صفحة الكاتب : عمار جبر

أمريكا والإعتراف بالحشد الشعبي
عمار جبر
في السياسة لا وجود، لصديق دائم ولا عدو دائم، بل مصالح دائمة، فإن كان الآخرون، يبحثون عن مصالحهم فينا، لم لا نبحث عن مصالحنا فيهم.
لقد أثبت الحشد الشعبي، أنه القوة الضاربة، بوجه الإرهاب الداعشي، وما تحقق في المدة السابقة، يعتبر إنجاز فاجئ العالم، من تحرير آمرلي، إلى جرف النصر، وديالى وصلاح الدين وبيجي، إذ لم يبق للدواعش، سوى الموصل والأنبار، والأخيرة تشهد عمليات، واسعة لتحريرها.
رب ضارة نافعة، فقد شكل سقوط الرمادي، مركز محافظة الأنبار، تحولا دراماتيكيا في السياسة العراقية، وفي الإستراتيجية الأمريكية، منها أن رئيس الوزراء العراقي، لم يستثمر النصر في صلاح الدين، على يد أبناء الحشد، والزخم المعنوي الكبير، بل حجم دورهم، وراهن على الجيش، الذي فشل في تحرير الكرمة، بعد شهرين من العمليات العسكرية، وتبع ذلك انسحاب للجيش من الرمادي، دون تنسيق أو قتال ؛ولكن بعد هذا الحدث عاد رئيس لدعوة الحشد الشعبي للمشاركة في تطهير محافظة الأنبار. 
أما الجانب الأمريكي فقد تأثرت، سمعة الدولة العظمى، التي تقود تحالفا، من ستين دولة، وتعرضت إلى إنتقادات، من داخلها وخارجها، إذ لم يستطع التحالف الجوي، من إيقاف تقدم داعش، أو تحجيمها على اقل تقدير.
من هنا أدركت إدارة أوباما، أهمية تغيير تلك الإسترايجية، وبعد زيارة السيد رئيس الوزراء إلى واشنطن، أصبحت الصورة أكثر وضوحا، وهي أن الجيش العراقي، غير قادر وحده، على كسب المعركة، بعد الإنتكاسات العديدة التي مني بها؛ لأنه بني على أساس رخو، فلا قوة في العراق، قادرة على هزيمة داعش، سوى الحشد الشعبي، وما تحقق من إنجازات، هو خير دليل على ذلك. 
 لقد وجدت أمريكا نفسها مرغمة، على أن تبحث عن مشتركات، مع الحشد الشعبي؛لأن مصالحها باتت تقتضي ذلك، ولذلك تغيرت لغتها تجاه الحشد، ولم تعد تصفه بالميليشيات، الشيعية المدعومة من إيران، أو أنها غير منضبطة، كذلك في الجانب الآخر، إختفت الشائعات التي تطلقها، بعض وسائل الإعلام، المحسوبة على تلك الفصائل، بأن الطائرات الأمريكية، تقدم مساعدات إلى الدواعش، أو تقصف القوات العراقية.
ما يعزز هذا الأمر، أن أمريكا على وشك تسليم، طائرات(أف16)في الشهر القادم، بعد إكتمال الإستعدادات اللوجستية، في قاعدة بلد الجوية، إذ تمتلك تلك الطائرات، قدرات قتالية كبيرة، ستغير ميزان القوى، لصالح القوات العراقية، كذلك تسليم مضادات الدروع( (AT4لمعالجة تكتيك العدو، في تفخيخ الدبابات والهمرات بواسطة إنتحاريين، ولم تكن القوات العراقية، تمتلك تلك الأسلحة لمواجهة هذه الأساليب.
إذن من مصلحتنا، إقناع أمريكا ودول العالم؛ لتقديم الدعم للعراق، في حربه المصيرية، وأن نتفق على ثوابت، لمشروع سياسي مطمنئنا للجميع، فالحلول السياسية المنبثقة من داخل العراق، سترسل رسائل إيجابية، لدول العالم المهتمة بالشأن العراقي، وبذلك ستكون هزيمة داعش مسألة حتمية. 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عمار جبر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/06/27



كتابة تعليق لموضوع : أمريكا والإعتراف بالحشد الشعبي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net