عندما تكون المراة ........ صانعة للتاريخ
الشيخ عقيل الحمداني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
في مسرح عاشوراء كانت هنالك مئات ومئات الصور التي تنبض بالحياة رغم ماكنة القتل الاموي الممنهجة ..ومن تلك الصور الرائعة صورة تلك المراة الضعيفة البنية لكبر سنها القوية الارادة لعقيدتها وصلابة ايمانها ...انها أم عمر بن جنادة بن الحارث السلمي كما قاله المقرّم، مقتل الحسين عليه السلام ، ص253؛ إبصار العين، ص159.
جاء في المقتل الحسيني المشهور : ثم خرج شاب قتل أبوه في المعركة، وكانت امه معه، فقالت له امه: اخرج يا بني وقاتل بين يدي ابن رسول الله، فخرج، فقال الحسين عليه السلام: هذا شاب قتل أبوه، ولعل امه تكره خروجه.
فقال الشاب: امي أمرتني بذلك، فبرز وهو يقول:
أميري حسين ونعم الأمير سرور فؤاد البشير النذير
علي وفاطمة والداه فهل تعلمون له من نظير؟
له طلعة مثل شمس الضحى له غرة مثل بدر منير
وقاتل حتى قتل، وحز رأسه ورمي به إلى عسكر الحسين عليه السلام، فحملت امه رأسه وقالت: أحسنت يا بني، يا سرور قلبي، ويا قرة عيني، ثم رمت برأس ابنها رجلاً فقتلته، وأخذت عمود خيمة وحملت عليهم، وهي تقول:
أنا عجوز سيدي ضعيفة خاوية بالية نحيفة
أضربكم بضربة عنيفة دون بني فاطمة الشريفة
وضربت رجلين فقتلتهما، فأمر الحسين عليه السلام بصرفها ودعا لها. تسلية المجالس وزينة المجالس جـ 2 298
وفي هذا النص عدة دلالات
منها - مقدار التربية العقائدية المتميزة التي تلقاها ذلك الابن من ابويه حتى يقف يوم كربلاء الدموي ويجاهر بحسن عقيدته وولائه لال محمد ص وهو يقول اميري حسين ...
ومنها -اي صبر عظيم ظهر من تلك المراة المؤمنة حتى انها تجاوزت عاطفتها الشديدة فبدلا من ان تقبل ولدها مقطوع الراس وتجلس ترثيه وتبكيه الا انها برباطة جاش عظيمة اخذت راسه ورمت به على معسكر الاعداء وقتلت به عدوا لله ..
ومنها - مقدار اطر الشجاعة والوعي لدى المراة حتى انها تاخذ العمود وتحارب اعداء الله في كربلاء فاي شجاعة وبسالة تجلت من سيرة تلك المراة وهي درس ذهبي في ضرورة الاعداد العقائدي والتربية الروحية الايمانية التي لابد ان تتلقاها المراة في عصرنا هذا ...
أم عمر بن جنادة بن الحارث السلمي بحق هي صانعة التاريخ والمجد ...
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
الشيخ عقيل الحمداني

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat