صفحة الكاتب : حمزه الجناحي

جرف الصخر ثغرة الدفرسوارالمزمنة
حمزه الجناحي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

. الكثير من العراقيين ولأكثر من عشرة سنوات يسمعون عن منطقة شمال بابل ..وكل هذه العشر سنوات ومنطقة شمال بابل الاكثر سخونة في العراق حتى ان في بعض الاعوام من هذه العشر سنوات هدأت الكثير من المناطق الساخنة في العراق مثل الفلوجة والرمادي الاكثر اثارة في الملف الامني العراقي وخاصة في الاعوام 2011و2012وبداية العام 2013 لكن هذه المنطقة ( شمال بابل) لم تهدا ولم تتوقف يوما عن الصراع المستديم بين الجيش العراقي وتنظيم القاعدة .. ربما الكثير من العراقيين لايعرفون اين تقع بؤرة الصراع هذه التي يسميها الاعلام ورجال الامن شمال بابل . في شمال بابل كانت الكثير من المناطق يوجد فيها صراع مثل اللطيفية واليوسفية وجبلة والاسكندرية ومن هذه المناطق يصدر الموت الى مدينة الحلة ومدن الفرات الاوسط والجنوب لكن اكثر المناطق هي مدينة ناحية جرف الصخر التي تقع في اقصى الشمال الغربي للمدينة وتمتد لمسافة اكثر من 300 كيلو متر حتى تصل الرمادي بمنطقة عامرية الفلوجة اخر منطقة بين المحافطتين بابل والرمادي يسكن هذه المدينة سابقا خليط من الشيعة والسنة لكن اليوم لايسكنها الا السنة فقط بعد ان هجر الشيعة منها بقوة القتل والذبح والتهديد والوعيد ,,تتميز هذه المنطقة بأنها منطقة زراعية مهمة منطقة غابات من النخيل والاشجار والبساتين المثمرة فلا تجد في هذه الناحية وقراها شبرا غير مستثمر وبطريقة زراعية متميزة جدا كالري بواسطة الانهار والسواقي المرفوعة وكذالك بشق الطرق وبتجهيز المنطقة بكافة مستلزمات الزراعة الحديثة فأصبحت واحدة من اهم سلال العراق الغذائية وواحدة ايضا من اهم المناطق التي توجد فيها بحيرات للاسماك التي تغذي مناطق الوسط والجنوب بنسبة 40% من الحاجة للثروة السمكية ,, قبل احداث 10/6 لم يكن حتى اهل بابل يعرفون الكثير عن هذه المدينة سوى انها المعقل الثاني لتنظيم القاعدة في العراق مع وجود قطعات الجيش فيها وبكثافة لكن لم نسمع يوما حدوث حرب بين الجيش والقاعدة في هذه المنطقة ويبدو للوهلة الاولى ان هناك اتفاق هدنة بين الطرفين لا اتعرض لك ولا تتعرض لي وكل راضي بما يأتيه (غطيلي وغطيلك ) من غنائم فقادة الجيش يحصلون على رواتب جنودهم بالسماح لهم بالنزول لأهاليهم (الطيارة )وملايين الدنانيروالقاعدة يعمل على هواه وكل اهالي بابل وجنوبها من المحافظات يعلم ان التفجيرات وبنسبة80% اصلها وفصلها اما من مدينة جرف الصخر او تأتي من الفلوجة والرمادي عن طريق جرف الصخر لكن المنطقة يعلم الجميع ومنها الحكومات المحلية ومنذ زمن قائد شرطة بابل المرحوم قيس المعموري انها مدينة عصية على التحرير ولا يفكر يوما تنظيم القاعدة ان يترك هذه الثغرة المهمة التي هي عبارة عن العضد من اليد الطولى التي تصوصله لمناطق العراق الاخرى ...
لماذا يتشبث القاعدة بهذه المنطقة ؟
جرف الصخر تحادد اربع محافظات مهمة جدا جدا فهي اولا تقع في مدينة بابل شمالها وتبعد عن مركز المحافظة تقريبا 50 كيلو متر وهاونات القاعدة سقطت مرات عدة في قضاء المسيب اقدم وأهم قضاء في محافظة بابل وتحادد مدينة كربلاء المقدسة والى الشرق منها وتبعد عنها مسافة 45 كيلو متر ازاحة وتصل ثالثا الى مدينة الانبار الى منطقة عامرية الفلوجة وأمتدادها الى الرمادي واخيرا تقع الى الجنوب من مدينة بغداد وبمسافة 50 كيلومتر اي ان هذا الامتداد الشريطي يستطيع من يمسك به ان يقطع اوصال العراق بين شماله وجنوبه وبالظبط من الممكن ان يمسك تنظيم القاعدة الشارع الدولي بين بغداد وجنوب العراق وبالتالي عزل جنوب بغداد عن العاصمة بغداد ,,
بعد احداث الموصل وفتوة السيد السيستاني تحركت قوى الحشد الشعبي الى هذه المناطق لتمسك الارض بعد ان يدخل الجيش لتحريرها وجدت هذه المجاميع المتطوعة العجب العجاب وجدت مدينة يمسك الجيش بتلابيبها لكن فقط ليأكل وينام ولا يحرك ساكنا ويعلم ضباط هذه الوحدات ما يجري في هذه الناحية وقراها الاكثر سخونة ففيها العشرات من المكامن القاعدية في قرى مثل الفارسية والبهبهان والويعية وصنديج والحي العسكري وكل منطقة من تلك المناطق يدور فيها قتال ايام لتحريرها وبمساعدة المتطوعين وقوات الجيش وهيأت لها قيادة عمليات خاصة بها بعد ان كانت تحت امرة قيادة عمليات الفرات الاوسط لكن لا زالت المنطقة تعيش حالات الكر والفر اي يطهرها الجيش والمليشيات معه والمتطوعين وتعود بعد يوم او يوميين الى سابق عهدها وبأصرار من قبل قوات داعش اليوم وتعطي العشرات بل المئات من الخسائر لكن لا يمكن ولااعتقد في حسابات احد من أن هذه القوات الداعشية التخلي عن هذه المنطقة الاكثر مناطق العراق حيوية بمحاولة عزل الشمال عن الجنوب ..
اليوم توجد الكثير من الخطط الاعلامية التي يعلنها موظفي الحكومة المحلية وخططهم هذه احيانا نسمعها من اشهر لكن لا تنفذ مثلا تجفيف بحيرات الاسماك العنصر الابرز بقوة رجال داعش لأنها منطقة شبيهه بأهوار الجنوب او حفر خندق بين المحافظتين بابل والرمادي او تجريف البساتين وتهديم الدور التي تعتبر حواضن لهؤلاء الدواعش لكن الحقيقة لا احد يستطيع ان ينفذ مايدور بذهنه لأن الواقع على الارض ليس كما هو الحال على الخريطة ..
لذالك فأن تشبيه ناحية جرف الصخر بثغرة الدفرسوار الشارونية التي شقها شارون في حرب العام 1973 والتي ادت الى خروج الجيش المدرع الثالث من الخدمة بعد تكبيده خسائر غير متوقعة ..اليوم دخل على خط المواجهة على هذه البؤرة طيران الجيش والقوة الجوية قد تؤدي الى قلب بعض الموازين لصالح الحكومة والحق يقال ان المليشيات التي تحارب مع الجيش وتقاتل بأسلوب قتال قوات القاعدة وداعش لها تاثير مباشر بفت عضد القوات الارهابية ولو ان قتالهم سريع ومباغت بطرد العصابات وتسليمها للجيش والمتطوعين لكن بعد فترة وبتأثير القصف المدفعي والهاونات تنسحب القوات الماسكة للأرض الى مواقع متقهقرة ويعاد الكر ثانية منتظرين في اليوم التالي الفر وهكذا تبقى منطقة جرف الصخر منطقة تؤرق المواطن الحلي والكربلائي والبغدادي قبل القادة الامنيين


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حمزه الجناحي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/08/14



كتابة تعليق لموضوع : جرف الصخر ثغرة الدفرسوارالمزمنة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net