ابو فراس الحمداني الامير ..والامام المهدي ع
الشيخ عقيل الحمداني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تشرفت الدولة الحمدانية منذ بداية تاسيسها انها كانت علوية المعتقد شيعية النزعة امامية الولاء ولهذا نجد ان فقهاء الشيعة الكبار امثال ابن زهرة الحلبي العالم الشيعي الكبير كان من المؤثرين في الساحة الادارية والعلمية في حكومة بني حمدان ..والدولة كانت تسير وفق اراء وفتاوى الامامية بل وكان يجاهر ال حمدان بولائهم الشديد لال محمد ص في ادبياتهم وشعرهم وهذا التاريخ يشهد لهم .وكان مولدالامير الشاعر في الموصل ( 320 هـ / 932م ) من أسرة أمراء، قتل أبوه وهو بعد طفل، فنشأ في بلاط سيف الدولة، وحصل على ثقافةٍ حسنة، ودرّبه على أساليب الفروسية، ثم ولاه سيف الدولة على منبج وحرّان، وقد أسره الروم، وطال به الأسر، ثم افتداه سيف الدولة. كان أبو فراس طموحاً أبياً، قُتل في الميدان وهو في السادسة والثلاثين ( 357 هـ / 968م ).
أشهر نظمه في الروميّات، وشعره رقيق، صادق، تمتزج به العاطفة والنزعة الفطرية.
ومن الطريف في القصيدة المكونة من سبعة أبيات أن كل أبياتها مختومة بكلمة « علي » وهي من أدب العقيدة الذي يغني الروح ويضيء الدرب، ولقصرها وظرافتها نوردها كاملة لنرى هذا الفارس، أمير منبج وحمص، كيف يقف متضرعاً راجياً بعاطفة حارة وبإيمان متين قلّ نظيره في بعض المترفين ناهيك عن أبناء الملوك والسلاطين.
لـستُ أرجـو الـنجاة في كلّ ما أخشاهُ إلاّ بأحمدٍ وعليِّ
وبـبنتِ الـرسولِ فـاطمة الطهر وسبطيهِ والإمام عليِّ
والـتقي الـنقي بـاقر عـلم الله فـينا مـحمّد بن عليِّ
وابـنه جـعفر ومـوسى ومولانا عليٍّ أكرمْ به من عليِّ
وأبـي جـعفر سـميِّ رسـولِ الله ثـم ابنهِ الزكيِّ عليِّ
وابـنه الـعسكريِّ والـقائم الـمظهر حقَّي محمدٍ وعليِّ
بهم أرتجي بلوغ الأماني يومَ عرضي على الإله العليِّ (
وقصديته هذه من روائع ادب العقيدة وشعر الولاء التي نظمها متشرفا بذكر الائمة الاثني عشر فيها والالشارة الى مناقبهم وعظم عطاءاتهم في التاريخ ...بحيث انه علق امانيه في دنياه واخرته على شفاعتهم وحسن ولائه لهم
يقول الاستاذ حسين الخليفه وهو يتكلم عن هذه الروائع لابي فراس الحمداني :هكذا كان فعل أبي فراس في الحياة، وهكذا كان انتظاره الموت المشرف، إنه ذلك الأمير المجاهد المؤمن الذي لم ينسَ عقيدته ووصية نبيه ونبينا الكريم بالتمسك بالثقلين: الكتاب والعترة الطاهرة، فظل يجاهد بالسيف، وفي الوقت نفسه يرجو الله تعالى متوسلاً بأهل البيت من محمد وعلي وفاطمة حتّى قائم آل محمد الذي ينتظره بلهفة لِيُظهِر « حقَّي محمدٍ وعليِّ » كما يقول في قصيدته، وليملأ الأرض قسطاً وعدلاً.
إن استحضار الحمدانيين أمراء دولة الثغور وعلى رأسهم أبو فراس المجاهد المؤمن بانتظار الإمام، الانتظار الإيجابي يحسم الأمر تاريخياً؛ لأن هذه الدولة عاصرت الغيبتين: الصغرى والكبرى، وعاصرت النيابتين: الخاصة والعامة، وفارسها وأميرها الشاعر الذي يشهد شعره بولائه لأهل البيت عليهم السّلام، ويشهد تاريخه بتحمله أعباء الجهاد في دولة الثغور، وآلام الأسر في سجون الروم الأعداء ـ هذه الدولة التي لامست عصر التشريع في النيابة الخاصة وقاربته في الغيبة الكبرى في النيابة العامة، ما ينم عن ارتكاز مفهوم الانتظار الإيجابي العملي في وعيها الملتصق بالمفهوم الإسلامي كتاباً وسنّة وعترة وسيرة.
إن في أدبنا كنوزاً من الشعر الرصين الملتزم سطّرته مشاعر العظماء من رجالنا وأعلامنا الذين انفعلوا بأهل البيت عليهم السّلام وتأسَّوا بهم، ولنا في قراءة سيرهم وآدابهم غاية الانتفاع.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
الشيخ عقيل الحمداني

تشرفت الدولة الحمدانية منذ بداية تاسيسها انها كانت علوية المعتقد شيعية النزعة امامية الولاء ولهذا نجد ان فقهاء الشيعة الكبار امثال ابن زهرة الحلبي العالم الشيعي الكبير كان من المؤثرين في الساحة الادارية والعلمية في حكومة بني حمدان ..والدولة كانت تسير وفق اراء وفتاوى الامامية بل وكان يجاهر ال حمدان بولائهم الشديد لال محمد ص في ادبياتهم وشعرهم وهذا التاريخ يشهد لهم .وكان مولدالامير الشاعر في الموصل ( 320 هـ / 932م ) من أسرة أمراء، قتل أبوه وهو بعد طفل، فنشأ في بلاط سيف الدولة، وحصل على ثقافةٍ حسنة، ودرّبه على أساليب الفروسية، ثم ولاه سيف الدولة على منبج وحرّان، وقد أسره الروم، وطال به الأسر، ثم افتداه سيف الدولة. كان أبو فراس طموحاً أبياً، قُتل في الميدان وهو في السادسة والثلاثين ( 357 هـ / 968م ).
أشهر نظمه في الروميّات، وشعره رقيق، صادق، تمتزج به العاطفة والنزعة الفطرية.
ومن الطريف في القصيدة المكونة من سبعة أبيات أن كل أبياتها مختومة بكلمة « علي » وهي من أدب العقيدة الذي يغني الروح ويضيء الدرب، ولقصرها وظرافتها نوردها كاملة لنرى هذا الفارس، أمير منبج وحمص، كيف يقف متضرعاً راجياً بعاطفة حارة وبإيمان متين قلّ نظيره في بعض المترفين ناهيك عن أبناء الملوك والسلاطين.
لـستُ أرجـو الـنجاة في كلّ ما أخشاهُ إلاّ بأحمدٍ وعليِّ
وبـبنتِ الـرسولِ فـاطمة الطهر وسبطيهِ والإمام عليِّ
والـتقي الـنقي بـاقر عـلم الله فـينا مـحمّد بن عليِّ
وابـنه جـعفر ومـوسى ومولانا عليٍّ أكرمْ به من عليِّ
وأبـي جـعفر سـميِّ رسـولِ الله ثـم ابنهِ الزكيِّ عليِّ
وابـنه الـعسكريِّ والـقائم الـمظهر حقَّي محمدٍ وعليِّ
بهم أرتجي بلوغ الأماني يومَ عرضي على الإله العليِّ (
وقصديته هذه من روائع ادب العقيدة وشعر الولاء التي نظمها متشرفا بذكر الائمة الاثني عشر فيها والالشارة الى مناقبهم وعظم عطاءاتهم في التاريخ ...بحيث انه علق امانيه في دنياه واخرته على شفاعتهم وحسن ولائه لهم
يقول الاستاذ حسين الخليفه وهو يتكلم عن هذه الروائع لابي فراس الحمداني :هكذا كان فعل أبي فراس في الحياة، وهكذا كان انتظاره الموت المشرف، إنه ذلك الأمير المجاهد المؤمن الذي لم ينسَ عقيدته ووصية نبيه ونبينا الكريم بالتمسك بالثقلين: الكتاب والعترة الطاهرة، فظل يجاهد بالسيف، وفي الوقت نفسه يرجو الله تعالى متوسلاً بأهل البيت من محمد وعلي وفاطمة حتّى قائم آل محمد الذي ينتظره بلهفة لِيُظهِر « حقَّي محمدٍ وعليِّ » كما يقول في قصيدته، وليملأ الأرض قسطاً وعدلاً.
إن استحضار الحمدانيين أمراء دولة الثغور وعلى رأسهم أبو فراس المجاهد المؤمن بانتظار الإمام، الانتظار الإيجابي يحسم الأمر تاريخياً؛ لأن هذه الدولة عاصرت الغيبتين: الصغرى والكبرى، وعاصرت النيابتين: الخاصة والعامة، وفارسها وأميرها الشاعر الذي يشهد شعره بولائه لأهل البيت عليهم السّلام، ويشهد تاريخه بتحمله أعباء الجهاد في دولة الثغور، وآلام الأسر في سجون الروم الأعداء ـ هذه الدولة التي لامست عصر التشريع في النيابة الخاصة وقاربته في الغيبة الكبرى في النيابة العامة، ما ينم عن ارتكاز مفهوم الانتظار الإيجابي العملي في وعيها الملتصق بالمفهوم الإسلامي كتاباً وسنّة وعترة وسيرة.
إن في أدبنا كنوزاً من الشعر الرصين الملتزم سطّرته مشاعر العظماء من رجالنا وأعلامنا الذين انفعلوا بأهل البيت عليهم السّلام وتأسَّوا بهم، ولنا في قراءة سيرهم وآدابهم غاية الانتفاع.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat