صفحة الكاتب : علي السبتي

داعش المارد الأمريكي
علي السبتي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تنظيم داعش هو تنظيم إرهابي اتخذ من القتل الدمار وسيلة لفرض نفوذه فاستباح حرمة العديد من المدن العراقية بطريقة لا تزال مجهولة لحد الآن، وكان الهدف منها هو إسقاط العاصمة العراقية بغداد وتغيير طموغرافية المنطقة لكن جاءت فتوى المرجعية بالجهاد الكفائي فوقفت حائلاً دون تنفيذ المخطط، وبعد معارك شرسة مع هذا التنظيم استطاع أبطال القوات المسلحة وقوات الحشد الشعبي الذين لبوا نداء المرجعية من استلام زمام المبادرة، وتحقيق الانتصارات وتحرير عدد من المناطق. 
هذا هو مختصر المشهد، لكن بعد صمود مدينة آمرلي وفكّ الحصار عنها من قبل أبناء العراق وانكسار شوكة هذا التنظيم، برز على الساحة موقف مغاير للمجتمع الدولي بقيادة أمريكا جاء في وقت يثير علامات الاستفهام والتعجب وهنا ظهر جلياً عدد من المواقف المتناقضة وهي في غاية الغرابة أجملها بالنقاط الآتية:
1-      بعد أن سقطت الموصل لم يحرك الجانب الأمريكي ساكناً بل اكتفى بالتصريحات الخجولة جداً على مدى شهرين، حتى أنه أوقف صفقات تسليم طائرات الـ (F16) فما حدى مما بدا؟!!! .
2-      توجه تنظيم داعش بحشوده نحو إقليم كردستان بعد أن عجز عن تحقيق تقدم في مناطق حزام بغداد وسامراء وغيرها، تحرّك الجانب الأمريكي ليقوم بطلعات جوية وقصف لمواقع داعش  دون سابق إنذار، فلمصلحةِ مَنْ جاء هذا التحرّك؟!!!.
3-      بعد فكّ الحصار عن مدينة آمرلي وانكسار العدو تحرك الجانب الأمريكي بصورة مفاجئة وبخطى سريعة ليشكل تحالفاً دولياً بقيادته لمحاربة تنظيم داعش!!! فهل هي محاربة للتنظيم أم حماية؟.
4-      رئيس الوزراء المنتخب حيدر العبادي والذي تسلّم المنصب بطريقة هي أيضاً غامضة، أمر بإيقاف الطلعات الجوية العراقية، في حين أنّ التحالف الدولي ينفّذ طلعات جوية بحرية.
5-      رئيس الوزراء العراقي يقول في مقابلة صحفية: (الخطأ الوحيد الذي ارتكبته القوّات الأميركية في الهجمات على داعش في العراق هو عدم التنسيق مع القوات العراقية على الأرض، فقواتنا تسير للأمام، وعندما تسير للأمام تحتاج إلى غطاء جوي، وهذا الغطاء غير متوفّر حالياً)!!!!!!!!!!!.   
6-      رئيس الوزراء العراقي (ينتقد!!!!) الولايات المتحدة الأميركية لعدم التنسيق مع القوات الأمنية العراقية في تنفيذ ضرباتها الجوية على مواقع داعش الإرهابية. 
فإذا كانت الطلعات الجوية تجري دون التنسيق مع القوات العراقية، فكيف يتمّ تحديد الأهداف وهل هي تقصف فعلاً؟!!!
7-      القيادة العسكرية الأمريكية تطلب ميزانية 5 مليارات دولار أمريكي لتمويل الحرب ضد هذا التنظيم، فهل هو بهذا الحجم فعلاً؟، رغم أنّ تقارير عالمية تشير إلى أن العدد الكلي للتنظيم في العالم هو (20,000) عشرون ألف مقاتل فقط!!!. 
8-      القيادة العسكرية الأمريكية تقول إن الطلعة الجوية للمقاتلة من نوع الـ (F16) تكلف (120) ألف دولار أمريكي وبحساب بسيط لو كانت كل طلعة لطائرة تستهدف داعشي واحد يكون الناتج ملياري دولار فقط!!!! وهم طلبوا خمسة مليارات!!!!
9-      الخارجية الأمريكية تقول إنها تتوقع حرب طويلة الأمد مع هذا التنظيم !!!! 
10-  عضو مجلس الشيوخ الأمريكي جون ماكين وهو عضو في لجنة القوات المسلحة بالكونغرس الأمريكي يقول (إنّ تنظيم "داعش" ينتصر وقادر على فرض سيطرته على مطار بغداد، هم ينتصرون ونحن لا ننتصر، العراقيون لا ينتصرون وقوات البيشمركة والأكراد لا ينتصرون)!!! فأين هو من انتصارات أبناء العراق؟؟!!!
11-  بعد أن تدخل التحالف الدولي في العراق بهدف محاربة داعش، استطاع هذا التنظيم أن يرتّب صفوفه وأن يستورد أسلحة ومنظومات صواريخ متطورة، فأين هي تلك الطلعات الجوية للتحالف؟؟!!!.
فهل جاء التحالف الدولي لينقذ هذا التنظيم من الهزيمة ويمنحه الوقت لترتيب صفوفه؟. وهل سخّر الجانب الأمريكي جزءً من موارده لشنّ حملة إعلامية تعظّم وتهوّل حجم هذا التنظيم لزرع الرعب في المنطقة ؟ لنتفكّر في هذه المواقف....

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي السبتي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/10/20



كتابة تعليق لموضوع : داعش المارد الأمريكي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : Ameer A. Al_babeli ، في 2014/10/24 .

أين (المثقف) عبد الخالق من هذا الحس الوطني? وعن هذا المنطق الناصع الناضح بالعقلانية والنزاهة والشرف والحمية? .. أين هو وأمثاله ممن باعوا رجولتهم فضلآ عن خصال الرجال وأخلاق الفرسان ; عن هذا النبل والذوبان في الوطنية التي سعت سلطات القهر على طمسها في الوجدان العراقي!?

الحمد لله الذي لم يخلنا من أمثالك ممن نذر قلمه لنصرة وطنه وشعبه ..
تحياتي لك جناب الكاتب مع خالص دعائي ..




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net