صفحة الكاتب : عمار جبر

الجرف ينتصر وداعش تحتضر
عمار جبر

إن من يملك العدة والعدد والمال والمدد،لايعني أن النصرحليفه دوما،وإن من يفتقدهذه المستلزمات،فالهزيمة والخسران،هوالمصيرالمحتوم،إن الواقع والوقائع سواء من الماضي أو الحاضر،تبين خلاف هذه القاعدة في مواقف عديدة، وحتى القرآن الكريم في بعض الآيات أشار لهذا المعنى،منها قوله تعالى (كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله) .
هنالك سلاح فتاك،من يتسلح به،لن تتمكن أي قوة التغلب عليه،ألا وهو سلاح الإيمان والصبر والتوكل على الخالق،ففي عهد الرسول (عليه وعلى آله الصلاة والسلام) تغلب المسلمون في معركة \"بدر\" ،وكان عددهم ( 313) رجلا،في حين كان عدد قريش وأتباعهم ثلاثة أضعاف عدد المسلمين .
إذا انكسرالجيش،وإنهار في الفترة السابقة، إبان سقوط الموصل،فعندنا الحسين (عليه السلام)الذي يزحف نحوه قرابة (الخمسة عشرمليون ) زائرا،فهي جيوش زاحفة،كانت الطغاة تخشاهم على مر العصور،ولكنهم جميعا فشلوا،في منعهم من التوجه الى سيد الشهداء (عليه السلام )،فذهبوا وزالوا،وبقي الحسين وذكره خالدا،وسيبقى الى يوم يبعثون .
لقد حقق أبناء الحشد الشعبي،والقوات الأمنية،إنتصارات كبيرة،من سامراء الى تكريت والعظيم وآمرلي المحاصرة،وأخيرا وليس آخرا،جرف الصخر،الذي صارجرفا \"للنصر\"، تلك المنطقة التي كانت عصية لثمان سنوات،لم تستطع الحكومة السابقة يوم كانت بأفضل حالاتها،من إحكام السيطرة عليها،وبقيت مكانا آمنا لتخطيط وتنفيذ العمليات الإرهابية،وكانت تمثل تهديدا حقيقيا لبابل وكربلاء،إلى أن دخلها الأبطال والغيارى،وبدعم من المرجعية الدينية،التي كان رجالها في الميدان فزاد الزخم المعنوي،وتحقق الإنتصار.
إن النصر المعنوي،أهم بكثيرمن النصر العسكري،الذي يفتقد الروح المعنوية،لأنه يعني هزيمة نفسية للعدو،الذي طالما أستعمل هذا السلاح،وحقق بعض النصرفيه،وصرنا من حيث لانشعر، ماكنة إعلامية للعدو،ونردد الحديث عن قربهم من بغداد،وتهديدهم للمطار، بل أخذ البعض يفكر في مناطق آمنة، في جنوب العراق كي يلجأ إليها عند الشدائد .
إن الدواعش اليوم في تقهقر وتراجع مستمر،نتيجة الضربات الموجعة،التي تلقوها من أبطال الحشد الشعبي وقواتنا المسلحة،إنهم اليوم يحتضرون،وربما سيطول إحتضارهم بعض الوقت ولكن أرض العراق،ستكون أكبر مقبرة جماعية لهم،وإلى جهنم وبئس المصير .
لاينبغي العجب بالنفس؛لأنه آفة خطيرة،وإن حققنا بعض الإنتصارات؛لأن المعركة مستمرة والحرب لم تضع أوزارها بعد،وهذا ما وقع فيه المسلمون الأوائل،حيث ورد في الآية الكريمة (ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم توليتم مدبرين ) 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عمار جبر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/10/29



كتابة تعليق لموضوع : الجرف ينتصر وداعش تحتضر
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net