بعد أن وضعت حملها.. هل سيوأد؟؟
ميسون ممنون
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ميسون ممنون

ساعات وساعات من العمل المجهد الطويل، وتمكن السهر والتعب مني، قررت أن أريح بدني أخيراً، فلنفسي عليَ حقٌ، وفور ما وضعت رأسي على الوسادة، سمعت صوت إطلاقات نارية كثيفة، لم تنقطع؛ تواصلت كما المطر؛ تساءلتُ! ألم يحددوا للجندي الواحد تسعون رصاصة أي ثلاثة مخازن؟
لماذا هذا البذخ بالرصاص إذن؟ وأنا أفكر في عدد الرصاصات المفترضة، بدأت أدرك بأن صوت الإطلاقات النارية تقترب شيئاً فشيئاً، فبقيت أتساءل، هل أكتب لشخص أسئلهُ ما الخبر، هل اتصل بأقربائي، بأهلي؛ ماذا أفعل؟(أسئل وأجيب نفسي في لحظات) كلا سيدركني الوقت قريباً، ولا أشعر إلا بإصحاب اللحى القذرة فوق رأسي، يجب أن أتصرف.
ذهبت مسرعة الى غرفة الجلوس، وجدت زوجي مستغرقا في نومه، وصوت التلفاز طغى على الغرفة، أطفأته وهمست بصوت واطئ؛ مع نكزة صغيرة؛ على كتف زوجي؛ وقلت له (أجوا)؛ ركضت مسرعة الى غرفة أولادي، أيقظتهم وجلبتهم الى غرفتي، خبأتهم في دولاب الملابس، نصحتهم بعدم التكلم أو إصدار أي صوت لحين أن أكلمهم أنا، رجعت لأترقب؛ ماذا يحدث من شرفة غرفتي؟ المطلة على الشارع.
رأيت مجموعة كبيرة من وجوه لا أراها إلا بالتلفاز، أنهم يغزون شارعنا، وإستغربت لموقفي! لم تنزل دمعتي؛ ولم يرتجف قلبي؛ لم أشعر بشيء، فتذكرت بلحظات سريعة؛ تتزاحم في رأسي الأفكار بوقتها، رسالة الإمام علي عليه السلام الى معاوية سأرسل لك رجال قلوبهم قلوب النساء، وبوقتها فهمت سبب قوتي وأيماني.
قمت بتسليح نفسي؛ وزوجي سلح نفسه بما يوجد من أسلحة بيضاء، في حال أضطررنا أن ندافع عن أنفسنا، ثم سمعت الباب يكسر وما كان بي إلا إن صرخت على زوجي ولم أشعر إلا بصفعة زوجي أتت لتوقظني من حلمي، آه كم أنا مرهقة لقد كنت أحلم ثم ضحكت عندما تذكرت أني قبل أن أنام كنت أفكر بوزرائنا الجدد.
كنت أتساءل هل يعلمون مدى ثقل المهمة الموكلة إليهم، وهل هم واعون كم مليون مواطن عراقي يعتمد عليهم، وهل يقدرون إنهم أتوا بعد مخاض عسير ليسجلوا التأريخ من جديد، بعد أن توقف منذ سنوات، هل سيضعون كل ذلك في الحسبان، ويعملون بضميرهم، أم سيغرهم الكرسي بعد حين ونعود من حيث بدأنا، نلتحف آلامنا، هل مرَ على بالهم صدقاً إن العراق منذ سنوات طويلة ينتظرهم، إذ كانت الوزارتان تدار بواسطة هواة.
وجوه جديدة، وأخيراً حصل تغيير أخر من جملة التغييرات المنشودة، والسيرة الذاتية لوزرائنا الحاليين تنبأ بخير، لكن التركة ثقيلة، والتساؤلات أكثر حول النجاح،أذن سادتي الأكارم هل ستعتبرونها وزارات كحال بقية الوزارات، أم ستلتفتون إلى أن محور العراق؛ ومصير شعب لعدة قرون؛ يتوقف على ما ستقومون به.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat