صفحة الكاتب : واثق الجابري

أمرلي متأمِّرون على المتأمِرين
واثق الجابري

 لا يمكن للصدفة والأقدار أن تسوق ما يكن في الإحتمال، ولا يمكن ان يسجل التاريخ حرفاً؛ دونما جهود وتضحية وبطولة، وتصدر الأحداث لا يأتي لمن خضع للمتشرذمين وبيدهم يسجلون ويرسمون خطواته.
المسميات احياناً تعطي انطباع للأنسان بالتأثير النفسي، لذلك أستحسن التعبد والتحمد، ونهي عن قباحة الأسماء لما له من أثر في الأجيال طلية تاريخها.
جاء احدهم يشكو صعوبة تعامله مع الناس والمواقف، فقيل له لما: قال ان جدي الخامس نصحه الرسول الكريم بإستبدال أسمه من صعب الى سهل، ولكنه أبى بعصبيته أن يغير أسماً اختارته أمه، فظلت تلاحقهم الصعوبة لهذا الجيل الخامس.
أمرلي مدينة صغيرة تصدرت اليوم، صحف العالم ومحطات الفضاء وصارت رمز للبطولة والشرف والإباء، مدينة وقف بوجه داعش بينما يكاد الإرهاب يحدث صدمة للعالم بجرائمه وقبح افعاله وإستقطابه للشاذين من كل الشعوب.
أمرلي أسم ذات دلالات كثيرة، وهذه التسمية سر من أسرار صمودها وبطولتها، ( أمِرْ ) بلغة الجنوب يعني أكرام الضيف وعلو قيمة الإنسان ان يطلب متضخعاً الإستجابة للطلب قبل السؤال، واذا اضفنا( لي) يعني ان سمو الإخلاق والتواضع تضيف للمأمور سمواً، واذا اكرم الأنسان دل على كرامته.
واذا قلنا( أمِر لي) ايضاً تدل على أن مأمور لشيء بإرادتي، حيث لا يقبل أي انسان الأمر بالقوة، ( أمَرْ لي) نعني أمَرَ لي بشيء من كرمه وتفضله.
(أمَرُّ لي)أ الألف للذات، والمرارة لا تأتي من الخضوع والخنوع وتقبل التسلط والظلم، وهنا تعني النفس الأبية، التي تستفهم هل أن المرٌّ لها.
(أمرلَي) وهنا الأمر (بلي او لوي) شيء شديد وأخضاعه ليقبل بواقع صلابة واصرار.
( أمّرَ لي) اي اختار لي امارة وتأمر ومأمور.
من حقنا اليوم ان نبهج، ومن حق الأجيال ان تتفاخر بما سطر امرلي من بطولات، وبالفعل علينا دراسة ظاهرة امرلي لتكون مضرب امثال للشعوب بصمودها.
انتصار أهالي أمرلي لم يكن وليد صدفة، ولا قدر كنا ننتظر احتماله، فقد صمدت مدينة وسطرت اروع الملاحم، وقف الرجال والنساء والأطفال وقفة واحدة، بوجه إرهاب ترتعب منه شعوب وإمكانيات واموال هائلة، وأثبتوا للعالم بعدم وجود قوة تضاهي العزيمة والإصرار والشرف العظيم، الذي حمله اهالي أمرلي وسريا الحشد الشعبي، التي قدمت نفسها فداء للمقدسات وصيانة الأعراض، أمرلي تمازجت فيها طيبة العراقيين وشجاعتهم، فهم الأمراء وهم المتأمٍّرون على المتأمِرين.
 




 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


واثق الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/09/04



كتابة تعليق لموضوع : أمرلي متأمِّرون على المتأمِرين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net