صفحة الكاتب : رزاق عزيز مسلم الحسيني

لداعي الخُلفِ أكثرُكمْ أجابا
رزاق عزيز مسلم الحسيني

مقدمة لابدّ منها من المعهود والمتعارف عليه أنّ الرعاةَ(وأعني بهم كل مسؤول في الدولة والبرلمان) مسؤولون عن رعيتهم بيدَ أنّ مانراه في بلادنا خلاف ما هو مألوف وطبيعي فالرعيةُ مغلوب على أمرها وهي من تتحمّل اوزار رعاتها وينوءُ ظهرها بمشاكلهم وخصوماتهم وكم نالتْ العقاب قديما دون جريرةٍ سوى صمتِها المطبق على معاناتها فالرعاةُ يأكلون الحصرمَ والرعية تضرّسُ فبدلا من الالتفات اليها نراهم اليوم منشغلينَ بمآربهم فأمسى الرعاة مصدر بؤسها وشقائها
فالى الشعب العراقي المظلوم أُهدي قصيدتي


لداعي الخُلفِ أكثرُكمْ أجابا
فخابَ الظنُّ فيكم واسترابا

إذا باتَ الرعاةُ على خصامٍ
فما أدري لِمَنْ أُزجي العتابا؟

رعاةَ بلادِنا إنْ جَدَّ خطبٌّ
أصمُّ فإنَّ للشعبِ الغلابا

رأيتُ الشرَّ يومضُ لاشتعالٍ
وفيكم سوفَ يلتهبُ التهابا

جحدتُمْ شعبَكم لمّا فتحتُمْ
عليهِ من لظى الأحقادِ بابا

ومالئَكُمْ عليها كلُّ جلفٍ
يُحاكي في عقيرتهِ الغُرابا

بما اجترحَتْ يدُ الطاغي قديماً
جميعُ الشعبِ قد نالَ العقابا

أباحَ القتلَ ظنّاً وانتقاماً
فصارَ عراقُنا بالقتلِ غابا

فلستُمْ خيرَ منْ وثنٍ تهاوى
كمثلِهِ للورى جئتُمْ عذابا

حسبناكم لنا في الخطبِ درءً
فبنتُم في حقيقتِكُمْ كِذابا

ظننّا عقبَ ليلِ الجورِ فجراً
ضحوكاً يملأُ الدّنيا شبابا

إذا بالشعبِ يسبحُ في ظلامٍ
فلا عدلاً ولا أمناً أصابا

على الطُّرقاتِ أشلاءٌ وجرحى
كما أمست مدائنُنا خرابا

مضتْ عشرٌ هزيلاتٌ عجافٌ
وحالُ الشعبِ تزدادُ اضطرابا

يدُ الإرهابِ عاثتْ فيهِ حتّى
رأينا الهولَ والعجبَ العُجابا

رجونا أنْ يكونَ بكم خلاصٌ
فزدتُم في مصائبنا مُصابا

ظننّاكم أُساةً أوضماداً
فكنتُم في خواصرِنا حِرابا

تأملّنا النجاةَ بكم ولكنْ
علينا مخلباً صرتُمْ ونابا

تأمّلنا البلادَ بكمْ ستغدو
جناناً فاغتدتْ قفراً يبابا

وخيرَ عراقنا للشعبِ طُرّاً
وليسَ لعُصبةٍ تسطو اغتصابا

فكونوا يا رُعاةَ الشعب برداً
وسلماً لا جحيماً واحترابا

سياسيّونَ أنتُمْ؟ لا فلحتُمْ
نهبتُم ثروةَ البلدِ انتهابا

أراكمْ كالجياعِ وقد أكبّتْ
على ما لذَّ في بلدي وطابا

ألا لُعنَ النفاقُ وكلُّ خبٍّ
قدِ اتّخذَ الصلاحَ لهُ ثيابا

وكيفَ نرومُ للوطنِ ازدهاراً
إذا أمِنَ اللصوصُ بهِ العقابا؟

وأنهارُ البلادِ اليومَ ظمأى
ولكنْ بالدّما فاضتْ عُبابا

ولا نخلٌ على الشطّينِ زاهٍ
يفوقُ جمالُها الغيدَ الكعابا

أشؤماً للبلادِ اليومَ لُحتُمْ
فلا برقاً نشيمُ ولا سحابا؟

أسأنا إذْ حسبناكم ثقاةً
فما بنتُم لنا الا ذئابا

أراكم جُلَّكم للنفعِ يسعى
ولم يأبهْ أأخطأَ أمْ أصابا؟

نحرتُمْ شعبَكم نَحْرَ الأضاحي
جزاءً حينَ ناديتُم أجابا

لقد ضاعتْ أمانيهم هباءً
وفيكم ظنُّ كُلِّ الشعبِ خابا

فلستُ بناظرٍ أحداً سواكم
بطردٍ عنهُ أحرى أنْ يُثابا

فآلافُ الجياعِ بلا مُعينٍ
تقطّعُ ليلها الداجي انتحابا

فأينَ عدالةُ الحكّامِ منهم
إذا عاشوا بموطنهم سغابا

وليسَ جريمةٌ أنكى وأقسى
إذا الاحزابُ تشترطُ انتسابا

هي الاحزابُ مأوى كلِّ خبٍّ
يُضاهي في دنائتهِ الذُّبابا

وترقى فوقَ أجداثِ الضحايا
وتتخذَ الرياءَ لها نقابا

فيا نوّابَنا بالشعبِ رفقاً
فلولاهُ لما نلتُم طلابا

لقد رثّت مواعدكم مطالاً
وكنتُم عنْ مطالبهِ غيابا

حذار منهُ إن أمسى مُضاماً
كأُسدِ الغابِ إنْ هاجتْ غضابا

وإعصارٌ يهدُّ الارضَ عصفاً
وجبّارٌ إذا رامَ الحسابا

وماذا يكتبُ التاريخُ عنكم
وقد أمستْ مثالبُكم كتابا؟

يكادُ الشعبُ من غضبٍ عليكم
يحثُّ في وجوهكمُ الترابا

وصرتُمْ وصمةَ التاريخِ حتّى
قد امتلأتْ صحائفُهُ سبابا

وكلُّ مخاتلٍ سيخيبُ حتماً
وجنيُ حصادِهُ ذمّاً وعابا

بصوتهِ ودَّ أنْ يجني ثماراً
فكانَ حصادُهُ شوكاَ وصابا

وليسَ لأجلكم أدلى بصوتٍ
ولكن كي ينالَ بهِ الرغابا

وكم بطلٍ تحدّى الموت حرّ
وذللَّ يومَ نخوتِهِ الصعابا

أرى النوّابَ يزورّونَ بعدا
إذا ما الشعبُ يزدادُ اقترابا

فكونوا صوتَ كلِّ الشعبِ حقّاً
يكنْ رأيُ الأنامِ بكم صوابا

فإنْ تبغوا المناصبَ بالتحدّي
تروا أحلامكم طُرّاً سرابا

فيا شعبَ العراقِ الحرّ تبقى
لدى الظلماءِ والجلّى شهابا

إذا الدُّنيا تساءلُ عن عظيمٍ
بلا شكٍّ تكونُ لها الجوابا

فلولا الحبُّ ما هاجتْ شجونٌ
ولا اصطخبتْ قوافينا اصطخابا

سأصرخُ في وجوهِ الجورِ حتى
يكونَ العيشُ رغداً مُستطابا

ويغدو عراقنا حُرّاً كريماً
ومطلبُ شعبهِ أبداً مُجابا

وانّي صوتهُ العالي المُدّوي
سيسمعني إذا يوماً أهابا


رزاق عزيز مسلم الحسيني


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رزاق عزيز مسلم الحسيني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/01/27



كتابة تعليق لموضوع : لداعي الخُلفِ أكثرُكمْ أجابا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net