كاركاتير الظروف الاستثنائية
جمال الدين الشهرستاني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
جمال الدين الشهرستاني

العراق بلد كبير في قياسات الحجوم لدول المنطقة ، وكبير بثرواته على مستوى العالم ، واكبر من الكبير على مستوى الديانات السماوية ، ولا حدود في الكبر بالنسبة لملائكة السماء وسكانها ، ولا جدال في ذلك ولا يقبل العقل الانتقاص من هذه المكانه المرموقة للعراق كأرض وخيرات ومحتوى إلا ممن يعيشون على أرضه .
إن الانسان الذي يعيش على هذه الارض أستثنائي ، يختلف وعلى مر العصور عن كل من يعيش في الجوار أو في البعد ، على الرغم أنهم قالوا أن البشرية انقسمت وتبعثرت في المعمورة بعد غضب الخالق على أرض بابل في قصة نمرود وسهمه القاتل .
ونحن منذ عقود طويلة أطول من قصص ألف ليلة وليلة ، والمشكلة المزمنه هي المتلازمة الاستثنائية بين الحاكم والشعب ، ومحاولة الحاكم أن يوهم الشعب البسيط بان الذي يعيشه ظرف استثنائي ، وهذا الموروث البالي الذي يشغل فضاءات واسعة في الفكر والذهنية العراقية جعلته يعكس الاستثناءات الكثيرة على عمله وبيته وكلامه و وجدانه ، و بعد دخول التطور التقني و الالكتروني و الغذائي للعراق وبصورة مفاجئة و بزخم كبير ، والمجتمع في مراحله الاولى للانتقال من الطور العشائري والريفي للمدنية الحديثة ، جعلت مفهوم الاستثنائية تترسخ أكثر ، والسبب الاكبر هي نوعية الحكومات المتأسلمة التي حكمت العباد بعد التغيير ، الذي أطلق عليه (وهما) التحول (( الديكتاتوري الى الديمقراطي )) أي بالعربي التحول من حكم الحزب أو الفرد الى حكم الشعب .
وقال زرادشت:""من يريد العظمة عليه أن يكون عظيما ومن يريد المجد عليه أن يكون جليس صهوة الحصان محاربا ".
ونحن شعبا وحكومة بحثنا ، بل وأملنا أن نجلس على صهوة الحصان ، لنقول للعالم نحن الابطال والمقاتلين ، لأننا لم نتمكن لحد اليوم ان نخرج من الاستثناءية المقيته و العقلية الريفية القديمة التي زرعت في الوجدان أمثال عجيبة غريبة لا تمت للدين والعقل بشيء منها (( المايسرق ( يحوف ) مو زلمه )) و (( الديرة المتتعرف بيه أز...ب بيه )) . وهكذا .
استغلت الحكومات المتأسلمة هذا الموضوع لتدغدغ الخلايا النائمة في العقل الباطن وتهيمن مستمرة على مقاليد الحكم ، وكان أملنا أن تقوم بالعراق وأهله الى مصاف دول الجوار على اقل تقدير ولكنها مع الاسف لا تعرف للآسلام صفة . فهل يا ترى سنصحو على يوم لا نسمع بالقائد الأوحد والضرورة ام يبقى هذا الشعب يعبد الافراد ؟
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat