صفحة الكاتب : مهدي حسين الفريجي

المدارس في العراق غيوم بلا مطر
مهدي حسين الفريجي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


تلتقي شحنات موجبة بشحنات سالبة فينتج عن لقائها غيوم تنزل ماءا تحيي به الارض بعد موتها فتزهر وتخرج فلذات كبدها من أشجار يانعة وثمار لذيذة,, المدرسة والاطفال هي بمثابة شحنات سالبة واخرى موجبة فأطفالنا شحنات سالبة نرسلها الى المدرسة ((الشحنة الموجبة))  لتتلقى العلم والمعرفة الا ان مدارسنا في العراق البلد الذي انتفخ وتورم من كثرة الالقاب فهو العراق العظيم ومابين النهرين وبلاد الرافدين وارض السواد وارفع راسك انت عراقي كل هذه الأوسمة والألقاب وهو على حاله ((لا يهش ولا ينش )) فمدارسنا لازالت شحنات سالبة تلتقي بشحنات سالبة اخرى ! فتنتج لنا جيل جديد من الاطفال لا يجيدون غير دور الببغاء بحكم الترديد الذي تعلموه في المدارس فهي تعطي دروسا في التقليد ولا تعطي منهجا في الابتكار والمدرسة في العراق مؤسسة للقلق والضياع بحكم بنايتها المتهالكة وعدم استيعابها لإعداد الطلبة والطالبات إضافة الى المناهج الكلاسيكية الرتيبة والمعلمين والمدرسين التقليديين الذين لم يقرأوا اخر الكتب والمناهج التربوية التي تخص الواقع التعليمي في الدول المتطورة وحتى المجاورة ونحن لا يمكننا ان نضع اللوم فقط على المعلم او المدرس ونطالبهم بالقيام بدور مثالي بينما المدرسة لا زالت متهالكة وأعداد التلاميذ في تزايد فكيف لمعلم ان يُفهم صف فيه 60 تلميذ !,,الجميع يعرف ان الأطفال هم جيل المستقبل وما لم يتم بناء هذا الجيل بناءا معرفيا متناسبا مع قابليات ومهارات هؤلاء الأطفال فهذا معناه اننا نفرط في اهم مصدر واهم طاقة لرفد وتحريك هذا المجتمع الذي بدا يصدا ويتآكل بفعل الرتابة التي يعيشها فهو بحاجة الى دماء معرفية جديدة تكون مهمتها إنعاشه والأخذ بيده نحو سلم العلم والمعرفة في مصاف الدول المتقدمة اما اذا بقيت الامور كما هي عليه فهذا يعني اننا نقوم بــهدر وتدمير وتضييع هذه الطاقة المتمثلة بالأطفال والتفريط بها وبناءها بناءا سلبيا يساهم في المستقبل القريب في تدمير البنى المعرفية التحتية الحقيقية التي تستند عليها كل بلدان العالم فنحن نشاهد مثلا كيف توضع البرامج المتقدمة لتنمية قابليات الاطفال في الدول الأخرى وكيف تساهم التكنلوجيا هناك في استغلال مهاراتهم وتعليمهم مختلف انواع العلوم والفنون وتحريك أذهانهم من خلال فتح أوسع الآفاق امامها في مختلف تجارب الحياة الفنية والعلمية والاجتماعية اما الاطفال في العراق فهم ضحايا لتعليم بدائي لا يهتم بالفن ولا الموسيقى ولا الرياضة ولا يحرك هوايات هؤلاء الاطفال ولا يبحث عنها بل يحاول المعلم ان يمرر قالب معرفي واحد على كافة الطلبة وبطريقة واحدة وعلى الجميع القبول بها سواءا تناسبت مع القياس الذهني للطفل ومهارته وسلوكه او لم تتناسب! اننا بحاجة الى ثورة معرفية كبيرة تهتم بهذه البراعم اهتمام حقيقي ومدروس وليس اهتمام صوري بقيام مهرجانات لدعم الأطفال في الإعلام وسلب حقوقهم في الواقع ! يجب علينا ان نهتم بالطفل داخل الأسرة وفي المدرسة ونعطيه حيز كبير من الحرية ليكتشف ذاته ونساعده في تنمية مهاراته وعدم استخدام أدوات القمع وتوظيف المزاج الشخصي السلبي ضد هذه البراعم لنقم جميعا بدور تعهد هذه البذور بالسقي المعرفي لنتركها تنمو وتثُمر بدلا من إجبارها على نمو اعوج وتلقيحها بسماد فكري فاسد يجعل ثمارها مرة لا تطاق .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مهدي حسين الفريجي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/09/29



كتابة تعليق لموضوع : المدارس في العراق غيوم بلا مطر
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net