صفحة الكاتب : قاسم محمد الياسري

النثر العربي وحركة الوعي الديني واثرهما في المدرسه الكلاسيكيه
قاسم محمد الياسري

 تشير الدراسات خلال العهد العثماني تدهو النثر العربي اكثر من الشعر ..ويعتبر هذا العهد عصر الضعف للادب العربي حيث كان النثر خلال هذا العصر اسير قيود التحسينات اضافة الى ذالك دخلت عليه الفاظ تركيه .. واوربيه .. وعاميه .. اضافة الى تضييق الاغراض والمعاني . والخيال كان فيه ضعيفا .. وكان النثر لا يتعدى الرسائل ..وهذ حال العراق في الثمانينات والتسعينات وهجرو العراق معظم الادباء والكتاب المرموقين في الوسط الادبي العراقي .. فلما قامت النهضه الادبيه العربيه.. وبرزت وقوت حركة احياء القديم .. وازداد نشر التراث الادبي .. وانتشر التعليم في المجتمع العربي .. حيث تم ترجمة بعض الكتب من الثقافات الاوربيه .. واتسعت الصحافه الادبيه بين القراء .. كل هذا ادى الى تحويل الاذواق وصرفها للجديد الوافد من الغرب .. او الى القديم الاصيل .. والقديم عند كتابنا هو المذهب الذي يلتزم بالالفاظ واحكام الصياغه .. فاخذ اصحاب هذا الاتجاه سبيلا من الكتابه المشرقه الصافيه .. على طريقة المدرسة الجاحظيه البيانيه القديمه اللتي تظم كبار كتاب اللغه العربيه في عصورها الزاهره .. امثال .. الجاحظ والتوحيدي واخرين غيرهم هؤلاء الكتاب المحافظون اكتسبو اذواقهم من اعلام المدرسه البيانيه القديمه .. واستجمعوا عناصر من روائع القدماء الفنيه بمدارس التراث الادبي لهم ..فالعوده للمدرسه البيانيه .. لا تعني ان الكتاب توجهوا بعنايتهم الى الماضي فحسب ولا يعنيهم مايجري في حاضرهم .. انما الكتاب يسايرون الزمن واهتموا بقضايا حاضرهم .. مما ادى الى التعدديه في اغراض النثر الادبي الكلاسيكي الذي شمل معظم الاغراض القديمه المنتميه الى المدرسه البيانيه الجاحظيه حيث احتوى على القصص والروايات ومقالات الوصف  والمترجم التحليلي ومقالات النقد الادبي .. لم تظهر فجاة الكلاسيكيه في النثر العربي انما بسبب عوامل كثيره منها .. العنايه بدراسة اللغه العربيه وادابها في المدارس والمعاهد والجامعات.. واحياء مصادر الادب العربي القديم وطبع ارقى مؤلفات الادباء المعاصرين وظهور المجلات الادبيه والصحف اليوميه في الادب وانشئة دور الكتب في مصر وفي بيروت بعدها  وتعددت الاحداث .. كل هذه العوامل ادت الى ازدهار النثر العربي .. وظهرت عدة اسماء من اعلام النثر العربي الكلاسيكي ومنهم .. في مصرالامام محمد عبده وفتحي زغلول ومصطفى صادق وعبدالله فكري . والرافعي والمنفلوطي وجرجي زيدان واخرين غيرهم .. وهنا لا تتشكل المدرسه الا بمقوماتها وبفلسفتها التي تعززها وعناصرها التي تركبها .. فالاجدر بنا ان نسلط الضوء على المقومات التي يقوم عليها النثر العربي الكلاسيكي ..حيث الصياغه باسلوب وبتنسيق وترتيب الاجزاء على مايقتظيه المعنى .. فلا يقع لفظ الا ويكون وفق وضع احكام للتقديم والتاخير والفصل والوصول والحذف والذكر .. وهنا لايجد القارئ والمتابع من خلال الاسلوب سوى المعاني المرتبطه باحكام وفق مقتضى اصول النحو والمعاني وتغليب مسجة التصوير للمعاني بالاستعاره والمجاز ليكون الاسلوب اقوى وابلغ تاثيرا في النفس من الدلاله الحقيقيه والمعنى المباشر.. واسقاط الخصوصيه الذاتيه على الكتابه اي الابداع الدال على المزاج والذوق والشخصيه بلا تقليد فيما تصوره النفس والوجدان ..