صفحة الكاتب : ناصر علال زاير

القاضي سامي شريف رحلة مابين الإدارة والقضاء قصص وذكريات ومعانات
ناصر علال زاير

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

من هنا عرفت القاضي سامي شريف

تعتبر فترة تولي القاضي سامي شريف لرئاسة محكمة جنايات ذي قار للفترة مابين العام 2006-2009 فترة عصيبة جدا في تاريخ الناصرية ولم تمر مثلها على الناصرية منذ تغير النظام وفي تلك الفترة وخاصة عام 2007 الى نيسان 2009 كنت وقتها إعلاميا مقربا جدا جدا من محافظ ذي قار الأستاذ الحاج عزيز كاظم علوان الذي مرت الناصرية في أثناء توليه لمنصب المحافظ بأحداث مروعة لم تمر بها المحافظة منذ عقود باستثناء الانتفاضة الشعبانية حيث عاشت الناصرية خمسة حروب ربما يجوز أن نسميها بالحروب الأهلية وكنت شاهد عيان على تلك الأحداث وللأمانة التاريخية المحافظ السابق والنائب الحالي عزيز كاظم علوان عايشته في أحلك الظروف فهو رجل من طراز خاص جدا ولا أعتقد أن الزمان سيجود بمثله من وجهة نظري الشخصية ولا أعتقد أنه سيتكرر رجل جمع مابين الشجاعة الهادئة والحكمة والأتزان والتسامح والنزاهة والصدق مع الله ومع الناس وأهم ما يميز هذا الرجل هو أنه غير حقود وغير انتقامي وغير قلق وغير متقلب ويستمع لجميع الآراء ويأخذ بأحسنهم وفي تلك الفترة العصيبة أنتشر أسم القاضي سامي شريف كقاضي جنايات ورئيس محكمة جنايات وصار حديث الناس نعم في عهد المحافظ السابق الحاج أبو صادق حدثت في المحافظة خمسة حروب بالتمام والكمال أشدها أحداث اليماني حيث فقدت المحافظة في تلك الأحداث خيرة ضباطها في أحداث التاسع من محرم حيث أستشهد كل من العقيد أبو لقاء الجابري أمر فوج المهمات الخاصة والعقيد زامل الرميض مدير استخبارات الناصرية ورفاقهم الآخرين وكان ذلك اليوم يوما مروعا في تاريخ الناصرية وقد أدار دفة القضاء بنجاح القاضي سامي شريف ولم أكن أعرفه عن قرب وقتها بل كنت أسمع عنه من خلال الناس وكان الكلام في الشارع بعضه لصالح القاضي سامي شريف وبعضه ليس لصالحه وأكيد أي قاضي يحكم وفق قانون عقوبات وليس وفق أهواءه ورغباته كما يتصور البعض وتمر أحكامه على محكمة التميز كما يعلم الجميع والقضاء بعد نيسان 2003 يعترف الجميع أنه أنتقل نقلت حضارية وتاريخية ونوعية وتحرر من تبعية السلطة التنفيذية كما كان في العهد السابق عهد ماقبل نيسان 2003 وكذلك صار القضاء الان يتبع لمجلس القضاء الأعلى ولم يعد يرتبط بوزارة العدل كما كان

أول لقاء لي مع القاضي سامي شريف

التقيت القاضي سامي شريف أول مرة في أذار 2009 ثم اللقاء الثاني في 26 نيسان 2009 والصور موجودة في البومي في صفحتي بالفيس بوك وواضح التاريخ عليهم ووضعت كل ما يتردد وما يقال بالشارع من كلام على طريق أسلوب الشاهد وتحدث الرجل عن الحملة الظالمة التي تشن عليه إعلاميا وأكد أنه رجل قضاء يحكم وفق مواد قانونية وقانون عقوبات ووفق اعترافات وأدلة جنائية وأمامه كتاب الله وفوقه رب عالم عليم وعنده ضمير وخلفه تاريخ وهناك محكمة تميز تراجع تلك القرارات والأحكام ولابد للمسيء أن يردع ولابد من القصاص وأستشهد بآيات من القران وأحاديث نبوية وكان الرجل جدا رائع معي ومنفتح وكان صدره واسعا في تلقي الأسئلة وهادئ في إجاباته وردوده وفند معظم الإشاعات بحجج وأدلة دامغة
وكانت أسئلتي بلا مجاملة وبلا رتوش بغض النظر عن رأينا الشخصي فيها من ناحية أتفاقنا معها أو عدمه وأتضح من خلال إجاباته المقنعة أن معظم ما كان يتردد بالشارع هو كلام غير دقيق وكلام غير منطقي وغير مثمر بالمره ونحن وثقنا ما قاله القاضي سامي شريف بصوته وتعاطفنا معه جدا وكان اللقاء فرصة له أن ينفي كل تلك الإشاعات وكان فرصة لنا شخصيا حيث تعرفنا عليه عن قرب وأعجبنا جدا وبشخصيته وإجاباته المنطقية وأسلوبه في استقبالنا وتوديعنا

القاضي سامي شريف يتصل بنا ويطلب عدم نشر اللقاء

وبعد يوم من أجرى اللقاء وكنا تستمع للتسجيل ونراجع ماكتبناه قبل النشر لأننا كنا نعلم علم اليقين أن نشر لقاء مع قاضيا ورئيس محكمة جنايات هوليس كلقاء مع فنان أو شاعر أو غيره وخاصة كانت الفترة كما قلنا كان عصيبة جدا ولابد من أدارة الحوار بذكاء مفرط لا يؤجج الموقف المتأزم والملغوم جدا لأن كان هناك شهداء وضحايا وبينما نحن كذلك أتصل القاضي سامي شريف وكان بوضع غير مرتاح جدا وكان ذلك واضحا من خلال نبرة صوته وطلب عدم نشر اللقاء الا بعد اطلاعه هو شخصيا عليه ومراجعته له هو شخصيا قبل النشر فوافقنا فورا وقلنا له أكيد من حقك ذلك لأن اللقاء يخصك شخصيا وأنتم منصبكم حساس ثم عاود الاتصال في اليوم التالي وطلب عدم نشر حرفا واحدا من اللقاء ثم أتصل وطلب مني عدم الاتصال به أصلا فقلت له تدلل لن تنصل بكم
قلت له جناب القاضي نحن لا تربطنا أي علاقة غير أني صحفي التقيت بكم كقاضي والسلام
حقيقة تعاملت معه بكل احترام وتقدير لأني سمعت عنه من المقربين له وخاصة شقيقي ياسر علال زاير وكان مفوض شرطة مقرب منه وحكى لي عن عدالته ونظافة يده وطيبته ولكن فوحئت بهذا السيل من الكلام الذي لم أعرف السبب وراءه حتى الآن
وصار كلام غير ودي من الطرفين ولكن لم يخرج عن حدود اللياقة وأدب الحديث وافترقنا لكني بقيت أحترم الرجل جدا وبقيت أحتفظ بأرشيف لقاءه وصوره وكنت واثقا أنه سيعتذر لي عندما يعرف حقيقتي لأنه لم يبدر من أي تصرف مطلقا يسيء له وأتذكر أنه قال لي بالحرف الواحد ( أني مامحتاجك أصلا ) فرديت عليه ( وأني أيضا همين مامحتاجك أصلا شعني وياك جناب القاضي) وكنت كما قلت كنت واثقا أنه سيعتذر لي وهذا ما حصل فعلا حيث عدنا نتحدث مع بعض ثم التقينا عدة لقاءات والى هذه اللحظة لم أسأله عن السبب الذي جعله يتحدث معي بتلك الطريقة لأن الخوض في أمور تجاوزها الزمن قد ينفع مرات وقد لا ينفع بل يضر جدا لكن واضح الرجل كان عندما نلتقيه نجد كل الأحترام والتقدير ونحن كذلك كنا ومازلنا نشعر اتجاهه بكل الاحترام والحب والتقدير


دعوة عشاء في بيت القاضي سامي شريف سبقتها جولة ثم لقاء مسجل ومصور أستمر أكثر من ثلاث ساعات ونصف

كنا ومازلنا نعتبر القاضي سامي شريف رمز من رموز العدالة بالعراق وبالناصرية وفق المعلومات التي حصلنا عليها ووفق متابعاتنا كإعلاميين متواجدين بالساحة طيلة كل هذه السنين بشكل يومي في الميدان وكانت ظروف عملنا تفرض علينا اللقاء مع مختلف الشرائح ومختلف الشخصيات وكنا قد التقينا بالفنانين والشعراء والسياسيين والحزبين وشيوخ العشائر وأعمدة القوم والبسطاء من الناس بمختلف مستوياتهم ولكننا لم نلتقي بحياتنا بقاضي وكنا نجهل عالم القضاة ولكن لقاءنا مع القاضي سامي شريف كان نافعا جدا جدا ومثمرا وكان الرجل مهيأ نفسيا ومرتاح جدا للقاء الذي أجلناه عدة مرات تارة من جانبي وتارة من جانبه وكنا قد قمنا بجولة رائعة قبل اللقاء في مركز المدينة وزيارة مصورة فوتغرافيا لمعرض الكتاب الدولي في بهو البلدية لغرض تهيأت القاضي نفسيا قبل اللقاء ويكون الحوار في الشارع والسيارة ثم القسم الأكبر من الحوار في حديقة بيت القاضي العامر أن شاء الله وعلى صوت الكناري العذب نعم كان اللقاء مساءً وفي جو شاعري وفي حديقة منزله وعلى أصوات الكناري وقد نزلنا في الفيس بوك البوم مكون من مائتي صوره وهنا وصلت العلاقة بيني وبين القاضي سامي شريف لدرجة الثقة المتبادلة والاطمئنان التامين من قبل الطرفين وزال الحذر والتحفظ ولكن أنا بطبيعتي دائما أغوص في شخصية الضيف والتقية عدة لقاءات جانبية وأجمع عنه المعلومات من معارفه وأتحدث معه مرات ومرات من خلال الهاتف وعندما أشعر أني اكتملت معلومتي عن الضيف أذهب مهيئا جدا لأجراء اللقاء ومستعدا للقاء والحوار حالي حال الطالب الذي يذهب للامتحان وكان قد راجع المادة وأستعد لها لأن الحوار لمثل هذه الشخصيات ليس سهلا ولان مهمة الكتابة عن مثل هذه الشخصيات ليس مهمة سهلة لأن ما يكتبه الكاتب هنا ممكن أن يكون مرجعا للباحثين في شخصية القاضي سامي شريف وأمثاله أذا يجب أن تكون المعلومة دقيقة ومعززة بالتواريخ الدقيقة والسرد المتسلسل ولهذا تجدني أستمع لتسجيل اللقاء من خلال النقال من ومن خلال الهتفون وأكرر الاستماع له عدة مرات وأنا أمارس بعض الأعمال وكان كل كلام القاضي في صلب الموضوع وكنا قد عرضنا عليه بعض الأسئلة قبل اللقاء ثم استجدت أسئلة من خلال الحوار
وبعد كل هذه المقدمة

تعالوا معي في رحلة مع القاضي الأول سامي شريف نائب رئيس محكمة استئناف ذي قار

 

القاضي سامي شريف من مواليد 1955 في ناحية الفهود أكمل دراسته الابتدائية عام 1969- 1970 وأكمل دراسته المتوسطة عام 1973-1974 في ناحية الفهود
في عام 1974 تحول إلى البصرة وهناك أكمل الدراسة الإعدادية في إعدادية العشار في محافظة البصرة الفرع الأدبي وحصل على معدل 70 وكان الأول على دفعته وتخرج من الإعدادية عام 1978بعدها قبل بكلية القانون والسياسة آنذاك قبل انشطارها وتحويلها إلى كليتين فيما بعد وكانت الكلية كما يذكر لنا فضيلة القاضي كانت عراق مصغر وكانت تلك الكلية ( أي القانون والسياسة ) الكلية الوحيدة في العراق وكانت تابعة الى جامعة بغداد وليس للجامعة المستنصرية وكان فيها كذلك دوام مسائي أيضا وعندما سألته ماذا تقصد بالعراق المصغر قال كانت تجمع كل أبناء العراق من الشمال والوسط والجنوب بمختلف أطيافهم وأديانهم وقومياتهم ومذاهبهم ويضيف طبعا كانت مختلطة وتخرجت منها كما يقول عام 1982-1983ويضيف خلال دراسة الأربع سنوات تعرفت على عدد كبير من الأصدقاء من مختلف محافظات العراق وكانت علاقتي معهم حميمة جدا
وفي عام 1983 أجلت من العسكرية لمدة سنة لأسباب صحية وتم ذلك بمساعدة العميد الطبيب طيب الذكر العميد هشام الحاج حسن وهو أيضا من تلامذة والدي ومن منطقة الفهود كذلك والكلام للقاضي سامي شريف
وكان يعمل طبيبا في مستشفى الرشيد العسكري وقتها وكما قلت برتبة عميد طبيب وقد ساعدني في تزويدي بتقرير طبيا استندت عليه اللجنة الطبية مما أدى الى تأجيلي لمدة سنه أنقذني من نار الحرب العراقية الإيرانية التي كان وقودها آلاف الشباب العراقي وسنعود للحديث بعد الحديث عن والد القاضي سامي شريف

والده
كان والده المربي الفاضل الراحل شريف الحاج محمد الصالح كان معلما ثم مديرا لمدرسة الخزرجية الابتدائية في ناحية الفهود حيث تخرجت على يد والده أجيالا من الرجال المهمين في البلد من أطباء ومهندسين وكبار الضباط في القوات المسلحة ومن تلامذته السيد طالب كاظم الحسن محافظ ذي قار حاليا والمربي الفاضل الأستاذ الراحل والد القاضي سامي شريف خريج دار المعلمين الريفية في بغداد مارس التعليم من عام 1943 حتى عام 1982 وبعد هذا العام أحيل على التقاعد أي في عام 1982 بعد أن أمضى ما يقارب الأربعين عاما في التعليم الابتدائي التحق هذا المربي الفاضل بالرفيق الأعلى في 28 آذار عام 2003 أي قبل سقوط النظام السابق بما يقارب أثنى عشر يوما
يقول عنه ولده القاضي سامي شريف أنه كان شخصية قديرة ومؤثرة جدا ويسترسل في الحديث عنه وبتفاصيل مثمرة وطيبة سنتطرق لها في مقالات أخرى خاصة بهذا المربي الفاضل وا لراحل العزيز
وعندما سألنا القاضي سامي شريف عن الشخصية التي أثرت به غير والده أجابنا فورا أنها شخصية المعلم عدنان بدر كاطع ال بطي من شيوخ عشائر ال زيرج حاليا
وكانت شخصيته شخصية رائعة ومحبوبة وكان يتفقد أحوال الطلبة ويرعاهم بعناية فائقة رعاية مادية ومعنوية وهنا أقصد بالمعنوية الاستماع لهموم الطلاب ومعاناتهم والمساهمة بحلها وحسمها كليا وكان المربي الفاضل الشيخ عدنان البطي الشيخ حاليا والمعلم والمربي الفاضل وقتها كان يقوم بمقام الوالد والمعلم للطلبة وخاصة الذين فقدوا والدهم ويضيف أن المعلم والشيخ فيما بعد عدنان مازال حي يرزق ومازلت أكن له كل الاحترام والتقدير ويكرر هو من شيوخ عشيرة ال زيرج والكلام للقاضي ويضيف فضيلة القاضي الأول سامي شريف نعم لقد تأثرت بشخصية هذا الرجل جدا ومازال تأثيرها حتى الآن واضحا في سلوكي بعد تأثري بشخصية والدي ويضيف كذلك لقد كان المعلم شيئا كبيرا جدا ووصفه بالهالة لا يمكن أن نمر بالشارع الذي يمر به المعلم وله هيبة ووقار ورهبة وكان والدي يتابعنا في كل صغيرة وكبيرة بدقة متناهية وكل ما وصلنا له أنا وأشقائي هو بفضل والدي ومتابعته الشخصية لنا وحرصه كذلك وبفضله رحمه الله وصلنا الى ما وصلنا إليه نحن جميعا


السيد سامي شريف يتولى منصب مديرا لناحيتي العزير والعدل في ميسان ثم مديرا لناحية الدغارة في الديوانية ثم يدخل معهد القضاء

يقول القاضي سامي شريف بعد التأجيل من الخدمة العسكرية لمدة سنة قدم لي والدي طلبا لوزارة الحكم المحلي لغرض التعين بمنصب مدير ناحية ولكن الموضوع تأخر لمدة قاربت الستة أشهر لدرجة أني يئست من الموضوع ولكن بعد الفترة المذكورة بلغ والدي من قبل مدير أدارة محافظة ذي قار وكان وقتها الحاج محمد (الله يرحمه) بحصول الموافقة على تعيني بمنصب مديرا لناحية العزير في محافظة ميسان وفعلا حصلت الموافقة وذهبت وأديت القسم القانوني أمام وزير الحكم المحلي وكان وقتها الوزير سلمان داود وكان ذلك بتاريخ 1 نيسان 1984 ولم أصدق نفسي لأنه كانت تلك المناصب محظورة تقريبا على أبناء الجنوب وخاصة المستقلين ولا تعطى بسهولة لهم وربما لولا علاقات والدي لما تمكنت من تولي هذا المنصب وبقيت في ناحية العزير حتى عام 1988ثم تولية منصب مدير ناحية العدل أيضا في محافظة ميسان ثم أصبحت مدير لناحيتي العزير والعدل معا وكذلك توليت عدة مرات منصب قائم مقام بالوكالة لعدد من الأقضية في محافظة ميسان كالمجر الكبير والكحلاء والميمونة وقلعة صالح ولابد لي أن أشير أن أطيب ناس شاهدتهم وعايشتهم في حياتي هم أهالي محافظة ميسان وخاصة أهل العزير وأهل العدل والمجر وكل أهالي ميسان قاطبة كانوا ومازالوا ناس طيبون بشكل غير طبيعي وكانت علاقتي معهم جدا طيبة وكنت أحضر كل مناسبات أفراحهم وأحزانهم وكنت واحدا منهم وأستمر بقائي في ميسان من
1 نيسان عام 1984 حتى أيلول عام 1991 وكان وقتها المحافظ كريم حسن رضا الذي حكم عليه النظام السابق بالسجن خمسة عشر عاما فيما بعد وكان الرجل يحترمني جدا وكنت ملتزما جدا كل سلوكي وتصرفاتي
بعد هذا التاريخ نقلت الى ناحية الدغارة في الديوانية أو محافظة القادسية وأستمر عملي مديرا لناحية الدغارة من أيلول عام 1991 حتى أب 1994
وكانت أيضا علاقاتي طيبة مع أبناء الدغارة وهم يتذكرون ذلك حيث عايشت الفلاحين والعمال والبسطاء وبادلتهم المشاعر والحب والاحترام وكلهم يتذكرون ذلك
ويضيف قائلا الإدارة أبوابها واسعة جدا والقضاء أبوابه ليس مشرعة للقاضي وعلاقات القاضي وتحركاته وحتى ملبسه وكلامه وهندامه وتصرفه محسوب عليه بدقة ولا يسمح للقاضي بإقامة علاقات اجتماعية مفتوحة مثل الآخرين لأن هيبة القضاء من هيبة القاضي فلا يمكن للقاضي الجلوس بالمقاهي مثلا ولا يستطيع القاضي حضور الأعراس والأفراح مثلا ويشير القاضي نحو الحديقة التي نجلس فيها فيقول لذا تجدني أقضي معظم وقتي في هذه الحديقة التي أمامك ويضيف القاضي يراجع قضاياه وأوراقه حتى في البيت ويضيف أيضا هناك حديث نبوي شريف يقول قاضيا في النار وقاضيا في الجنة ولم يقل الحديث الشريف مدير عام في النار ومدير عام في الجنة ولم يقل حتى وزيرا في النار ووزيرا في الجنة ويضيف هيبة القضاء مرتبطة جدا بهيبة القاضي
سألته هل هذه الدار ملكا له أم مستأجرة
أجابني لولا السلفة التي أمر بها السيد رئيس الوزراء السيد نوري المالكي لما تمكنت أنا ومعظم القضاة من شراء مثل هذه الدار وذكر لي مبلغ السلفة وهي مئة مليون دينار للقضاة ويتابع كلامه قائلا لقد كانت لي دارا بسيطة في حي سومر بعتها وأضفت عليها السلفة وما حوشته خلال عمري أنا وزوجتي فاشتريت هذه الدار
ويضيف بعد العام 2008 تحسن وضع القاضي ماديا وعدد لي راتب القاضي وذكر لي ذلك بالأرقام وذكر لي أن راتب القضاة الآن يتراوح مابين ثلاثة ملايين ونصف درجة رابعة الى ستة ملايين ونصف درجة أولي وأكد أن هذه الرواتب تعتبر الآن ممتازة ولكنه أشار أشارة غير مباشرة من عدم ارتياحه للفوائد التي تؤخذ على المستلف وقال أنها كبيرة نسبية وهي 8% ثم وضع يده على يده الأخرى وهز رأسه قائلا ثماني بالمائة فوائد تعتبر كبيرة وأضاف
أنا شخصيا يستقطع من راتبي شهريا مليون ونصف بالتمام والكمال ومع ذلك أعتبر
تسليف القضاة وعامة الشرائح هو منجز كبير يسجل لحكومة السيد المالكي ولو قللت الفوائد تكون الفرحة بالسلفة أكبر وأعظم ويكون المنجر أكبر وأعظم لحكومة السيد المالكي الذي نشكر له هذه الألتفاته الكريمة من سيادته ويضيف ربما أنا أتحملها لأن راتبي يساعد ست ملايين ونصف كما ذكرت لك ذلك يعني يصفى من راتبي خمس ملايين وهذا المبلغ جدا كافي لكي يعيش القاضي بكرامة في هذه الظروف الصعبة


سألت القاضي سامي شريف متى تحولت من الإدارة للقضاء

أجابني بعد الانتفاضة الشعبانية تعسكرت الإدارة وذلك بعد جعل النظام السابق عدد من الضباط محافظين حيث نقلوا الأساليب العسكرية للإدارة
وهنا أنا شخصيا كما تعرف لم أخدم في الجيش ولم أتأقلم مع هذا الوضع ومع هذه العسكرة المقيته لذا تقدمت للمعهد القضائي وباشرت بالدوام كطالب بالمعد القضائي بتاريخ 2 كانون ثاني 1995 وكما تعلم مدة الدراسة بهذا المعهد سنتين حيث تخرجت كانون ثاني 1997 حيث صدر مرسوما جمهوريا في مايس 1997 برقم 77 على ما أعتقد
وباشرت بتاريخ 10 مايس 1997 كقاضي أحوال شخصية وهذا أول يوم في حياتي التحق فيه كقاضي في محكمة استئناف ذي قار بطلب من السيد رئيس محكمة استئناف ذي قار آنذاك وكان وقتها القاضي طيب الذكر أحسان الأسدي وكنت كل يوم ثلاثاء أذهب للدوام في قضاء الجبايش وكنت غير راغب بالمجيء للناصرية
سألته لماذا كنت غير راغب بالمجيء للناصرية
أجابني لأني هناك محطات لم أحدثك عنها لخصوصيتها جدا وأضاف لأنني كنت قد تزوجت من امرأة بابلية وكان ذلك عام 1985 وكانت ترفض المجيء أو لا ترغب المجيء للناصرية
قلت طيب هذه زوجتك له علاقة بمهنتك
أجابني نعم هي حقوقية وأضاف عندما كنت مديرا لناحية الدغارة كانت زوجتي تسكن في بابل وكنت أذهب وأعود من بابل الى الدغارة وبالعكس لقرب المسافة
قلت طيب وعندما كنتم في ميسان
قال كانت معي
قلت كم هم أولادك الآن
قال أولادي كلهم سبع بنات وولد واحد هو محمد
طبعا كما قلنا هو الولد الوحيد من بين سبع بنات أو إناث ومحمد شاركنا الجلسة ثم قام بإيصالنا أنا وولدي علي لبيتنا ومحمد شاب متزوج وله طفل أسمه مهند على أسم أصغر أشقاء القاضي سامي شريف ومهند هذا شاب يافع من مواليد 1970 أعتقله النظام السابق وعذبه لا لذنب الا لأنه كان مؤمنا مصليا وبعد خروجه من الاعتقال كان يشكوا من عدة أمراض حتى توفي بعد ذلك وكان يعمل محاميا قبل وفاته أعتقل بوشاية من منتسبي الاستخبارات العسكرية عندما كان يخدم الخدمة الإلزامية وسنتحدث عنه لاحقا مع الحديث عن أشقاء القاضي سامي شريف الذين يبلغ عددهم عشرة أشقاء ثمانية ذكور واثنتين إناث ومع القاضي سامي شريف يكون العدد الكلي أحدى عشر شقيقا وشقيقة كلهم أكملوا تعليمهم

نواصل حديثنا عن تنقل القاضي سامي شريف مابين محافظات العراق

عدت به لموضوع القضاء فواصل حديثه قائلا في شهر العاشر 1999 نقلت من محكمة استئناف ذي قار الى دار العدالة في محافظة المثنى وعملت قاضيا للعمل ثم قاضيا للتجارة
وفي أب 2000 نقلت الى الأنبار في مركز أستئناف الأنبار وتوليت أول الأمر قاضيا للأحوال الشخصية وعملت كذلك قاضيا للجنح في الرمادي ومن ثم في نهاية عام 2001 نسبت كمدعيا عاما منذ العام المذكور الى مابعد سقوط النظام تشرين أول 2004 في الرمادي وكانت عائلتي معي هناك في الأنبار وأضاف كان ومازال بعض القضاة ينتدبون كمدعين عامين لفترة من الزمن لذلك انتدبت كمدعي عاما في محكمة الأنبار للفترة من 2001 حتى تشرين أول 2004
ثم عدت بعد ذلك للناصرية سألته متى كانت عودتك للناصرية قال نفس التاريخ يعني في تشرين أول 2004 عدت لمحافظة ذي قار أنا وعائلتي
عندها عملت قاضي أول للأحوال الشخصية في محكمة أستئناف ذي قار وفي بداية عام 2005 منحت منصب قاضي أستئناف في محكمة أستئناف ذي قار
ومن ثم منحت منصب نائب رئيس محكمة أستئناف ذي قار في 19 كانون ثاني 2006 وأيضا صدر في وقتها تسميتي رئيسا لمحكمة جنايات ذي قار وأستمريت بالمنصبين حتى أب 2009 ويضيف قائلا لي هذه الفترة ليس غريبة عليكم كأعلامي متواجد بالميدان كانت فترة قاسية على جميع أهل الناصرية قاطبة ويخاطبني قائلا أنت كأعلامي عايشت تلك الفترة وتتذكرها وحتى المواطن البسيط يتذكرها أيضا كانت فترة صعبة بماتعني الكلمة وخلال تلك الفترة صدرت عدة أحكام رادعة وقصاص والقصاص ذكر بالقران وخلال تلك الفترة تحملنا مسؤولية كبرى أمام الله والوطن والدولة والحكومة وأهل الناصرية وكانت على حد تعبير القاضي سامي شريف والذي أتفق معه كانت فتره قاسية على عموم أهل ذي قار وأسترسل في في ذكر الأحداث وختم حديثه قالا المهم أنني كقاضي أديت رسالتي بأمانه ووفق ما يأمر به الله والواجب وبأمانة تامه وكان المتهم بريء عندي حتى تثبت أدانته وهناك قصص ومواقف وشهود على ما أقول كلها موثقة ويعرفها المعنيون والمقربون منا والعاملون معنا في صنف القضاء


أشقاء القاضي سامي شريف وتسلسله بينهم

تسلسل القاضي سامي شريف الخامس بين أشقاءه من الذكور والإناث أكبر أشقائي أنثى ثم شقيقي الشهيد نبيل كان موظفا في أدارة البريد ثم شقيقي المرحوم أديب كان مديرا لمدرسة أبتدائية في مدينة الصدر حاليا وسابقا تسمى بمدينة البكر المدرسة هي محمد القاسم وبعده المرحوم الشهيد موفق أستشهد في حادثة الصدرية عام 2007 أو 2008 ثم ولدت أنا وكما قلت لكم مواليدي عام 1955 ويأتي بعدي شقيقي السادس شكيب مدير تدقيق وحسابات في مستشفى الحسين التعليمي ثم شقيقة ثم شقيقي الثامن أسمه ستار يعمل معاون طبي في مستشفى الفهود وشقيقي التاسع سلام وهو مدرس في ناحية الفهود وشقيقي العاشر علي يعمل قطاع خاص كاسب لديه محل كهربائيات أيضا في ناحية الفهود ولي شقيق تسلسله الحادي عشر هو أخر أشقائي توفي وهو في ريعان شبابه وهو مواليد 1970 وأسمه مهند توفى عام 1996 كان يعمل محاميا في الناصرية حيث كان متدينا جدا وأعتقل وعذب تعذيبا شديدا أثناء خدمته للجيش وبعد خروجه من السجن كان يشكوا من آلام مختلفة وعند مراجعته للطبيب أخبره الطبيب بأن حالته صعبة وفعلا لم يعمر طويلا وفارق الحياة
ويضيف طبعا تمت الوشاية به أثناء خدمته للجيش حيث كان يصلي كثيرا ويقرأ القران آنذاك وبعد تسريحه من الجيش مارس المحامات سنة واحده وفارق الحياة
وكما قلت كان يعاني من آلام متفرقة من أثار التعذيب قبل وفاته

أولاد القاضي سامي شريف
وأنا بالنسبة لي متزوج من زوجتين أحدهما أنفصلت عنها والأخرى مازالت معي
لي سبع بنات إناث وولد واحد أسمه محمد ومحمد له ولد واحد أسمه مهند سماه على أسم شقيقي المرحوم أخر العنقود يعني لي ثماني أولاد سبع إناث وولد واحد وحفيد واحد


وفي أخر سؤال سألته هل كنت تتمنى أن تكون قاضيا

أجابني عندما كنت في صف الرابع ابتدائي كتب المعلم موضوعا أنشائيا على السبورة ماذا تريد أن تكون بالمستقبل فكتبت أتمنى أن أكون محاميا وعندما تخرجت من السادس أدبي من أعدادية العشار بمحافظة البصرة وجئت لأستلم شهادتي سألني مدير الإعدادية أبني سامي أي كلية ترغب فيها
قلت له أريد نتيجتي
فكرر السؤال أي كلية تريد ياسامي
قلت له كلية القانون
فصاح المدير أذهب لكلية القانون فمعدلك يؤهلك لذلك وأنت الأول علي دفعتك وفعلا قدمت لكلية القانون وتدرجت حتى وصلت لمنصب قاضيا أول وقد حدثتك عن رحلتي مابين الإدارة والقضاء بالتفصيل وبالتواريخ
شكرته وجهزت نفسي لمغادرة منزله ولكنه أصر على تناول العشاء معه فتناولنا العشاء في ساعة شبه متأخرة من الليل ووصلنا ولده محمد وحمايته الى منزلنا وكانت الساعة قاربت منتصف الليل أستمعت للتسجيل من خلال الهتفون ومن خلال النقال عدة مرات ثم نقلت ما جاء باللقاء وها أنا أضعه بين أيديكم بدقة متناهية وكنت خلال كتابة اللقاء قد اتصلت بالقاضي سامي شريف عدة مرات لأستفسر عن بعض التواريخ وبعض المعلومات المسجلة حتى ظهر لكم اللقاء بهذه الصورة أتمنى أن أكون قد وفيت هذا الرجل حقه وأتمنى أن أكون قد وفقت في تقديم معلومة نافعة تخدم القارئ وتخدم ضيفي معا

مع السلامه
شاهد من ذي قار
مساء السبت 23 نيسان 2011


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ناصر علال زاير
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/04/24



كتابة تعليق لموضوع : القاضي سامي شريف رحلة مابين الإدارة والقضاء قصص وذكريات ومعانات
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net