صفحة الكاتب : علي السبتي

وكأنّ التأريخَ بدأ بالانحراف (10 كانون الأوّل 2017م)
علي السبتي

أعلن رئيسُ الوزراء العراقيّ في ذلك الوقت الدكتور حيدر العبادي بيانَ النصر على عصابات داعش في مدينة الموصل، ليكون ذلك هو الإعلانُ الرسميّ الحكومي على تحرير كلّ أرض العراق من هذه العصابات. الخطابُ المتلفز لرئيس الوزراء في ذلك الوقت شهد حضوراً لأغلب القيادات الأمنيّة من جيشٍ وشرطة وجهاز مكافحة الإرهاب، جميلٌ جدّاً أن نرى تلك الوقفة لأبناء العراق الذين حرّروا الموصل!. لكن لم أرَ أحداً من بينهم يمثّل الوجوه السمر التي لبّت نداء المرجعيّة الدينيّة العُليا في النجف الأشرف، وكان لها ما كان من دورٍ يوم كانت بغداد قاب قوسين أو أدنى من هاوية. فهل سقطوا سهواً في هذه اللحظة التاريخيّة؟! أم أنّ التأريخ بدأ بالانحراف؟! ربّما يسترجع أحدُنا كيف كانت التداعيات التي تزامنت مع بيان النصر، لكن ليس لنا شغل بكلّ هذا الآن. ما يهمّنا أنّ الحكومة العراقيّة قد اعتبرت هذا اليوم يوم النصر (10كانون الأوّل)، وأُعطيت فيه عطلةٌ رسميّة في عموم البلاد وخرج الكلّ ليحتفل في شوارع العراق وغيرها. فقبل أن تأكل آفاتُ الزمن أوراق ذاكرتنا دعونا نتذاكر في ما بيننا، أين هي تلك الخطبةُ العصماء من على منبر الجمعة في الصحن الحسينيّ الشريف يوم (26 ربيع الأوّل 1439هـ) الموافق لـ(15 كانون الأوّل 2017م)؟؟!!! التي كانت بمثابة بيان النصر. ألا يجدر بنا حقّاً، من باب الوفاء أن نجعل تأريخ بيان النصر للمرجعيّة هو يوم إعلان النصر الحقيقيّ للبلاد، فمن هنا انطلقت الفتوى ومن هنا يجب أن تُختتم، هذا ما يحكم به كلُّ صاحب لُبّ. وهنا قد يقول قائل: إنّ الخطبة جاءت على ضوء البيان، أقول: أتّفق معك ولكن هل من المحال أن نُزامن يوم ذكرى البيان الحكوميّ مع بيان المرجعيّة؟! عرفاناً وامتناناً لتلك الشيبة المباركة في النجف الأشرف، مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ الفاصل بينهما خمسة أيّام فقط. فبعد سنين ماذا سيتذكّر أولادُنا؟ بيانَ النصر أم خطبةَ المرجعيّة الدينيّة العُليا في النجف الأشرف؟! حين قالت: (لا فضل لأحدٍ إلّا للعراقيّين في تحقيق الانتصار، فالنصر منكم ولكم واليكم وأنتم أهله وأصحابه، فهنيئاً لكم به وبوركتم وبوركت تلك السواعد الكريمة التي قاتلتم بها، وبوركت تلك الحجور الطاهرة التي رُبّيتم فيها، أنتم فخرنا وعزّنا ومن نباهي به سائر الأمم)..


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي السبتي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/12/11



كتابة تعليق لموضوع : وكأنّ التأريخَ بدأ بالانحراف (10 كانون الأوّل 2017م)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net