعم اللوجستي والإسناد، وحشد المواطنين والعشائر والبيشمركة، وإيجاد غطاء قانوني لحمل السلاح، وتحقيق الإنتصار بالمعركة المصيرية، ولا يمكن بناء دولة دون أن يكون السلاح بيدها، وحتى من خرج تلبية لنداء المرجعية، او العشائر العراقية، يجب ان تأخذ سلاحها من الدولة، ومن يساعد عليه دعم الحكومة المعنية بالتجهيز، لا سيما أن المناطق المختلطة تمثل مدخل لتعزيز الوحدة، وتلاحم العشائر مع الحشد الشعبي، والتعاون يحقق الإنتصارات.
أثبت العراقيون بوحدتهم أنهم قادرون على تحرير الأرض، وما تححق دليل القدرة وعدم الحاجة للقوات الأجنبية في الأرض، وقد سبب وجودها نقاط خلاف وذرائع للإرهاب والمتصدين بالماء العكر، و تبقى أرض العراق مهمة العراقين وحدهم.
 
نحن اليوم بأمس الحاجة الى إستحضار المواقف الوحدوية، والبحث عن شخصيات لها الأثر في تعميق حب العراقيون لوطنهم. وزعامة تلك الوحدة لا تنحياز لطائفة على حساب آخرى، و هي تسلك منهج إعادة ثقة الشعب ببعضه، وتقريب المكونات، وترسيخ قيم التعايش والوئام والإنسجام، لمواجهة التحديات والتخلص من الإشكاليات التي تعرض لها العراق، وتكوّن الوحدة ضمن المكون الواح، وبين المكونات كالبنيان المرصوص بوجه أشرس الأعداء.
 
الوحدة لاتتحقق إلاّ بإزالة الهواجس والمخاوف بين المكونات، وتكون خارطة الطريق هو البرنامج الحكومي، الذي بذلت جهود كبيرة من أجل صياغته، وصوّت عليه أعضاء مجلس النواب؛ ليكون ملزم التنفيذ، وخارطة طريق متوازنة ومتعادلة، تذهب لحل كل المشاكل، والمخاوف والهواجس لكل المكونات.
يكون الشكر للسواعد التي تضحي من أجل العراق، بترجمة الأقوال الى أفعال، ووقوف القوى السياسية مع نفسها، وتتخلى عن الإنتهازية السلطوية.
 
بعضهم أشبه بالحمار الذي يقف خلف العربة، وكل همه أن يأكل ولا يعمل،
ويتمركز ولا يعرف مصير من ينتظره، ولكن الحلول تأتي متساوية وتلبي الإحتياجات المتوازنة، وتحقق الوحدة المنشودة، وطالما أن الكتل والتحالفات تسير على طبيعة الحكمة التي يملكها قادتها، فمن الصعب المجازفة برهانات الماضي الكالحة، التي كانت شريكة الفشل، وتريد ان تكون خيمة للفاسدين ودرع يحميهم من المسائلة، وتشق صفوف التحالفات والإتفاقيات السياسية والحكومة، التي تسعى للتخلص من التركات.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


واثق الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/01/28



كتابة تعليق لموضوع : عودة الوجوه الكالحة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net