صفحة الكاتب : وليد فاضل العبيدي

حيدر ألعبادي يعزف لحن خلود الفساد!
وليد فاضل العبيدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
في عصر لم يعد فيه التفوق بالكثرة العددية، بل بالعقل والعلم، والتنظيم المحكم، والتدبير العقلاني والواقعي لشؤون المجتمع.
في عصرنا لم يعد نشر الدين والعقيدة بالعنف والحرب أمرا مقبولا، بل بالتبشير السلمي والحوار الفكري، ولم تعد القبلية أساس المجتمع البشري بل الدولة الحديثة، ولم تعد الغارات بين القبائل أمرا ممكنا بل صار المواطنون يخضعون جميعا لسلطة القانون الذي تشرف عليه الدولة التي تحمي بعضهم من بعض.
ولدينا في العراق الدولة الحديثة بعد 2003مثالا, فقد عرفت تطورا نحو المجتمع الاستهلاكي الحديث، وأقبلت على اقتناء التكنولوجيات العصرية، لكنها ظلت تتخبط على المستوى ألقيمي في أوضاع ما قبل الدولة الحديثة، كما ظلت مرتبكة بين المضي نحو بناء مجتمع الحداثة وبين تكريس ممارسات المجتمع القديم، يدلّ على ذلك الطريقة التي تقدم بها الأسرة في المقرر الدراسي التربوي ، حيث يرتبك الكتاب المدرسي بين الدعوة إلى "الجهاد" وبين فكرة "تنظيم الأسرة ونبذا لعنف والإرهاب "، إذ يعرضهما معا في نفس الدرس دون أن يحسم في توجيه الطفل إلى ما فيه مصلحة المجتمع في الوقت الراهن.
وبالرجوع لنقطة البداية التي استثارتنا وهي تشكيل الحكومة الجديدة  فقد نوهنا قبل عشرة  أشهر إلى أن الوضع  بالعراق ليس في النزاع الطائفي  أو المماطلة  على البتر ودولار بل القضية لها مداها الأوسع بين إيران وأمريكا والمصالح التي تلتقي في بلد لايملك حكومة لها القدرة على الرؤية بأفق واسع  يحتوي كل متغيراته ومظاهره التي أثقلت كاهل النمو والتطور منذ عام 2003.
ألعبادي هو الحلقة الجديدة فمشكلة  الحكام الجدد هي الرؤية للتاريخ على انه نقيصة ويعتبر لاشعور جمعي لديهم بالمظلومية التي شرعت لها قوانين للرفاهية والجلوس على مقاعد تشرق فوقها الشمس الدافئة. 
ان التكنوقراط والترشيق والإنصاف وتوزيع الثروة العادل كان مسكن الم من قبل دولة القانون بصوت ألعبادي لامتصاص النقمة التي أحدثها الأسبق نوري المالكي وحكومته المخضرمة التي أمرت المرجعية بتغييرهم  .فهي الوجوه الكالحة عادت من جديد وداعش تقتل وتصلب والفقر يدب إلى كل بيت والنازحون رسموا وجه البوادي والقفار تاركين أرضهم ورحلهم .
نراه يعزف لحن خلود الفساد
فانا لله وانا اليه راجعون والقادم في رحمة الله تعالى 
 
2014/9/7

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


وليد فاضل العبيدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/09/09



كتابة تعليق لموضوع : حيدر ألعبادي يعزف لحن خلود الفساد!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net