الجيش العراقي بين السياسة والمليشيات
باقر العراقي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تمر علينا هذه الأيام الذكرى الرابعة والتسعين لتأسيس جيشنا الباسل، وبلدنا يمر بمرحلة صعبة وخطيرة، حيث يعول العراقيون عليه كثيرا، في استعادة محافظاتنا المحتلة، وتخليص البلد من احتلال "داعش"، الذي جلبه لنا فساد القرار السياسي، وخيانة القادة العسكريين.
النكبة والنكسة والوكسة التي أطاحت بهيبة الجيش العراقي في 9 حزيران، زالت وأصبحت من الماضي بالنسبة لمنتسبي قواتنا المسلحة، وخاصة بعد أخذ زمام المبادرة من العدو، وتحقيق الانتصارات المتلاحقة في كافة الجبهات.
الحشد الشعبي والبيشمركة والعشائر والحركات الإسلامية والأحزاب الوطنية، التي وقفت بجانب الجيش في محنته الماضية، سيكتبها التاريخ لهم بحروف من ذهب، وكل حسب إجتهاده، لأنهم سطروا بدماءهم الطاهرة، أروع الملاحم والبطولات، في تصديهم البطولي لإرهاب داعش.
لكن مهما كان الشعب مسلحا، ومهما كانت أحزابه وحركاته تجيد استخدام السلاح، فلا بديل عن شموخ الجيش وهيبته، حتى وإن شابه الفساد، أو كان ماضيه غير ناصع، فجيشنا مر بنكبات كبيرة على المستوى الوطني، ومع الأسف استخدم كأداة لقمع المواطنين أحيانا.
هذا الماضي"السيء" لا يمكن أن ينساه من عاش مأساة الأنفال، ولا يغيب عن ذاكرة الانتفاضة الشعبانية، ولا يمكن لأبناء المحافظات الساخنة، أن ينسوا زمجرة الدبابات أمام منازلهم، أو الاهانات التي تلقوها على يد بعض القيادات العسكرية.
اليوم نرى أبناء العراق بكل أطيافهم، يحتفلون بعيد جيشهم الباسل، فأبناء الإقليم عطلوا واحتفلوا هذا العام على غير عادتهم، والتي كانوا سابقاً يستذكرون بها بطش الجيش لهم، فهذه بادرة حسن نية، يجب استغلالها إيجابيا من قبل القيادة السياسية والعسكرية للجيش العراقي.
ما ذكره العبادي من أن الجيش سيخرج من المدن، ليكون سوراً للوطن، ينبغي أن يكون قبل سنوات، لأن دخول الجيش للمدن يحوله الى أداة قمع، ويغير طبيعته من الانضباط العسكري الى الانفلات الفئوي، حتى يسقط احترامه، ويتلاشى حبه من قلوب الناس.
فتوى المرجعية أعادت الحياة للوطن والشعب والجيش معاً، بعد أن كانوا على شفا حفرة، وتوجيهاتها واضحة بخصوص رفع العلم العراقي فقط، كما أنها اعتمدت أخيرا تسمية المتطوعين بدلا من المسميات الأخرى، في إشارة لعائديتهم الى الجيش، وكذلك حرمة المساس بممتلكات أهالي المناطق المحررة.
هذه دلائل واضحة وصريحة وبينه، ونصائح يجب علينا الالتزام بها وعدم مخالفتها، إن كنا فعلا أبناء العراق وليس غرباء، حتى ترسوا سفينة الوطن الى بر الأمان ان شاء الله.
إذن المؤسسة العسكرية يجب أن تبتعد عن السياسة، وبناء الجيش يبدأ من هذه النقطة، وعلى جميع المحاربين في هذه المرحلة أن ينخرطوا قلبا وقالبا في صنوف الجيش، ويجب أن يعلو جيش العراق وعلم العراق فوق كل المسميات والأعلام الأخرى.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
باقر العراقي

تمر علينا هذه الأيام الذكرى الرابعة والتسعين لتأسيس جيشنا الباسل، وبلدنا يمر بمرحلة صعبة وخطيرة، حيث يعول العراقيون عليه كثيرا، في استعادة محافظاتنا المحتلة، وتخليص البلد من احتلال "داعش"، الذي جلبه لنا فساد القرار السياسي، وخيانة القادة العسكريين.
النكبة والنكسة والوكسة التي أطاحت بهيبة الجيش العراقي في 9 حزيران، زالت وأصبحت من الماضي بالنسبة لمنتسبي قواتنا المسلحة، وخاصة بعد أخذ زمام المبادرة من العدو، وتحقيق الانتصارات المتلاحقة في كافة الجبهات.
الحشد الشعبي والبيشمركة والعشائر والحركات الإسلامية والأحزاب الوطنية، التي وقفت بجانب الجيش في محنته الماضية، سيكتبها التاريخ لهم بحروف من ذهب، وكل حسب إجتهاده، لأنهم سطروا بدماءهم الطاهرة، أروع الملاحم والبطولات، في تصديهم البطولي لإرهاب داعش.
لكن مهما كان الشعب مسلحا، ومهما كانت أحزابه وحركاته تجيد استخدام السلاح، فلا بديل عن شموخ الجيش وهيبته، حتى وإن شابه الفساد، أو كان ماضيه غير ناصع، فجيشنا مر بنكبات كبيرة على المستوى الوطني، ومع الأسف استخدم كأداة لقمع المواطنين أحيانا.
هذا الماضي"السيء" لا يمكن أن ينساه من عاش مأساة الأنفال، ولا يغيب عن ذاكرة الانتفاضة الشعبانية، ولا يمكن لأبناء المحافظات الساخنة، أن ينسوا زمجرة الدبابات أمام منازلهم، أو الاهانات التي تلقوها على يد بعض القيادات العسكرية.
اليوم نرى أبناء العراق بكل أطيافهم، يحتفلون بعيد جيشهم الباسل، فأبناء الإقليم عطلوا واحتفلوا هذا العام على غير عادتهم، والتي كانوا سابقاً يستذكرون بها بطش الجيش لهم، فهذه بادرة حسن نية، يجب استغلالها إيجابيا من قبل القيادة السياسية والعسكرية للجيش العراقي.
ما ذكره العبادي من أن الجيش سيخرج من المدن، ليكون سوراً للوطن، ينبغي أن يكون قبل سنوات، لأن دخول الجيش للمدن يحوله الى أداة قمع، ويغير طبيعته من الانضباط العسكري الى الانفلات الفئوي، حتى يسقط احترامه، ويتلاشى حبه من قلوب الناس.
فتوى المرجعية أعادت الحياة للوطن والشعب والجيش معاً، بعد أن كانوا على شفا حفرة، وتوجيهاتها واضحة بخصوص رفع العلم العراقي فقط، كما أنها اعتمدت أخيرا تسمية المتطوعين بدلا من المسميات الأخرى، في إشارة لعائديتهم الى الجيش، وكذلك حرمة المساس بممتلكات أهالي المناطق المحررة.
هذه دلائل واضحة وصريحة وبينه، ونصائح يجب علينا الالتزام بها وعدم مخالفتها، إن كنا فعلا أبناء العراق وليس غرباء، حتى ترسوا سفينة الوطن الى بر الأمان ان شاء الله.
إذن المؤسسة العسكرية يجب أن تبتعد عن السياسة، وبناء الجيش يبدأ من هذه النقطة، وعلى جميع المحاربين في هذه المرحلة أن ينخرطوا قلبا وقالبا في صنوف الجيش، ويجب أن يعلو جيش العراق وعلم العراق فوق كل المسميات والأعلام الأخرى.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat