صفحة الكاتب : رياض العبيدي

ساعة الوطن في شهر الطاعة
رياض العبيدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 أعلنت وكالات الأنباء عن ساعة الأرض لهذا العام، وقد بدأت الفكرة في سيدني باستراليا عام 2007م بقيام 2.2 مليون منزل ومؤسسة بإطفاء أنوارهم ساعة من الزمن، وأصبحت ساعة الأرض حدثا عالميا؛ ففي 28 مارس 2009م أطفأت 4 آلاف مدينة و88 دولة أنوارها لإعلان دعمها لكوكب الأرض.
ساعة الأرض ستكون يوم السبت 26 مارس في تمام الثامنة والنصف بالتوقيت المحلي لكل دولة.. إنها دعوة عالمية لكل دول العالم.. بكل أفرادها ومؤسساتها بأن يتخذوا موقفا واحدا في ساعة واحدة بقرار واحد وإحساس واحد ويد واحدة تجمعهم لأول مرة من أجل مستقبل واحد، ربما تضيء ساعة الظلام كوكب الأرض لأجيال لا يعلمها إلا الله وحده علام الغيوب.
وقد كُتب في نهاية الخبر "ساعة الأرض هذا العام مختلفة عن الأعوام الماضية.. سوف نقوم بما هو أبعد من الساعة.. عند إضاءة الضوء سيفكر كلا منا بما يريد فعله للمحافظة على الأرض".
وقفت عند هذه الدعوة الانسانية الابعاد, اسلامية الهدف والمضمون, وان كنت اجهل هوية صاحب الدعوة ولكنني وجدت ان الامل يمكن ان ينبعث من الظلام
فلم لا يكون التفكير أثناء الظلام؟: لم لا يكون الأمل في ساعة الظلام؟ ولنستعيد ثقتنا بأنفسنا وبمن حولنا، ونستعيد من فقدناهم وافتقدناهم؟اننا لانحس ولانشعر بقيمة الاشياء الا عند فقدها ,اليس نحن في العراق بامس الحاجة الى مثل هذه الدعوات ,كيف لا ونحن نجد ان هناك من يحب ان يجمع الاماني والامنيات في كل ارجاء الارض وبساعة ولحضة واحدة رغم بعد المسافة وتعدد الاديان واختلاف الثقافات والالوان ..اننا نعيش الظلام بانواعة ..والظلم بكل اشكاله .وفقدنا ولازلنا نفقد الكثير من الاشياء الغالية علينا ابتدءا من الاخوة والاخبة وانتهاءابالامن والامان وبكل تاكيد مرورا بكلمة حب ودعوة صادقة تجمعنا فقدناها؟؟!!!
فالإنسان لا يشعر بقيمة الشيء إلا عند فقده،فماذا نفقد في العراق اكثر مما فقدنا حتى يهدينا الله الى كلمة سواء تجمعنا ,وسماء واحدة بسلام تظلنا ,واي ثمين اغلى من الارواح التي نفقدها ولازلنا حتى نعرف قيمة الدعوة الى المحبة والصفح؟,واي ظلام لم نعيشه حتى لازلنا لاندرك قيمة النور الذي يجب ان نتوحد ونعمل من اجل ان نراه ونتلمسه ؟ حين نفقد الغالي والثمين سواء بأيدينا أو رغما عنا حينئذ نعرف معنى كلمة: أفتقدك، حين نعيش ساعة في الظلام وتتوقف بنا أقدامنا في موضع واحد على الأرض في انتظار لحظة النور، سنعرف قيمة النور.. سنعرف قيمة الأرض.. ولم ننتظر لإضاءة الضوء كما قال الخبر الذي اوردته اليكم لنفكر كلا منا بما يريد فعله للمحافظة على الأرض؟
انها دعوة بهمس وانين وحزن ولكن بكل امل ادعوكم ونحن نعيش شهر الطاعة والمحبة ..ادعوكم لتحديد ساعة نعيشها سوية نحن اهل العراق ..ساعة نتقاسم بها الاماني ونعيش بها الحب والمحبة ونتنفس فيها الكرامة والحرية التي منحنا الله اياها ..ساعة نشعر بعظمة الخالق وقدرته، وتحقق الحلم الذي كان بعيدا بالأمس، فأصبح بين أيدينا، ولنبدأ في تأمل نعم الوهاب الرزاق الحنان المنان علينا.
كل واحد منا يتذكر ما وهبه الله، وينسى ما حُرم منه، فالذي وهبك الله لك حُرم منه آخرون، والذي حرمك منه وهبه لآخرين.. وهكذا الدنيا لا تعطيك كل شيء ولا تحرمك كل شيء.. لكنك في النهاية ستجد المنح أكثر من المحن.. وحتى المحن تحمل الكثير من المنح.. فأول ما يلهج به لسانك في تلك الدقائق الشكر والحمد لله.. ثم شيئا آخر أراه من أهم ما يجب أن نتذكره، تذكر من قسوت عليه، تذكر من ظلمته، تذكر من هجرته، تذكر من أحبك وجافيته، تذكر من رحل عن حياتك وواقعك ونسيته، وبمجرد إضاءة الضوء بادر بكلمة رقيقة تعبر عن أسفك وندمك، لا تخجل من كلمة (آسف)، لا تخجل من كلمة (أحبك)، لا تتردد عن كلمة (سامحني)، حتى لو ظُلمت قل (سامحتك).
إن الإعتراف بالحق قوة، والرجوع عن الظلم عدل.إن أسفك أو عفوك سيزيدك قوة، لنجعل التسامح شعارنا، والحب في الله غايتنا، والعزم على الإخلاص وسيلتنا، ونهج الرسول - صلى الله عليه واله وسلم - دربنا، والعمل نهجنا، لن نحافظ على ارضنا ووطننا وشعبنا إلا بالحفاظ على الكرامة والحرية قبل لقمة العيش والتمسك بالحب والسلام قبل الكراهية والدمار
عند إضاءة الضوء لن يفكر كلا منا بما يريد؟ بل بما سيفعل!!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رياض العبيدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/07/06



كتابة تعليق لموضوع : ساعة الوطن في شهر الطاعة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net