صفحة الكاتب : د . يوسف السعيدي

اليمني الغير صالح...والسوري البعثي الطالح
د . يوسف السعيدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

فحوى الخطاب المغرور المطول الذي ألقاه الرئيس بشار الأسد يوم الأربعاء 30/3/2011م أمام نواب الشعب السوري المفترضين لم يأتي مخيبا للآمال فحسب بقدر ما إستبان منه أن هناك سوء فهم عميق لدى القيادة العليا ؛ جعلها لا تعرف الفرق ما بين واجبات الرئيس وحقوق الوريث.
ووفقا لما جاء في هذا الخطاب الأسدي . فقد تبين أن المسافة لا تزال شاسعة بين مطالب الشعب السوري بالعدالة والحرية ، وبين قناعات إستعداد القيادة السياسية للتنازل طوعا أو كرها ولو عن جزء يسير من مكتسباتها العريضة وحقوقها (في إستعباد الشعب) التي ظل حزب البعث يمارسها منذ عام 1963م ...
ليس من الغريب إذن أن يتحدث البعض من أبناء الشعب السوري فيجأرون بالشكوى من أنهم باتوا مخنوقين . وأنهم بعد أن إستمعوا لخطاب رئيسهم وشاهدوا نفاق نواب الشعب داخل المجلس لم يعد لديهم ما يخافون عليه أو يخسرونه. وأن لا مناص من الإستمرار في الثورة حتى آخر قطرة دم من الشهداء.
وفي اليمن السعيد ... وبعد الكلمة المختصرة التي ألقاها راعي الأغنام القديم المطبوع الرئيس اليمني علي عبد الله صالح اليوم عقب صلاة الجمعة 1/4/2011م في حشد بلغ بضعة آلاف من مؤيديه وأنصاره في صنعاء . وأعلن فيها أنه يفدي بلاده وشعبه بالغالي والرخيص .. إتضح بشكل جلي أن علي صالح قد إختار خيار المراوغة حتى النهاية في مواجهة الرياح الجماهيرية العاتية التي تطالب صراحة بالتغيير عبر إسقاط النظام.
..... ويبقى الفرق بين علي صالح اليمني وبشار الأسد السوري أن اليمني خفيف الظل وهو يراوغ شعبه والعالم ويلعب بالبيضة والحجر كي يظل على كرسي الحكم حتى آخر حيلة . في حين بدا السوري متعاليا شديد التعالي في خطابه الذي حرص فيه على تجاوز (الرعاع) من الرعية ، والإكتفاء بمخاطبة النخبة من أعضاء حزب البعث الحاكم ، وأعضاء مجلس الشعب من نواب الزور والتزوير الذين كانوا يتقافزون تحت منصته راقصين مصفقين مزغردين ؛ مقنعي رؤوسهم مهللين مكبرين بإسم نصف الإله.
.......
وإذا كان هناك من حل وسط وقرار شجاع ينهي الثورة في اليمن وسوريا ويستبان من خلاله من هو المرغوب ومن هو المرفوض . فمن الخير أن تتم الدعوة لإنتخابات نيابية ورئاسية عامة حرة نزيهة بمراقبة الأمم المتحدة حتى يعرف كل طرف ما له وما عليه عوضا عن هذا الجدل العقيم والمراوغة التي باتت مكشوفة.
وعدا ذلك فمن الصعب أن يظل علي صالح وبشار الأسد ينعمان بأكل بلح الشام وعنب اليمن في آن واحد.
الدكتور
يوسف السعيدي
العراق

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . يوسف السعيدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/04/10



كتابة تعليق لموضوع : اليمني الغير صالح...والسوري البعثي الطالح
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net