وهذا مانجده في اعتقادي بميل ادبائنا في عراق اليوم .. فالنثر الكلاسيكي .. يهتم بتحقيق الصور الادبيه للاسلوب العربي وفق ما كانت خلال عصور الادب القديم .. حيث يهتم بمتانة الاسلوب واللفظ واتباع الاصول البلاغيه والاهتمام بالمجتمع وكل هذا من الامور اللتي توافق اصول الكلاسيكيه الاصيله..اما تاثير الوعي الديني لانها جاءت اي المدرسة الكلاسيكيّة في النثرملتّسقة مع حركة الوعي الدينيّ التي قادها جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده، والتي جعلت أصحاب النزعة الأدبيّة يتّجهون في المجال الأيديولوجي للالتحام بهذه اليقظة .. والانطلاق من قيمها .. والتحرك في مجالها .. والتعبير عن مضامينها .. ثم انتقاء المذهب الأدبي الذي يلائم طبيعتها. وهو مذهب تقديس الماضي ويقتبس منه ويستنيربه ويعتبره المثل الأعلى لصنع الحاضر. وهذا مانلمسه في حاضرنا .. ويمكن لنا أن نقدّر مدى تأثير الحركة الدينيّة على الأدب كما قال الرافعيّ في كتابه  ((وحي القلم)) ...فالأدب من هذه الناحية يشبه الدين .. كلاهما يعين الثاني على الاستمرار في عمله .. وكلاهما قريب من قريب. غير أن الدين يعرض للحالات النفسيّة ليأمر وينهى .. والأدب يعرض لها ليجمع ويقابل .. والدين يوجّه الإنسان إلى ربّه .. والأدب يوجهه إلى نفسه. ذلك وحي الله إلى الملك وإلى نبيّ مختار.. وهذا وحي الله إلى البصيرة وإلى إنسان مختار.. وهو المعمول به بين ادبائنا اليوم ..وهنا لا بد من الاشاره والتاكيد أن المدرسة الكلاسيكيّة في النثر قد تأثـّرت كثيراً بما قام به محمد عبده من جهود جبّارة في ساحة الأدب في زمانه .. ومن كفاح ونضال لأجل إحياء اللّغة العربيّة وتحريرها من السجع والمحسّنات اللفظية. إنّ محمد عبده شخصيّة دينيّة بحتة يقتبس من الدين كما تذكر الدراسات ويناضل لأجله ويتفكّر فيه كان وكان يحمل فكرة ثائرة اقتبسها من جمال الدين الأفغاني كما ذكرت البحوث . وأراد  أن يقوم بإصلاح العرب عامّة من خلال إصلاح لغتهم وأدبهم فدعا إلى تنقية اللّغة من الألفاظ الدخيلة والمصطلحات السقيمة وإلى تهذيب أسلوب الكتابة بطرح المحسنات المتكلّفة. ولتحقيق هدفه أدخل على التعليم في الأزهر دراسة أمّهات كتب الأدب والبلاغة مثل ((أسرار البلاغة .. ودلائل الإعجاز للجرجاني )) وكذالك (ديوان الحماسة لأبي تمّام .. والكامل للمرّد ) وكان هو يشرف على تحرير ((الوقائع المصريّة )) يرسم للكتّاب والأدباء طريق إصلاح لغة الكتابة  ولهذا كلّه أثره في النثر.. شكرا لاصغائكم والى مبحث اخر في مدارس الادب العربي...


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


قاسم محمد الياسري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/09/16



كتابة تعليق لموضوع : النثر العربي وحركة الوعي الديني واثرهما في المدرسه الكلاسيكيه
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net