مواقف الامس ومواقف اليوم
احمد عبد الرحمن
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
احمد عبد الرحمن

حينما يؤكد ويشدد قادة ورموز المجلس الاعلى الاسلامي العراقي اليوم على اهمية منح الحكومات المحلية ومجالس المحافظات الصلاحيات الكافية حتى تتمكن من اداء الادوار والمهام التي يفترض ان تقوم بها، فأنهم في الواقع لم يأتوا بجديد كموقف وتوجه يعد واحدا من ابرز ثوابت ومتبنيات تيار شهيد المحراب.
وفي السابق حينما كان قادة ورموز المجلس الاعلى يدعون الى تعزيز صلاحيات الحكومات المحلية ومجالس المحافظات، كانوا يتهمون من قبل بعض الاطراف بأنهم يبحثون عن مكاسب سياسية ونفوذ وهيمنة بأعتبار ان عدد غير قليل من المحافظين ورؤساء مجالس المحافظات ينتمون الى تيار شهيد المحراب.
بيد ان اليوم الصورة مختلف الى حد كبير عن صورة الامس، ومن غير الممكن ان يدعي أي طرف ان دعوات المجلس الاعلى القديمة الجديدة بتوسيع صلاحيات
الحكومات المحلية تنطلق من حسابات ومصالح سياسية ضيقة، فلو كانت الحسابات والمصالح الخاصة هي الحاكمة والموجهة لدعا المجلس الاعلى الى تقليص تلك الصلاحيات وتحجيمها.
ان تبني المواقف والتوجهات المنطقة من تغليب المصالح الوطنية العامة وتقديمها على المصالح الحزبية والفئوية الخاصة، ينسج بالكامل مع روح الدستور لدولة اتحادية تقوم على مبدأ اللامركزية.
ولاشك ان المركزية الشديدة وتحكم المركز بوزاراته ومؤسساته المختلفة بالمحافظات خلف اثار سلبية في مختلف الجوانب والمجالات واحدث شللا في الكثير من المفاصل ، وعطل بالتالي دوران عجلة البناء والاعمار والتنمية والنهوض، وعمق مشكلات وازمات كان ينتظر المواطن ان تختفي وتتلاشى من واقعه الحياتي.
وفي خضم الواقع المزري الراهن، والتركة الثقيلة للعهد البائد، وبقاء الكثير من السياقات والاجراءات على حالها، فأن الانفراج الحقيقي لايمكن ان يتحقق الا بأحداث توازن بين صلاحيات ومهام الحكومة الاتحادية والحكومات المحلية وفق محددات الدستور ومقتضيات المصالح العامة، وبما ينعكس ايجابيا على المواطنين جميعا، لاسيما الفئات والشرائح الاجتماعية التي مازالت تشعر انها تعاني الحيف والغبن والاهمال، وهذا هو الواقع بالفعل.
الدولة القوية في ظل النظام الديمقراطي تقوم على اساس وجود الدستور الدائم ، والفصل الحقيقي بين السلطات والحؤول دون احتكار السلطة والقرار بيد مفصل معين، وتوزيع الصلاحيات بدلا من تركيزها.
23-4-2011
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat