كتلة الاحرار تقول : اجتهد فأخطأ.
فراس الخفاجي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
فراس الخفاجي

عبارة اجتهد فأخطأ تستخدم في اطار الفتاوى التي يطلقها علماء الدين في جميع الطوائف والتي نحترمها جميعا ونقدس العمل بها ولا يوجد ما هو مبرر ان نستخدمها في عالم السياسة لأن السياسة فن الممكن وتطبيق القانون والمسك بالدستور ولذلك فان اطلاق تلك العبارة من قبل كتلة الاحرار على ان رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي قد اجتهد فأخطأ ليس في محلها لأننا لسنا في فرضيات الاجتهاد والعمل بمبنى الفتوى وعائديتها الى القرآن ولا يجوز الخلط في هذه الامور كون ان رئيس الوزراء يعمل تحت مظلة الدستور العراقي الذي صوت عليه اغلبية الشعب العراقي وهذه امور حدية وقانونية ليس فيها اجتهاد واذا اردنا ان نتحدث باستخدام الاجتهاد فهو ديدن مجلس النوب العراقي والكتل السياسية التي تجتهد وفقا لمزاجيتها وتريد ان تسير امور البلد على أسس هذه الكتلة السياسية او الحزب الفلاني ولذلك فان اختيار وزيري الداخلية والدفاع اللذان اختارهما السيد العبادي هم من ضمن مجموعة اسماء قدمتها الكتل اليه وقد درس جميع السير الذاتية ليخرج بهذين المرشحين الذين عليهما مؤشرات اقل من غيرهما فلا يمكن ان نجد الكمال في الجميع وانا شخصيا اعترض على الوزيرين المطروحين للداخلية والدفاع لعدم القدرة والكفاءة العالية التي نبحث عنها في أي مرشح للوزارتين المذكورتين فلا رياض غريب يمتلك القدرة والخبرة على ادارة الداخلية ولا جابر الجابري يمتلك تاريخا يؤهله ان يستلم الدفاع لبعض المؤشرات عليه من الناحية الامنية المعلوماتية .
ولكن نقول انكم منحتم الثقة للعبادي في ان يختار ويدير رئاسة الوزراء وفقا للمنهج الحكومي الذي اتفقتم عليه وبذلك كان له حق الاختيار من بين الشخصيات المقدمة اليه والسبب المعطل يعود الى اختياركم جميع الشخصيات غير كفوءة ما اضطرته الى اختيار اهون الشرين فكيف اذن ياسيد الزاملي تقول كذلك (أكد قيادي في التيار الصدري التابعة لكتلة الاحرار "ان رئيس الوزراء حيدر العبادي قدم اسماء لوزارتي الدفاع والداخلية دون الاتفاق مع الكتل السياسية حيث كان هناك اجتهاد شخصي من قبله) كيف ذلك والحال انكم قبيل الجلسة الاخيرة لمجلس النواب قلتم اتفقنا جميع الكتل وقدمنا عدد من الاسماء ليختار منهم وها هو اختار فلماذا تعترضون ؟ أم انكم تعودتم كبرلمان على اجهاض مشاريع الحكومة ، ولذلك فان غضبة العبادي وانتفاضته كان تعبيرا واضحا على مدى تلاعب الكتل السياسية بقواعد اختيار الوزراء البعيدة عن المصلحة الوطنية والتي تصب في صالح جيوب تلك الكتل والاحزاب في التنظير لبعض شخصياتهم .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat