صفحة الكاتب : سليمان علي صميدة

Game is over
سليمان علي صميدة

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

هذا الشعار رفع في شوارع تونس و القاهرة  أثناء الثورتين التونسية و المصرية . و مصطلح اللعبة  هو امريكي ظهر في منتصف القرن الماضي و اول مروج له هو مايلز كوبلند في كتابه الشهير لعبة الامم الذي يكشف فيه كيف شرع الامريكان في السيطرة على بلدان الشرق الاوسط بواسطة الانقلابات العسكرية . فكل انقلاب عسكري هو امريكي بالاساس الا ما ندر و كل زعيم عسكري هو صناعة امريكية يطبق برنامجا امريكيا و عندما ينتهي دوره يزاح اما اغتيالا او بالقوة و الاختفاء و اشهر النماذج ثلاثة : عبد الناصر و صدام و القذافي . و قد طبقوا المخطط الامريكي بشكل مفزع و مرعب يقوي الاحتمال بأن اصولهم من ناحية الاب او الام ليست عربية .

و يبدو ان الامريكان انتهجوا هذا الاسلوب بعد نجاح تجربة هتلر في التمويه على الشعب الالماني و الزج به في ايديولوجيا نازية موغلة في التمويه و الكذب و في ابادة ضحاياها الالمان فقط دون غيرهم و في حرب مدمرة كانت نتيجتها قيام دولة اسرائيل .

هذا الشعار المرفوع لا نعرف بالضبط من يقف أو يكمن وراءه  و الظاهر ان صاحبه على علم بلعبة الشعوب و يبدو انه على يقين بأن هذه اللعبة قد انتهت بثورات الشعوب العربية  التي أزاحت حكاما <made in usa  >.

و الامر ليس كذلك البتة . فاللعبة التي دامت اكثر من نصف قرن لا تزال مستمرة و لكن في اسلوب جديد اكثر فزعا و رعبا . انها الفوضى الخلاقة التي تقتل الشعوب بشكل لا يرحم  عن طريق تفكيك الدولة العميقة و ولادة قيسرية لمئات الاحزاب المعارضة المتقاتلة .

ان الثورات العربية قد وقع برمجتها من قبل . و ازاحة القادة تم بمباركة امريكية بل بتوجيه امريكي بحت . فبن علي لم يهرب كما أشيع بل وقع إخراجه بالقوة و التجاؤه الى السعودية لغاية مضبوطة . و القذافي المقتول ليس هو القتيل بل شبيهه و كذا الامر بالنسبة لصدام .

الفوضى الخلاقة هي أشبه بالرحى التي تهشم تهشيما كاملا  ما يلقى فيها . و هي سريعة الدوران و شديدة التهشيم في العراق و سوريا و الصومال و افغانستان و اليمن . و هي بطيئة الدوران في تونس و مصر و لبنان و البحرين . و ستكون عاجلا كارثية في السعودية والاردن تركيا و الامارات .

هذه الرحى تطحن الشعوب طحنا بلا رحمة  لان هذه الشعوب  هي التي تحضن حضارة اسلامية و دينا قويما يهدد امما غربية بالزوال التام في آخر الزمان . و يبدو ان الامر على عجل  فكأنما الكل استفاقوا فجأة بأننا على أبواب آخر الزمان  فاندفعوا  كالمجانين يقتلون تلك الشعوب  مباشرة او بالمكر و الخداع . و النبوءة الدينية القديمة تقول إنه  عندما يداس الشعب المقدس اي الوحيد الذي يوحد الله  عندها ينفتح باب آخر الزمان على مصراعيه  و تبدأ مرحلة المتاعب . لقد سارع الامريكان الى فتح باب الجحيم على أنفسهم و بلادهم . لقد تلقى المسلمون و العرب الضربات تلو الضربات  و لكنهم لا يزالون على قيد الحياة  و هم يستطيعون ان يعيشوا كما كانوا في القرون الوسطى  و لكن الضربة القادمة ستكون قاتلة للامريكان و للغرب كله فلا مرد لها بإذن الله . هكذا تبشرنا كل الأديان حتى الوثنية منها .

فصبرا صبرا ايها المستضعفون  فأنتم الوارثون لا غيركم  فيالو تساون على وشك الانفجار  و كوكب العذاب على وشك الانحدار و عندئذ سيعرف الظالمون اي منقلب ينقلبون .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سليمان علي صميدة
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/10/17



كتابة تعليق لموضوع : Game is over
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net