رسالة الى الاخ الدكتور حيدر العبادي رئيس وزراء العراق
سعد الاوسي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الاخ الدكتور حيدر العبادي رئيس وزراء العراق المحترم السلام عليك ورحمة الله وبركاته ,, وبعد فقد آثرت ان ابدأ رسالتي اليك بلا عبارات التفخيم والتعظيم المعهودة كدولة وسيادة وفخامة التي احسبك لا تحتاجها ابدا فيما انت مقبل عليه من عمل جلل كما لا تحتاجها في حياتك كي تزيدك رتبة ووجاهة , لانني اعرف جيدا ان الكبار من اصحاب المبادئ والأخلاق الرفيعة المنتمين للدين الحق صادقي الوطنية لا تعوزهم الالقاب والعناوين العريضة كي تتأكد ذواتهم ويفيض حضورهم وترسخ خطواتهم وتتوهج اسماؤهم , لانهم مؤكدون بالصدق والاخلاص مع الله والضمير و الوطن أصلا ولا احسبك الا احدهم باذن الله , لذا فقد ارتأيت ان أبدأ معك بكلمة الاخاء حسب لانها ابقى وأصدق وأكثر ثوابا عند الله , بسم الله الرحمن الرحيم ( واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداء فالف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته أخوانا ) , وهي اطول عمرا من الكراسي الزائلة الخداعة التي تزيغ الابصار وتعمي البصائر فلا يرى عابدوها سواها وجها ووجهة واهلا وعشيرة ومبدءا وانتماءا وملاذا ومأوى وطائفة ودينا والعياذ بالله . وقد علمت ممن يعرفونك انك رجل تلبس التواضع مئزرا والزهد رداء ولا تبتغي الا وجه الله ورضا الضمير في كل أمر تعقده او تحله , لذلك كان صوتك رغم دماثته حادا قاطعا في الحق منتميا للانسان لا يبتغي الا الصدق هوية والصلاح مسارا ونهجا , ومن هذا الموضع الوارف في شخصك اكتب لك اليوم آملا متمنيا ان لا يكون عهدك وتكليفك الا رعاية الناس وكفالة حاجاتهم وهدهدة اوجاعهم وازاحة الظلم عن كواهلهم , فقد ارهقهم سلفك المخلوع بجوره وظلام نفسه وسوء ظنه وفعله وفساد بطانته وجهل حاشيته واجرام معاونيه واتباعه واقزامه ... هل يحرجك انني اصف رفيقك في حزب الدعوة بهذه الصفات !! وهل تملك ان تغمض عينك وتعطل ضميرك عن صدق ما اقول فيه , وانت ادرى الناس به وباحواله , وهل في دين الله وشرعه وحقوق رعيته -التي هي اغلى الامانات في رقاب الحاكمين- موضع لمجاملة او مداهنة او حتى اعراضا وغض بصر ؟؟؟؟ لا احب ان اصدق انك تفعل , وقد قيل لي انك لست بذلك الرجل الذي يأخذ من حقوق الله وحقوق الناس وحق الضمير ليعطي مساحة أمان لظالم او قاتل او فاسد , حتى وان كان اقرب الاقربين وأصفى الخليلين , فليس ذلك لك ابدا انما هو لله الواحد القهار الذي شرع في القصاص من الظالمين حياة وعبرة . أخي الدكتور حيدر .. ياحامل امانة الله في عباده وهي ثقل عظيم , لتكن بداية عهدك حسابا عادلا لكل ما سلف من عهد فقد كان والله عهد سلفك دماء غزيرة بريئة ما تزال فيوضها تترقرق وآثارها تسيل في كل بيت وشارع ومدينة , ولوعاتها تلتهب في كل قلب وعين وذكرى , وسيسألك الله والتاريخ عنها ولن يعذرك الا باخذ الحق للمظلوم من الظالم و للمقتول من القاتل وان كان جبارا قادرا مؤيدا بعصبة من ابناء الشياطين , فليس من كبير او قوي امام الحق وليس من صاحب عزة وعزوة امام العزيز ذي الملكوت فلاتكن للظالمين ظهيرا لانك تكون قد اخترت ان تخاصم الله ورسوله . لتكن بداية عهدك تشتيت شمل الاشرار الذين تسلطوا على رقاب الناس واموالهم ولعبوا بمقاديرهم حتى كاد العراقيون ان يبيعوا جلودهم كي ينقذوا ابنا او زوجا او اخا او امرأة حرة طهور من اهوال سجن اليم وسجان زنيم . بدد شملهم وهدم قوتهم ولو ادعوا انهم لك سندا ومددا وعزوة وانصار. فبمثل هؤلاء لاترفع راية ولا يشد أزر ولا يرجى نصر , تأزر بشعبك واتكئ على حبهم وتسلح بالحق ينصرك الله عاجلا غير آجل ولو اجتمعت ضدك اعتى القوى والعن الشياطين . وتذكر دائما انك لست رئيس وزراء حزب الدعوة , ولست رئيس وزراء دولة القانون , ولست رئيس وزراء الشيعة ,ولست رئيس وزراء التحالف الوطني أنت رئيس وزراء العراق كله بشيعته وسنته وعربه وكرده وتركمانه وايزيديه وشبكه ومسلميه ومسيحييه وصابئته , انت المؤتمن على العراق من أقصاه الى أقصاه , ولو جاع طفل او سالت دمعة شيخ او هتك ستر امرأة فيه فتأكد ان الله سائلك عنها ومجزيك بذنبها في الارض والسماء ولو بعد حين . انت رئيس وزراء العراق وصاحب الامر فيه وليتك تنجح في ان تجمعه كله على قلب رجل واحد كما كان منذ عهد ليس ببعيد , يوم كان الناس يتحابون ويتراحمون ويتوادون ويتصاهرون وينجبون ويعملون دون ان يعرف اي منهم أكان الآخر مسلما ام مسيحيا شيعيا أم سنيا عربيا ام كرديا , اعدهم مؤيدا بنور الله الى سابق ما عرفوه وعاشوه اخوانا عراقيين لايعرفون سوى اسم الوطن الواحد هوية وعنوانا ورفعة وسموا , فليس يجدر بشعب الحضارات الخالدات واصحاب الرايات العاليات في التاريخ الذين ملأوا بامجاد افعالهم الدنيا وشغلوا الناس الا مثل هذا الولاء والانتماء . انت ترى كم فرح العراقيون بك قائدا وصاحب امر وكم استبشروا وعقدوا على زمنك القادم الامال , ولا تراك الاقدار والمروءات الا كفء لهذا فاياك ان تخيب لشعبك املا او تخذل له رجاء . لا تسكن القصور بينما يتشرد شعبك في الخيام والاكواخ وبيوت الصفيح . لا تلبس غالي الثياب بينما هم يعرون وتجرح احلام صغارهم لهفة ثوب جديد في اول يوم مدرسة او صباح عيد . لا تكنز الذهب والفضة من صفقات المال الحرام على حساب مصلحة الوطن والناس ولا تلوث يدك الامينة بوسخ الدنيا فانك ميت وانهم ميتون وسيزول الحال والمال ولن يكون ذلك الا وبالا في الدنيا عذابا حريقا في الاخرة يوم لاينفع مال ولا بنون . لا تتنازل عن ثبات الموقف وشرف المبادئ - كلها وبعضها - بحجة اقتضاء السياسة وتسيير الامور فوالله لئن فسد القليل فالكثير اولى ان يتبعه ضررا وفسادا والنار الكبيرة ربما كانت من شرارة صغيرة , فلا تفتح باب باطل لن تعرف كيف تغلقه او كيف تبرره ولا كيف تستنكره او تستغفر منه . افتح ابواب السجون الظالمة المظلمة التي ملأها سلفك المخلوع واتباعه المجرمون القتلة وقضاته الجائرون بالابرياء المساكين دون جرم اقترفوه او حق سلبوه , واعد لاخوتك من ابناء السنة امنهم وامانهم وثقتهم بوطنهم دون شبهة طائفية كي تصفو النفوس وتبرد القلوب فلا يبقى للغة الثأر والعداوة فيها مكانا , لا تكرههم مثلما فعل سلفك المخلوع فهم نصف شعبك بل كل شعبك بعد ان تمازجوا وتزاوجوا وتحاببوا وتصاحبوا منذ مئات السنين فما عاد هنالك من نسب يدعي انه لا يحمل من دماء الاخر بعضا ومن ملامحه لونا ومن اسمائه سمة في عمومة وخؤولة نجيبة قل مثيلها بين بني الدنيا . اعد مائدة الفقراء واعني بها حصة زادهم التموينية الى سابق عافيتها فقد كانت للجائعين سترا ولربات البيوت طوق نجاة , هل يعقل ان تكون الحصة التموينية كثيرة عامرة زمن الحصار الظالم الاعجف يوم كانت ميزانية البلد كله دراهم معدودات , ثم تصبح في زمن الميزانيات المليارية الوفيرة بائسة ممسوخة لا تطعم ولا تغني حتى صارت لا تساوي عناء حملها الى البيت , بعد ان تسلم زمام وزارتها رفاقكم من مناضلي حزب الدعوة ثم باتت تنتقل من يد لص الى يد محتال نشال . حل لنا نكتة الكهرباء التي اصبحت سمجة باردة سخيفة لا تصلح حتى لكوميديا سوداء في مسرح من الدرجة الثالثة , فبعد اكثر من احدى عشرة سنة وعشرات مليارات الدولارات المذبوحة على ابواب السادة وزراء الكهرباء مختلفي الاشكال والانتماءات مايزال امر ارجاعها وانتظامها اقرب للخرافة منها الى الحقيقة وصارت واحدة من اشهر المستحيلات بعد الغول والعنقاء والخل الوفي , بينما ننظر الى ماض قريب فنراها بعد حرب الخليج عام 1991 وبعد ضربة عسكرية قاسية على يد الاميركان وحلفائهم الثلاثين وبعد ان تدمرت كل محطات كهرباء العراق تدميرا شاملا تعاد على يد النظام (الدكتاتوري) في غضون ثلاثة شهور وبجهود وامكانات وطنية محضة وتحت ستار حصار اقتصادي عالمي حديدي , ليت رفاقك اخي الدكتور حيدر حين حكموا لثماني سنوات اشبهوا النظام السابق في هذا الامر فقط , وليتهم سألوه قبل ان يعدموه فربما كنا اهتدينا الى حل لهذا اللغز العتيد وربما كنا ذقنا يوما حلوا واحدا مع الكهرباء بعد طول ايام وسنوات مرة . يبدو ان طلباتي امام انظار بدايتك وعهدك الجديد قد صارت كثيرة وربما مبالغة في احلامها وطموحاتها , وسيقول لك المنافقون والمستشارون الكاذبون المحتشدون على باب مكتبك الجديد الان منتظرين ان ينتقلوا كالقرود من شجرة المخلوع الى شجرتك الجديدة الواعدة مسبحين حامدين : ان سعد الاوسي هذا مشاغب كبير ومصدر مشاكل ووجع راس دائم لايعجبه العجب ولا الصيام في رجب, وهو معارض عميل يقف الى جانب الاعداء فلا تسمع له قولا ولا تقبل منه نصيحة فهي ضارة كاذبة حتى وان نفعت وصدقت , الحق اقول لك نعم انني ذلك المصدر الدائم لوجع رأس الظالمين والقلق الساطع على رؤوس الحاكمين الفاسدين ولاينفع للتخلص مني دواء او دعاء, ولكنني سيف ودرع في يمين الصالحين الصادقين المخلصين السائرين بهدي الله ومحبة الوطن والشعب , من الشرفاء طاهري اليد والقلب , واحسبك واثق الحسبة واحدا من طليعتهم , فان كنت كذلك فانا لك اخا مخلصا وصديقا صدوقا وقلما مكافحا وسيفا مدافعا لك ضد اعدائك وربما ضد بعض اصدقائك الذين هم اضر عليك من اعدائك ويقف معي الى جانبك حشد كبير ممن يشبهونني واشبههم في صدق الموقف ونقاء السريرة وولاء الوطنية ,وان كنت كسالف من ذهبوا من الحاكمين غير مأسوف عليهم مذمومين مدحورين - لا قدر الله لك ذلك - فلن اكون معك ابدا ولن تراني الا في ذات الجانب الذي كنت تراني فيه دائما , سيفا بيد الحق ضد الباطل وضدك ان نصرته . أخيرا اتمنى عليك اخي الدكتور حيدر جواد العبادي رئيس وزراء العراق العادل المخلص الصادق المؤتمن بأذن الله , لا تبق في كرسي الحكم اكثر من ولاية واحدة, ولا تصب بعدوى الالتصاق المزمن ولا تخدعك اكاذيب الحاشية والبطانة واقوالهم المزخرفة حين يقولون لك انك ابو الشعب وولي نعمته فهذا الشعب اكبر بكثير من ان يكون له اب كواحد من البشر , فلست سوى احد خدام هذا الشعب العظيم وهو الذي حملك الىحيث تجلس الان , لقد ذهب زمن الابوة والملك والسلطان وحل زمن الديمقراطية التي لاترى الحاكم الا فردا من الشعب مكلفا بخدمة تنتهي بامد محدد , ولا فضل ولا منة له بحمله شرف المسؤولية , فاذا احسن فقد ادى واجبه وله شكر ومحبة وان اساء فله يوم حساب عسير على خيانة الامانة والتفريط بحقوق الوطن والشعب . واياك ان تقول للناس انك مننت عليهم يوم بنيت ويم اعطيت ورفهت كما يفعل سفهاء الحكام ومنهم سلفك المخلوع , حين يتوهمون انهم اطعموا وكسوا واعطوا ويغفلون ان المال الذي تحكموا به وسرقوا اكثره هو مال الشعب وليس ارث ابائهم واجدادهم كي يمنوا علينا به , بل نحن من نمن عليهم ان نقلناهم بكرسي الحكم من مرتبة الصعاليك الى مراتب الملوك وحولنا اسماءهم الى اعلام واضحة بعد ان كانوا نسيا في الدهر , وليتذكروا جيدا كيف دخلوا الى قصر الحكم مرتبكين بائسين ( مهتلفين ) وكيف خرجوا منه متخمين متجبرين ( كاشخين ). انت لست من هؤلاء بادن الله فقد رسمك الناس فرحا جميلا ربما سمعت وعرفت بعضه ساعة فوزك بالمنصب , وهم يثقون بامانتك وطهارة يدك ورحمة قلبك وعدالة احكامك , فكن لهم بحجم املهم وحلمهم فيك كي يودعوك بعد اربع سنوات من الحكم الرشيد بالدموع واللهفة والدعاء وكي يتذكروك بالحب والحبور دائما .جعل الله عهدك رخاء ويسرا وامنا وامانا , اهلا وسهلا بك رئيس وزراء للعراق ومباركة لك ثقة الشعب وشرف المسؤولية وسلام من الله والشعب عليك وها انذا اول الواقفين المصفقين المرحبين بمقدمك . موطني موطني الجلال والجمال والسناء والبهاء في رباك هل اراك سالما منعما وغانما مكرما هل اراك في علاك تبلغ السماك اخوكم سعد الاوسي المشرف العام
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
سعد الاوسي

الاخ الدكتور حيدر العبادي رئيس وزراء العراق المحترم السلام عليك ورحمة الله وبركاته ,, وبعد فقد آثرت ان ابدأ رسالتي اليك بلا عبارات التفخيم والتعظيم المعهودة كدولة وسيادة وفخامة التي احسبك لا تحتاجها ابدا فيما انت مقبل عليه من عمل جلل كما لا تحتاجها في حياتك كي تزيدك رتبة ووجاهة , لانني اعرف جيدا ان الكبار من اصحاب المبادئ والأخلاق الرفيعة المنتمين للدين الحق صادقي الوطنية لا تعوزهم الالقاب والعناوين العريضة كي تتأكد ذواتهم ويفيض حضورهم وترسخ خطواتهم وتتوهج اسماؤهم , لانهم مؤكدون بالصدق والاخلاص مع الله والضمير و الوطن أصلا ولا احسبك الا احدهم باذن الله , لذا فقد ارتأيت ان أبدأ معك بكلمة الاخاء حسب لانها ابقى وأصدق وأكثر ثوابا عند الله , بسم الله الرحمن الرحيم ( واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداء فالف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته أخوانا ) , وهي اطول عمرا من الكراسي الزائلة الخداعة التي تزيغ الابصار وتعمي البصائر فلا يرى عابدوها سواها وجها ووجهة واهلا وعشيرة ومبدءا وانتماءا وملاذا ومأوى وطائفة ودينا والعياذ بالله . وقد علمت ممن يعرفونك انك رجل تلبس التواضع مئزرا والزهد رداء ولا تبتغي الا وجه الله ورضا الضمير في كل أمر تعقده او تحله , لذلك كان صوتك رغم دماثته حادا قاطعا في الحق منتميا للانسان لا يبتغي الا الصدق هوية والصلاح مسارا ونهجا , ومن هذا الموضع الوارف في شخصك اكتب لك اليوم آملا متمنيا ان لا يكون عهدك وتكليفك الا رعاية الناس وكفالة حاجاتهم وهدهدة اوجاعهم وازاحة الظلم عن كواهلهم , فقد ارهقهم سلفك المخلوع بجوره وظلام نفسه وسوء ظنه وفعله وفساد بطانته وجهل حاشيته واجرام معاونيه واتباعه واقزامه ... هل يحرجك انني اصف رفيقك في حزب الدعوة بهذه الصفات !! وهل تملك ان تغمض عينك وتعطل ضميرك عن صدق ما اقول فيه , وانت ادرى الناس به وباحواله , وهل في دين الله وشرعه وحقوق رعيته -التي هي اغلى الامانات في رقاب الحاكمين- موضع لمجاملة او مداهنة او حتى اعراضا وغض بصر ؟؟؟؟ لا احب ان اصدق انك تفعل , وقد قيل لي انك لست بذلك الرجل الذي يأخذ من حقوق الله وحقوق الناس وحق الضمير ليعطي مساحة أمان لظالم او قاتل او فاسد , حتى وان كان اقرب الاقربين وأصفى الخليلين , فليس ذلك لك ابدا انما هو لله الواحد القهار الذي شرع في القصاص من الظالمين حياة وعبرة . أخي الدكتور حيدر .. ياحامل امانة الله في عباده وهي ثقل عظيم , لتكن بداية عهدك حسابا عادلا لكل ما سلف من عهد فقد كان والله عهد سلفك دماء غزيرة بريئة ما تزال فيوضها تترقرق وآثارها تسيل في كل بيت وشارع ومدينة , ولوعاتها تلتهب في كل قلب وعين وذكرى , وسيسألك الله والتاريخ عنها ولن يعذرك الا باخذ الحق للمظلوم من الظالم و للمقتول من القاتل وان كان جبارا قادرا مؤيدا بعصبة من ابناء الشياطين , فليس من كبير او قوي امام الحق وليس من صاحب عزة وعزوة امام العزيز ذي الملكوت فلاتكن للظالمين ظهيرا لانك تكون قد اخترت ان تخاصم الله ورسوله . لتكن بداية عهدك تشتيت شمل الاشرار الذين تسلطوا على رقاب الناس واموالهم ولعبوا بمقاديرهم حتى كاد العراقيون ان يبيعوا جلودهم كي ينقذوا ابنا او زوجا او اخا او امرأة حرة طهور من اهوال سجن اليم وسجان زنيم . بدد شملهم وهدم قوتهم ولو ادعوا انهم لك سندا ومددا وعزوة وانصار. فبمثل هؤلاء لاترفع راية ولا يشد أزر ولا يرجى نصر , تأزر بشعبك واتكئ على حبهم وتسلح بالحق ينصرك الله عاجلا غير آجل ولو اجتمعت ضدك اعتى القوى والعن الشياطين . وتذكر دائما انك لست رئيس وزراء حزب الدعوة , ولست رئيس وزراء دولة القانون , ولست رئيس وزراء الشيعة ,ولست رئيس وزراء التحالف الوطني أنت رئيس وزراء العراق كله بشيعته وسنته وعربه وكرده وتركمانه وايزيديه وشبكه ومسلميه ومسيحييه وصابئته , انت المؤتمن على العراق من أقصاه الى أقصاه , ولو جاع طفل او سالت دمعة شيخ او هتك ستر امرأة فيه فتأكد ان الله سائلك عنها ومجزيك بذنبها في الارض والسماء ولو بعد حين . انت رئيس وزراء العراق وصاحب الامر فيه وليتك تنجح في ان تجمعه كله على قلب رجل واحد كما كان منذ عهد ليس ببعيد , يوم كان الناس يتحابون ويتراحمون ويتوادون ويتصاهرون وينجبون ويعملون دون ان يعرف اي منهم أكان الآخر مسلما ام مسيحيا شيعيا أم سنيا عربيا ام كرديا , اعدهم مؤيدا بنور الله الى سابق ما عرفوه وعاشوه اخوانا عراقيين لايعرفون سوى اسم الوطن الواحد هوية وعنوانا ورفعة وسموا , فليس يجدر بشعب الحضارات الخالدات واصحاب الرايات العاليات في التاريخ الذين ملأوا بامجاد افعالهم الدنيا وشغلوا الناس الا مثل هذا الولاء والانتماء . انت ترى كم فرح العراقيون بك قائدا وصاحب امر وكم استبشروا وعقدوا على زمنك القادم الامال , ولا تراك الاقدار والمروءات الا كفء لهذا فاياك ان تخيب لشعبك املا او تخذل له رجاء . لا تسكن القصور بينما يتشرد شعبك في الخيام والاكواخ وبيوت الصفيح . لا تلبس غالي الثياب بينما هم يعرون وتجرح احلام صغارهم لهفة ثوب جديد في اول يوم مدرسة او صباح عيد . لا تكنز الذهب والفضة من صفقات المال الحرام على حساب مصلحة الوطن والناس ولا تلوث يدك الامينة بوسخ الدنيا فانك ميت وانهم ميتون وسيزول الحال والمال ولن يكون ذلك الا وبالا في الدنيا عذابا حريقا في الاخرة يوم لاينفع مال ولا بنون . لا تتنازل عن ثبات الموقف وشرف المبادئ - كلها وبعضها - بحجة اقتضاء السياسة وتسيير الامور فوالله لئن فسد القليل فالكثير اولى ان يتبعه ضررا وفسادا والنار الكبيرة ربما كانت من شرارة صغيرة , فلا تفتح باب باطل لن تعرف كيف تغلقه او كيف تبرره ولا كيف تستنكره او تستغفر منه . افتح ابواب السجون الظالمة المظلمة التي ملأها سلفك المخلوع واتباعه المجرمون القتلة وقضاته الجائرون بالابرياء المساكين دون جرم اقترفوه او حق سلبوه , واعد لاخوتك من ابناء السنة امنهم وامانهم وثقتهم بوطنهم دون شبهة طائفية كي تصفو النفوس وتبرد القلوب فلا يبقى للغة الثأر والعداوة فيها مكانا , لا تكرههم مثلما فعل سلفك المخلوع فهم نصف شعبك بل كل شعبك بعد ان تمازجوا وتزاوجوا وتحاببوا وتصاحبوا منذ مئات السنين فما عاد هنالك من نسب يدعي انه لا يحمل من دماء الاخر بعضا ومن ملامحه لونا ومن اسمائه سمة في عمومة وخؤولة نجيبة قل مثيلها بين بني الدنيا . اعد مائدة الفقراء واعني بها حصة زادهم التموينية الى سابق عافيتها فقد كانت للجائعين سترا ولربات البيوت طوق نجاة , هل يعقل ان تكون الحصة التموينية كثيرة عامرة زمن الحصار الظالم الاعجف يوم كانت ميزانية البلد كله دراهم معدودات , ثم تصبح في زمن الميزانيات المليارية الوفيرة بائسة ممسوخة لا تطعم ولا تغني حتى صارت لا تساوي عناء حملها الى البيت , بعد ان تسلم زمام وزارتها رفاقكم من مناضلي حزب الدعوة ثم باتت تنتقل من يد لص الى يد محتال نشال . حل لنا نكتة الكهرباء التي اصبحت سمجة باردة سخيفة لا تصلح حتى لكوميديا سوداء في مسرح من الدرجة الثالثة , فبعد اكثر من احدى عشرة سنة وعشرات مليارات الدولارات المذبوحة على ابواب السادة وزراء الكهرباء مختلفي الاشكال والانتماءات مايزال امر ارجاعها وانتظامها اقرب للخرافة منها الى الحقيقة وصارت واحدة من اشهر المستحيلات بعد الغول والعنقاء والخل الوفي , بينما ننظر الى ماض قريب فنراها بعد حرب الخليج عام 1991 وبعد ضربة عسكرية قاسية على يد الاميركان وحلفائهم الثلاثين وبعد ان تدمرت كل محطات كهرباء العراق تدميرا شاملا تعاد على يد النظام (الدكتاتوري) في غضون ثلاثة شهور وبجهود وامكانات وطنية محضة وتحت ستار حصار اقتصادي عالمي حديدي , ليت رفاقك اخي الدكتور حيدر حين حكموا لثماني سنوات اشبهوا النظام السابق في هذا الامر فقط , وليتهم سألوه قبل ان يعدموه فربما كنا اهتدينا الى حل لهذا اللغز العتيد وربما كنا ذقنا يوما حلوا واحدا مع الكهرباء بعد طول ايام وسنوات مرة . يبدو ان طلباتي امام انظار بدايتك وعهدك الجديد قد صارت كثيرة وربما مبالغة في احلامها وطموحاتها , وسيقول لك المنافقون والمستشارون الكاذبون المحتشدون على باب مكتبك الجديد الان منتظرين ان ينتقلوا كالقرود من شجرة المخلوع الى شجرتك الجديدة الواعدة مسبحين حامدين : ان سعد الاوسي هذا مشاغب كبير ومصدر مشاكل ووجع راس دائم لايعجبه العجب ولا الصيام في رجب, وهو معارض عميل يقف الى جانب الاعداء فلا تسمع له قولا ولا تقبل منه نصيحة فهي ضارة كاذبة حتى وان نفعت وصدقت , الحق اقول لك نعم انني ذلك المصدر الدائم لوجع رأس الظالمين والقلق الساطع على رؤوس الحاكمين الفاسدين ولاينفع للتخلص مني دواء او دعاء, ولكنني سيف ودرع في يمين الصالحين الصادقين المخلصين السائرين بهدي الله ومحبة الوطن والشعب , من الشرفاء طاهري اليد والقلب , واحسبك واثق الحسبة واحدا من طليعتهم , فان كنت كذلك فانا لك اخا مخلصا وصديقا صدوقا وقلما مكافحا وسيفا مدافعا لك ضد اعدائك وربما ضد بعض اصدقائك الذين هم اضر عليك من اعدائك ويقف معي الى جانبك حشد كبير ممن يشبهونني واشبههم في صدق الموقف ونقاء السريرة وولاء الوطنية ,وان كنت كسالف من ذهبوا من الحاكمين غير مأسوف عليهم مذمومين مدحورين - لا قدر الله لك ذلك - فلن اكون معك ابدا ولن تراني الا في ذات الجانب الذي كنت تراني فيه دائما , سيفا بيد الحق ضد الباطل وضدك ان نصرته . أخيرا اتمنى عليك اخي الدكتور حيدر جواد العبادي رئيس وزراء العراق العادل المخلص الصادق المؤتمن بأذن الله , لا تبق في كرسي الحكم اكثر من ولاية واحدة, ولا تصب بعدوى الالتصاق المزمن ولا تخدعك اكاذيب الحاشية والبطانة واقوالهم المزخرفة حين يقولون لك انك ابو الشعب وولي نعمته فهذا الشعب اكبر بكثير من ان يكون له اب كواحد من البشر , فلست سوى احد خدام هذا الشعب العظيم وهو الذي حملك الىحيث تجلس الان , لقد ذهب زمن الابوة والملك والسلطان وحل زمن الديمقراطية التي لاترى الحاكم الا فردا من الشعب مكلفا بخدمة تنتهي بامد محدد , ولا فضل ولا منة له بحمله شرف المسؤولية , فاذا احسن فقد ادى واجبه وله شكر ومحبة وان اساء فله يوم حساب عسير على خيانة الامانة والتفريط بحقوق الوطن والشعب . واياك ان تقول للناس انك مننت عليهم يوم بنيت ويم اعطيت ورفهت كما يفعل سفهاء الحكام ومنهم سلفك المخلوع , حين يتوهمون انهم اطعموا وكسوا واعطوا ويغفلون ان المال الذي تحكموا به وسرقوا اكثره هو مال الشعب وليس ارث ابائهم واجدادهم كي يمنوا علينا به , بل نحن من نمن عليهم ان نقلناهم بكرسي الحكم من مرتبة الصعاليك الى مراتب الملوك وحولنا اسماءهم الى اعلام واضحة بعد ان كانوا نسيا في الدهر , وليتذكروا جيدا كيف دخلوا الى قصر الحكم مرتبكين بائسين ( مهتلفين ) وكيف خرجوا منه متخمين متجبرين ( كاشخين ). انت لست من هؤلاء بادن الله فقد رسمك الناس فرحا جميلا ربما سمعت وعرفت بعضه ساعة فوزك بالمنصب , وهم يثقون بامانتك وطهارة يدك ورحمة قلبك وعدالة احكامك , فكن لهم بحجم املهم وحلمهم فيك كي يودعوك بعد اربع سنوات من الحكم الرشيد بالدموع واللهفة والدعاء وكي يتذكروك بالحب والحبور دائما .جعل الله عهدك رخاء ويسرا وامنا وامانا , اهلا وسهلا بك رئيس وزراء للعراق ومباركة لك ثقة الشعب وشرف المسؤولية وسلام من الله والشعب عليك وها انذا اول الواقفين المصفقين المرحبين بمقدمك . موطني موطني الجلال والجمال والسناء والبهاء في رباك هل اراك سالما منعما وغانما مكرما هل اراك في علاك تبلغ السماك اخوكم سعد الاوسي المشرف العام
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat