ربما يكون السيناريو العراقي الجديد نسخة مطابقة من السيناريو المصري
حيدر الفلوجي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
حيدر الفلوجي

الاخوان المسلمون حينما تسلموا السلطة والحكومة المصرية، ظهرت مساوئهم وكشفت عوراتهم واتضحت عقيدتهم الفاسدة وحكمهم الفاسد والظالم، وقد بلغ ذلك لدى القاصي والداني حتى بلغ الامر بأن يخرج المعارضون للإخوان بدافع وبدعم غربي. وقد بلغ الفساد عند الاخوانجية انهم قاموا بالتصفية الجسدية لكل من خالفهم في العقيدة والرأي، حتى راح العديد من القيادات الشيعية ومنها الشيخ الشهيد حسن شحاتة ورفاقه، ولم يستمر حكم الاخوانجية سوى سنة واحدة حتى تم الانقلاب عليهم وسوق قياداتهم نحو المحاكم، وأُودع رئيسهم المرسي في السجن وهو ينتظر محاكمته العادلة، وتمت ملاحقة الاخوانجية وذلك بعدما جيئَ بحكومة جديدة تحت حماية الجيش ووزير الدفاع وغيره، المهم تم الانقلاب على الدستور (الذي كان يمثله الاخوان) لانهم فازوا بالانتخابات، والنتيجة هي : تعاقب الحكومات هناك ثم انتهت بانتخابات رئاسية فاز بموجبها الرئيس السيسي، ولكن الوضع استمر في فوضويته، على الرغم من تسوية الأمور مع القادة في الجيش، وأمام أعين الناس حدث ذلك والجميع يعلم بالإشكالية القانونية التي تم فيها الإلتفاف على القانون ما أدى الى إقصاء الاخوان ووضع البديل لهم(بحسب ما تريده امريكا واليهود)
اما المشهد العراقي فهو أشبه ما يكون بالمشهد المصري، اثناء الحرب الإعلامية التي حدثت بين الاخوان وأطراف من معارضيهم ما أدى بالإطاحة بهم وملاحقتهم قانونياً وقضائياً.
اما في العراق فقد فاز المالكي في الانتخابات وكتلته ايضاً بواسطة او بأُخرى بطريقة شرعية أو غير شرعية، ولكن الغرب قد اتفقت كلمته ومصالحه على تغيير المالكي، جاء ذلك بعدما اعترضت على ولايته الثالثة معظم الأطراف الشيعية والسنية والكردية، والهدف هو تغيير المالكي واقصائه عن سدة الحكم، فقد اتفق الاكراد والعرب، والسنة والشيعة، والتيار الصدري والمجلس الأعلى، وكانت المرجعية الدينية قد بعثت برسائل مباشرة وغير مباشرة الى السيد المالكي مفادها :(بعدم التشبث بالمنصب ) وكل هؤلاء كانوا قد عارضوا بقاء السيد المالكي في الحكم، الا ان الأخير لم يقتنع بذلك، وقد حدث ما حدث، واختار التحالف مرشحاً غير المالكي بعد انتهاء الفترة الدستورية ، وان الاختراق للدستور واضح بذلك، ما أدى بالمالكي الى تقديم شكوى ضد التحالف الذي قدم مرشحاً من خارج الكتلة التي يتزعمها المالكي، وباعتبار ان كتلة المالكي هي الأكبر في البرلمان.
وحدث ما حدث، وقد رحبت الإدارة الامريكية بذلك التغيير بالرغم من مخالفته للدستور، وكذلك الحال فقد رحب الغرب باختيار السيد حيدر العبادي رئيساً للوزراء، وان اعتراض المالكي للوضع الجديد سيخلق اضطرابا وتقسيماً في البلد لاسيما والبلد يعيش في حالة من الفوضى الأمنية المتردية مع حالة وجود الخطر الكبير المتمثل في داعش ومن وراءها، وفي تصوري ان من المفترض على المالكي ان يسكت عن حقه ولا يقوم بأية معارضة او بلبلة ضد الوضع الجديد حرصاً على البلد وأبناء البلد لأنه لا يتحمل المزيد من المخاطر، وان تداعيات معارضة المالكي واتباعه ستجعل البلد في حالة من الفوضى وستعرض البلد الى المخاطر وقد يؤدي الى جهنم كما عبّر المالكي بذلك في خطابه للشعب قبل أيام، وسيبقى وضع البلد بهذه الفوضى اذا ما استمر المالكي واتباعه بالمعارضة وهو أشبه بالحالة المصرية التي يعيشها المصريون عندما عارض اتباع الاخوان حالة الانقلاب على الدستور المصري عندما اسقطوا حكومة الاخوانجية.
ان حالة الترقب في البلد وحالة الفوضى الأمنية وحالة المخاطر التي تحيط به تتطلب من السيد المالكي موقفاً تاريخياً وذلك من خلال تراجعه عن المعارضة حرصاً على وحدة البلد وأمنه وسلامة مواطنيه، لأنه سيكون مسؤولاً عن إراقة الدماء التي قد تحصل نتيجة لموقفه( لا قدّر الله) وانه لو ينظر الى مصلحة البلد بالدرجة الاولى ويقدمها على مصالحه وحزبه، يكون له الاولى والأفضل وبذلك فإنه سيضيف انجازاً لما قدمه من قبل للبلد، وأنه بذلك يكون قد أغلق باباً نحن في غنى عنه، لاسيما وان دواعش الكفر باتوا يهددون مشارف العاصمة بغداد، فالتعالي على الجراحات يكون أولى في ظل هذه الظروف الخطرة التي يعيشها البلد، ولا يتحمل البلد اكثر مما هو فيه، لان القادم سيكون أعظم فيما لو استمر المالكي واتباعه بمحاربة الوضع القائم الجديد وان كان ذلك خلاف القانون والدستور، او بإمكانه ان يجلس مع الاطراف الرئيسة لأجل ان يصلوا الى حل توافقي يكون فيه رضاً للجميع ويحفظوا سلامة البلد من الوقوع في الهاوية.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat