صفحة الكاتب : د . حامد العطية

البي بي سي تغطي على جرائم داعش
د . حامد العطية

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


   نشرت البي بي سي (هيئة الإذاعة البريطانية) مقالاً على موقعها الألكتروني يشكك في صحة خبر المجزرة التي ارتكبها إرهابيو داعش، وراح ضحيتها 1700 جندي عراقي، ينتمون للمذهب الشيعي، فيما اطلقوا سراح عدة مئات من الجنود السنة، وفيما يلي رابط المقال:

http://www.bbc.co.uk/arabic/middleeast/2014/06/140616_iraq_massacre_photos.shtml

   يبدأ تشكيك البي بي سي من عنوان مقالها: (لماذا تحوم الشكوك حول مصداقية تلك الصور؟)، ولو بحثنا ملياً بين مصادر الخبر العالمية لما وجدنا أثراً لهذه الشكوك، وإن وجدت فهي لا تصدر إلا من حماة وأعوان الإرهابيين في السعودية ودول الخليج وأشياعهم في الدول العربية، وهم كلهم صنعة الاستعمار البريطاني بالأمس، واتباع أمريكا والصهاينة اليوم، وفي محاولة للبعض منهم بالنأي بأنفسهم عن شركائهم الإرهابيين راحوا يروجون لمقولة سخيفة وهي أن داعش تنظيم إرهابي اختلقته إيران، والسنة براء منه، والحقيقة هي أن هؤلاء الإرهابيين ينفذون الأحكام الشرعية لأئمتهم المكفرين

   ويبدو أن عدوى الحماقة قد أصابت محرري البي بي سي، إذ يجادل كاتب المقال بأن السبب الأساسي للتشكيك بمصداقية الصور عدم ظهور شريط  مصور لتلك المذبحة، وهو يسميها مذبحة من دون تحفظ، ثم يضيف بأن تزييف شريط مصور أصعب من تزييف صور، لكنه يستدرك بأن داعش أصدرت شريطاً مصوراً يظهر أسرى بالمئات، وهو أي الكاتب ليس متأكداً بأنهم نفس الجنود الشيعة المغدورين.

   وبعد عصر كاتب مقال البي بي سي لخلايا عقله تفتقت عما يراه سبباً آخر للشك في رواية المجزرة وهو عدم نشر تعليقات لعوائل الضحايا، ولو توسط هذا الكويتب لدى داعش وحصل منهم على أسماء هؤلاء الضحايا لأمكن اجراء مثل هذه المقابلات، ثم يناقض نفسه في تحليله لهذا السكوت، ويعزوه إلى خوف عوائل الجنود "مما قد يحدث لهم"، ولا يوضح إن كان ذوي الجنود خائفين على الجنود أم على أنفسهم، ومن غير المنطق أن يخافوا على الجنود وهم قتلوا شر قتلة، أما أن يكونوا خائفين من انتقام داعش فيما لو اشتكوا أو استنكروا فتلك إهانة للعوائل المفجوعة بأبنائها القتلى، وسلوك سمج وخبيث وغير إنساني من كاتب المقال والبي بي سي.

  داعش أعلنت عن قتلها 1700 جندي شيعي، وتباهت بذلك وتفاخرت، ونشرت الصور، وبثت شريطاً مصوراً يظهر جزاراً تونسياً يعذب السجناء وهم مقيدو الأيدي قبل قتلهم، ولم يبق ما يفعله الإرهابيون ليبرهنوا على اقترافهم هذه المجزرة سوى احصاء عدد الحوريات اللواتي ضمنوا الحصول عليهن،  كما أكدت الأمم المتحدة ارتكاب إرهابيي داعش جرائم حرب، لكن البي بي سي تشكك في خبر المجزرة وتنشر مقالاً أردأ بكثير مما تخطه أيدي أشباه الأميين الغازين للمواقع الألكترونية هذه الأيام.

    يبدو أن كاتب مقال البي بي سي مغتاظ من الشيعة، وعلى الأرجح لأن فيهم مقاومين للصهاينة والهيمنة الأجنبية، لكن ذلك لا يبرر التغطية على جرائم الإرهابيين ومخططهم التخريبي، إلا إذا كانت هنالك غايات ومصالح مشتركة بين داعش والحكومة البريطانية وعملائها في المنطقة، مما يعيد إلى الأذهان مساعدة الحكومة البريطانية للحركة الوهابية المتطرفة لبسط سيطرتها على ما يعرف اليوم بالسعودية.

(للإسلام غايتان عظمتان هما الإحياء والإصلاح ووسيلة كبرى هي التعلم)


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . حامد العطية
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/06/19



كتابة تعليق لموضوع : البي بي سي تغطي على جرائم داعش
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net