تثوير الناس احد الطرق لمحاربة الحوزة العلمية. مع الشيخ اليعقوبي في خطابه الأخير.
مصطفى الهادي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
مصطفى الهادي

طيلة قرون وحوزتنا العلمية تتعاون فيما بينها لمعالجة الازمات التي تمر على التشيع ، ومع ان الحوزة شيعية إلا انها عودتنا انها تحمل هموم الناس جميعا من دون تمييز لأن رسالتها اوسع من المذهبية والقطرية وذلك بحكم كونها تنطلق من رسالة عالمية جاء بها خاتم الانبياء وحملها من بعده أئمة يهدون بأمر الله. بينما رأينا اطرافا إسلامية كثيرة تتعامل مع قضايا الامة بنفسٍ قومي شعوبي مذهبي ضيق لا يتناسب ومتطلبات الدعوت العالمية : (يا أيها الناس اني رسول الله إليكم جميعا).
ولكننا ومنذ أن جاء البعثيون للسلطة رأينا تسللا واختراقا للحوزة عن طريق بعض ضعاف النفوس من الشيعة ممن باع آخرته بدنيا حيث كان هناك استعداد من قبل فئة وصولية لا تهمها مصالح الاسلام والمسلمين بأن تلعب دور المرجعية لضرب المرجعية .وكانت الحوزة العلمية على وعي من ذلك ، ولكنها كانت تحت ضغط شديد وخطر داهم من مصاديقه اعدام وتهجير الألوف من طلبة الحوزة وعلمائها آنذاك.
في هذه الفترة الحرجة ظهر (متمرجعون) أحداث لم يدرسوا سوى بضع سنوات أعلنوا فيها مرجعيتهم ، وطرحوها بدعمٍ من النظام البعثي الدموي وتبعهم بعض بسطاء الناس حبا منهم لمراجعهم ودينهم ومذهبهم .
من علامات هؤلاء المتمرجعون انهم يشنون الحملات التسقيطية على الحوزة من دون سبب، ويُضخمون الامور ويُحاولون تثوير الناس على الحوزة وخصوصا مراجعنا العظام.
وكان ابرز هؤلاء (الصرخي) و(اليعقوبي).
تصدى الصرخي إلى الجانب المسلح واثارة الفضوى بين الناس، فكوّن جيشا من بسطاء الناس وبدأ يتحرش بالسلطة ويتحدى المرجعية ويدعوها (للمباهلة) ولكننا على الرغم من ثقافتنا المتواضعة رأيناه انسانا ساذجا لا يُحسن حتى قراءة القرآن واغلب كتاباته سرقات من الانترنت.
واما صاحبنا (اليعقوبي) فقد تصدى ثقافيا لمحاربة المرجعية ، من خلال الخطب التلفزيونية وعقد اللقاءات والاجتماعات ثم اسس حزبا جذب الناس إليه من خلال توزيع المناصب والامتيازات، وعلى رأس هذا الحزب كان وزير العدل (حسن الشمري) الذي كثرت في زمنه عمليات هروب جماعية من السجون . هذا الوزير قدم مشروعا طائفيا فايخا بامتيازوبإيعاز من شيخه اسم هذا المشروع (القانون الجعفري) لدى دراسته من قبل الحوزة العلمية تبين ان فيه خللا لا يُمكن تلافيه وقد كتب الكثير حوله وبينوا مواطن الخلل فيه.ولكن مجلس الوزراء تبنى هذا القانون واقره في محاولة منه لضرب المرجعية خصوصا وان مواقف المالكي وعلي الاديب وغيرهم باتت مكشوفة تجاه المرجعية.
ولكن بين فترة وأخرى يطل اليعقوبي برأسه في تصريحات لا تدل على توازن ابدا ، بل كأن صاحبها مصاب (بالزهايمر) ، لأنه من غير المنطقي ان نجعل (القانون الجعفري) مساويا للقرآن او التعاليم الإلهية أو شريعة محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
فماذا قدّم لنا الشيخ اليعقوبي هذه المرّة؟
في خطابة الأخير المتلفز يرى اليعقوبي أن البلاء الذي حلّ بالعرقيين هو بسبب رفضهم (للقانون الجعفري)! وأن البلاء إنما خففه الله تعالى ليس رأفة بالمظلومين، لا . بل بسبب ان بعض الناس أيدوا القانون الجعفري ولذلك فإن الله رحم العراقيين وخفف عنهم مصائبهم . ثم يقول اليعقوبي، لو أن العراقيين وافقوا على هذا القانون . لرفع الله عنهم البلاء.
أنا اترك تقييم هذه الكلام للاخوة القرآء .
مقتطفات من أقول اليعقوبي في خطابه المتلفز الاخير انظر الرابط المرفق (1)
يقول الشيخ اليعقوبي : ((ولفت المرجع اليعقوبي الى ان الدرس الذي تعلمناه في الفترة الماضية هو ان (نصرة شريعة الله) والاصرار على تطبيق احكامه تسهم بدفع البلاء عنا كما فعلت الثلة القليلة التي وقفت (مناصرة للقانون الجعفري) ولو كانت النصرة لمشاريع الله عامة وواسعة من المجتمع لكنا بخير كثير ليس فقط في دفع البلاء وانما ستكون سببا في نزول البركات علينا)). اليعقوبي يرى هنا أن القانون الجعفري مساوٍ لشريعة الله .وأن النصرة لو كانت واسعة وعامة من المجتمع لما نزل البلاء.يعني لا داعش ولا تفجير ولا ذبح ولا قتل على الهوية.
ويقول أيضا : ((وكان المرجع اليعقوبي قال في كلمة سابقة ان القانون الجعفري للأحوال الشخصية حصل على موافقة كل العلماء (عدا جهة واحدة) وتأييد مجلس الوزراء حتى السني والمسيحي الا ان رسالة وصلت من بعض معتمدي تلك الجهة اجهض القانون، وعلى اثرها قلت في الخطاب الفاطمي للعام الماضي (اعلموا انكم بنصرتكم للسيدة الزهراء (عليها السلام) والقانون الجعفري ساهمتم في رفع جزء من البلاء والتيه الذي كان ستقع فيه الامة لو اجمعت على خذلان دين الله تعالى ولم يجد الدين انصاراً مثلكم)).
والله امر عجيب لم ار قلة حياء أكثر من هذا الشيخ، فهو يُحرض الناس على السيد السيستاني بقوله : (ان القانون الجعفري للأحوال الشخصية حصل على موافقة كل العلماء (عدا جهة واحدة) وتأييد مجلس الوزراء حتى السني والمسيحي). ولا ادري يا شيخ ما علاقة السني والمسيحي بالقانون الجعفري؟؟؟
ثم يقول : ((ولم يكن هذا مجرد توقع ورجماً بالغيب وانما كان مبنيا على قراءة للسنن الالهية في الكون، وبعد شهرين وقع ما وقع من هجوم ارهابيي داعش على الموصل وسقوطها في ليلة واحدة رغم وجود اكثر من سبعين الف من القوات المسلحة، وما تلاه من تداعيات سقوط محافظتي الموصل وصلاح الدين واجزاء كثيرة من محافظات كركوك وديالى والانبار، وكادت الروضة العسكرية في سامراء ان تقع بايديهم النتنة وأحدق الخطر بالعتبات المقدسة في النجف وكربلاء)). اي بعد شهرين من رفض الشعب للقانون الجعفري وقع الهجوم الارهابي واسقط كل هذه المدن وقتل كل هذه الضحايا حتى نزلاء سجن بادوش وسبايكر قُتلوا بسبب رفضهم للقانون الجعفري. ولكني اسأل الشيخ اليعقوبي ، لماذا هجمت داعش ومجلس الوزراء وافق على قانونكم الجعفري. أنا لا استطيع ان احل هذه المعادلة ابدا. ما علاقة رفض الناس للقانون الجعفري وهجوم داعش وسقوط كركوك وديالى والانبار ؟
ثم يختم الشيخ اليعقوبي كلامه بشكل غريب فيقول : ((ولولا وقفة هذا البعض لأحرقت النار الاخضر واليابس. ولان الخطيئة كانت غير متوقعة ولم نسمع في تاريخ المرجعية الشيعية ان يقف احد افرادها في الضد من تطبيق شريعة الله تبارك وتعالى)).
وهنا كان الشيخ اليعقوبي اكثر وضوحا عندما قال بأن ما حدث هو بسبب رفض (مرجع ديني) للقانون الجعفري الذي هو شرع الله تبارك وتعالى فأنزل الله عذابه على هذه الامة المغلوبة على امرها والتي ابتليت بأمثالا هؤلاء المتمرجعين.
ويعجبني تعليق الاخ سامي يقضان على خطاب اليعقوبي حيث يقول : ((القانون الجعفري فعّال في ايران ومع ذلك كل زلزال يقتل 50 الف. فهل هناك قانون اخر يمكن التصويت عليه في ايران لوقف البلاء القادم؟))
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat