صفحة الكاتب : اسعد عبدالله عبدعلي

الإشاعات حول بغداد ومخطط التقسيم
اسعد عبدالله عبدعلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
سلسلة من التصريحات الأمريكية, وعلى مستوى شخصيات عسكرية هامة في البنتاغون, والتي أكدت بان التنظيم الإرهابي بات يتمدد ويقترب من تخوم العاصمة, حتى وصل الأمر إلى التأكيد الأمريكي, بان الدواعش على بعد 15كيلو من قلب بغداد! وقبلها كانت قصة اقتراب الدواعش من مطار بغداد , لولا القدرات الأمريكية الجبارة التي ردت كيد الدواعش, كما روجت الماكنة الإعلامية الأمريكية وقنوات العهر العربية .
بنفس الوقت لم يكن هناك أي شيء على الأرض, وتم تكذيب هذه التصريحات من قبل الجهات الحكومية العراقية, والنتيجة صدمة الشارع من نهج أمريكا الغريب!
سلسلة من الإشاعات يتم إطلاقها من قبل قم الهرم الأمريكي,اوباما وكيري ودمسي, كلها تدعم الجانب الإرهابي (داعش), مع إن الجانب الأمريكي قام بمسرحية كبيرة , من تحشيد القوى العالمية ضد داعش, وتشكيل  تحالف دولي , والقيام بعشرات الضربات الجوية ,للقضاء على داعش, وكان المنتظر من العمليات الجوية إن تحد من حركة الدواعش, فكيف يصرح الأمريكان أنفسهم بهذه الإشاعات ؟إلا تدلل على فشلهم المدهش! فكيف بأكبر القوى العالمية تخسر حربها إمام تنظيم إرهابي محدود؟ وهل أمريكا بهذه السذاجة؟
أمريكا بهذه الإشاعة تنسف جهودها, فهي تعلن الحرب ضد داعش, فكيف تعلن إن داعش بات قريبا من بغداد؟ إلا يعني هذا إن هناك مخطط تسير به القيادة الأمريكية, لجعل عصابات داعش تتمدد وتمسك الأرض, وما التحالف إلا غطاء حماية, ويهدف لفتح ثغرات داخلية عبر إشعال فتيل الأزمة بين الشيعة والسنة, كي تسلك من هذا الباب داعش, وتسيطر جغرافيا, بحيث تكون داعش كيان يمنع تواصل محور روسيا وإيران في المنطقة.
الدواعش يقومون باستعراضات عسكرية لقواتهم تمتد لساعات, وطيران قوات التحالف الدولي تختفي, فلا ضربات ولا صواريخ, فقط يتم ضرب قوات الحشد الشعبي باعتبار الخطأ! وهذا  الخطاء لا يتجه نحو الدواعش! مما يعطي فكرة عن طبيعة العدو الحقيقي, وهي أمريكا, تسعى بقوة لتحقيق شيء معين تريد حدوثه, والإشاعات وسيلة للضغط على الحكومة العراقية. 
 داعش وظهورها السريع يذكرنا بالقاعدة وبداية ظهورها , وكلاهما كانت أمريكا هي الدافع لإيجاد هذه التنظيمات الإرهابية, لتحقيق جملة من الأهداف, أهداف تسويقية لصناعة الأسلحة, والتي تحتاج دوما لفتح أسواق لها, لذلك تقوم الأجهزة الاستخبارية بصنع فتن, وأزمات, وحروب, واقتتال داخلي. وهدف إستراتيجي وهو تقسيم المنطقة إلى أقاليم ودويلات صغيرة, متحاربة متصارعة مع بعض, التقسيم على أساس الطائفة والقومية والدين, مما يجعل أهل المنطقة تحلم بالعودة لتقسيم سايكس بيكو, فما كان بالأمس خطاءً يصبح اليوم حلم العودة إليه!
والتقسيم كي ينطلق يحتاج إن يبدأ من بغداد, فهي الباعث لكل جديد ,لكن بغداد محمية بقوة من الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي.
 أمريكا كي تحقق غايتها عملت على أكثر من محور, المحور الأول تهيئة الأرض لداعش, ومحور بث الخوف والتهويل خطرها, ومحور ثالث عبارة عن دعم التفجيرات في بغداد وتكثيف حصولها, والمحور الأهم في إثارة الفتنة بين الشيعة والسنة ,ومحور السعي لدعم المفسدين كي تبقى الفوضى, خلطة من بواعث الشر حتى تحين ساعة الصفر, ويأتون بوحشهم, يقضم الأرض وتنطلق شرارة التقسيم من بغداد .   
ألان بان زيف ما يقولون, فقوات الجيش مدعومة بقوات الحشد الشعبي تسيطر على حزام بغداد , ولا وجود لأي خطر يهدد العاصمة.
 لكن يجب إن نتعلم من الدرس جيدا, ونؤسس لهيئات إعلامية ترد الإشاعة في مهدها, هيئات تفكك الإشاعة وتتبع أصلها,  وتصنع الكلمة المضادة, ذات التأثير الكبير, ثم معرفة وقت ومكان إطلاقها, لتحقيق الغرض المنشود, مع الاهتمام بتشكيل فرق الرد على الإشاعة بإشاعة مماثلة معاكسة في التأثير.
 فالحرب ليست عسكرية فقط, , بل إعلامية أيضا,أن الإشاعات تأثيرها مدمر, فالإشاعات تصنع واقع جديد, وكما قال توماس كارليل (التاريخ ليس سوى عصارة الإشاعات). 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اسعد عبدالله عبدعلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/10/25



كتابة تعليق لموضوع : الإشاعات حول بغداد ومخطط التقسيم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net