سرايا السلام والقيادة العسكرية
سهيل نجم
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
سهيل نجم

استغربت كثيرا عندما قرأت خبر قيام محافظ بغداد السيد علي التميمي وهو يقود الف مقاتل من سرايا السلام التابعة الى جيش المهدي وهو يقودهم الى سامراء من اجل حماية العسكريين ووفقا لخطة مدروسة من قبل قيادة التيار الصدري وهنا المفارقة فلم اجد لا من قريب او من بعيد ان هناك تنسيقا مع قوات الجيش او قيادة العمليات في سامراء بقدوم هذا العدد من المقاتلين لينتشر على اطراف مدينة سامراء وهو يحمل الاسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة .
كما معلوم ان جميع من تطوع خلال الفترة الماضية كان تحت اشراف وتنظيم وزارة الدفاع ووزارة الداخلية أي التحقاهم فعليا بقوى الامن الداخلي والجيش ليكونوا مقاتلين تابعين لسلطة الدولة العراقية وليس جهة اخرى لأن أي تحرك اخر يعتبر تحركا مليشياويا وحمل سلاح خارج اطار تفاهمات الدولة وستكون هناك اصواتا تعلوا لمجرد معرفتهم بهذا الامر وسيعنون بعنوان طائفي لا محالة وقد سمعنا جميعا الايام الماضية كيفية تناول الموضوعات من قبل السياسيين العراقيين حين اتهموا كل الحشود الشعبية الجماهيرية بالطائفية التي توجهت الى مناطق النزاع وربما ابرز هؤلاء هو النجيفي رئيس البرلمان السابق الذي قال ان التحشيدات التي تجريها الحكومة العراقية انما هي تجييش ابناء الجنوب ضد ابناء المناطق السنية وهذا يحمل في طياته الكثير من المخاطر وتوجيه الامر بشكل كبير على احتمالات الطائفية ، وليس هذا فحسب وانما وصل الامر الى تخوين المرجع الاعلى السيد السيستاني واتهامه بأنه افتى من اجل التحشيد الطائفي وعمل بهذه الفتوى طاعة لبلده ايران كما صرح بذلك الشيخ الكبيسي الذي وصل الى حالة من الانحدار والسقوط الفكري للأسف بسبب دخوله تحت جناح السعودية .
لم نسمع طيلة الايام الماضية عندما اشتدت المعارك وحسمها الجيش باتجاه مطاردة المجاميع الارهابية ان جيش المهدي قد شارك في العمليات او وقف موقف المدافع عن العرض والارض والمقدسات بل تنحى جانبا وترك الامر حتى وصلت الطائرات الحربية اليوم لتدك مواقع الارهابيين فبرز ابو زيد الهلالي المتمثل بجيش المهدي وكأنه هو يريد حسم المعركة ، ومع هذا كله فلا مانع من الوقف من اجل العراق وشعبه والدفاع عن كل المقدسات ولكن في اطار الدولة والجيش وقوى الامن الداخلي وليس تصرفا فرديا يقوم به التيار الصدري وكأنه لا يعترف بوجود الدولة العراقية وارادتها ليذهبوا الى ارض المعارك والصراع دون تنسيق مع الحكومة العراقية وكأنها لي للأذرع لأنه سيكون شوشرة وخلق ازمات الحكومة في غنى عنها .
انا اعتقد ان ذهاب الى هناك بهذا الشكل وبهذه الطريقة وهذا الاسلوب سيخلق مشاكل ويعقد الامور ولا يحلها والسيد محافظ بغداد علي التميمي ليس قائدا عسكريا فهو له مهمامه ونشاطه للحفاظ على بغداد ويمكن ان يذهب مع المقاتلين لزيادة معنوياتهم ولكن يجب ترك الامر بيد بيد قيادات العمليات في مناطق النزاع وليذهب هؤلاء كمتطوعين في الجيش والشرطة كغيرهم ممن ذهب والتحق بالافواج والسرايا لأننا لا نحتاج الى الظهور امام الشعب فالمحنة اكبر واعظم.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat