صفحة الكاتب : محمد جواد سنبه

المَقَامَةُ الجِهَادِيَّةُ
محمد جواد سنبه

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

(1)

التَمَسَنِيْ شَرِيْكِيْ فِيْ الخُطُوبْ. وَ رَفِيْقِيْ فِي الدُّرُوبْ. صَدِيْقِيْ العِرَاقِيّ المَهْيُوبْ. (مَسْلُوبُ بْنُ مَنهُوبْ). التِمَاسَ شَخْصٍ مَكْرُوبْ. طَالِبَاً رَأْييْ بِأَمْرٍ مَنْدُوبْ(1). ذُوْ أَهَمِيَّةٍ تُدّْمِيْ القُلُوبْ. 

قُلْتُ: يَا (مَسْلُوبَ) تَفَضَلّْ. فَأَنْتَ فِي عَيْنِنَا مُدَلَّلْ. وَ فِي نَفْسِنَا مُبَجَّلّْ. و التِمَاسُكَ عِنْدَنَا يُقْبَلّْ. هَاتِ مَا عِنْدَكْ وَ تَفَضَّلّْ.

قَالَ (مَسْلُوبٌ) بِخَجَلّْ: يَا ابْنَ (سُنْبَةَ) المُبَجَّلّْ. ابْنُ أَخِيْ، تَعْرِفُهُ اسْمُهُ(خَزْعَلّْ). وَ كَمَا تَعْلَمُ؛ فَهوَ عَاطِلٌ بِلا عَمَلّْ. مُلازِمٌ لِلْشَوَارِعِ يَتَنَقَّلّْ. لا شُغْلَ يُلْهِيْهِ  وَلا أَمَلّْ. 

فَأَغْرَاهُ  مَنْ بِالإِرهَابِ يَعْمَلّْ. شَيْخٌ مَعْرُوفٌ بِالْدَّجَلّْ. أَقْنَعَهُ أَنَّ الحَيَاةَ طَريْقُهَا مُقْفَلّْ. وَ المَوّْتُ هُوَ الطَّريْقُ الأَفْضَلّْ. وَ قَتّْلُ النَّفْسِ جِهَادٌ أَكْمَلّْ. فَهُوَ طَرِيْقٌ لِلْجَنَّةِ أَمْثَلّْ. وَ سَبَيْلٌ لِرُؤْيَةِ نَبِيّنَا المُرْسَلّْ. وَ الغَدَّاءُ فِي حَضْرَتِهِ  لا يُهْمَلّْ. 

وَ فِي المَنَامِ يَرَىَ أَحْلامَاً لا تُعْقَلّْ. فَالحُوْرُ وَ الجِّنَانُ كُلُّهَا بِانْتِظَارِ(خَزْعَلّْ)!.  وَ طُوْلُ اليَوْمِ بِأَنَاشِيْدِ القَتْلِ يَتَمَثَّلّْ. أَطْلَقَ لِحْيَتَهُ، و لِشَارِبَيّْهِ أَقْحَلّ. وَ تَرَكَ شَعْرَ رَأْسِهِ يَطْوَلّْ. وَ قَصَّرَ قَمِيْصَهُ بِشَكْلٍ لَا يُقْبَلّْ. وَ بِسِرْوَالٍ طَوَيْلٍ تَسَرْبَلّْ. تَشَبَّهَ بِالأَفْغَانِ، وَ لِعَيّْنَيّْهِ كَحَّلّْ. 

فَيَا ابْنَ (سُنْبَةَ) مَا العَمَلّْ؟. أَخْبِرْنِي فَأَنْتَ سَاعِدِي الأَعْبَلّْ (2). وَ مِنْ شِدَّةِ ضَيّْمِي سَأُخْبَلّْ.

(2)

قُلْتُ: يَا (مَسْلُوْبُ) إِنَّهُ أَمْرٌ مُحَيّرْ. وَ مَا عَسَايَ أَنّْ أُدَبِّرْ؟. فَالجَهْلُ لِصَاحِبِهِ مُدَمِّرْ. أَمْهِلْنِي وَقْتَاً لأُفَكِّرْ. لَعَلّْيْ أَهْتَدِيْ لِطَرِيْقَةٍ تُثّْمِرْ. دَعّْ هَذَا الَّليْلَ يَنْسَلِخُ وَ يُدّْبِرْ. وَ كُنّْ هُنَا عِنْدَمَا الصُبْحُ يُسْفِرْ. وَ لَعَلِّيْ أَجِدُ كَلامَاً يُؤَثِّرْ. فِي (خَزْعَلَ) المُجَاهِدِ المُكَدِّرْ. 

قَالَ (مَسْلُوْبُ): جَزَاكَ اللهُ الجَزَاءَ الأَوْفَرْ. وَ أَبْقَاكَ (يَا ابْنَ سُنْبَةَ) لِلْحَقِّ مَذْخَرْ. وَ لِلْبَاطِلِ سَاعِدٌ يَدّْحَرْ. اسْتَوْدِعُكُمْ اللهَ؛ سَيِدُنَا المُوَقَّرْ. قُلْتُ: أَسْأَلَهُ أَنْ يَدّْفَعَ عَنْكُمْ كُلَّ مَا يُحْذَرْ.  

(3)

وَفِي الصَّبَاحِ جَاءَنِيْ (مَسْلُوْبُ بْنُ مَنْهُوبّْ). وَ بَعْدَ السَّلامِ سَأَلَ كالمَرْعُوْبّْ. 

قَالَ: غَفَرَ اللهُ لَكُمْ الذُّنُوبّْ. هَلّْ تَوَصَّلْتُمْ ِلمَا يُطَمّْئِنُ القُلُوْبّْ؟. وَ يَرْفَعُ عَنْ النَّفْسِ الكُرُوبّْ ؟. وَ يَجْعَلُ أَمْرَنَا بِلا عُيُوبّْ ؟. 

قُلْتُ: إِنْ شَاءَ اللهُ يَا (ابْنَ مَنْهُوبّْ). فَكَّرْتُ بِالأَمْرِ بَعْدَ الغُرُوبّْ. وَ اهتَدَيّْتُ لِلْحَلِّ المَطْلُوبّْ. فأَحْضِرْ إِليَّ ابنَ أَخِيْكَ المَجْذُوبّْ(3).

 قَالَ: سَمّْعَاً وَ طَاعَةً، سَيِّدُنَا المَحْبُوبّْ. فَاتَّصَلَ بِالنَّقَّالِ كَالمَلْهُوبّْ. أَنْ احْضِرُوا لَنَا (خَزْعَلَ) المَكْلُوبّْ. 

 

(4)

وَ بَعْدَ هُنَيْهَةٍ مِنَ الزَّمَنّْ. وَصَلَ إِليّْنَا مُثِيْرُ الشَّجَنّْ. (خَزْعَلُ) صَاحِبُ المآسِي وَ المِحَنّْ. وَ عِنْدَ دُخُوْلِهِ لِدَارِي انْشَحَنّْ. وَ فِي الدَّارِ وَسْطَ الصَّحَنّْ. صَاحَ بِصَوّْتٍ يُصْعِقُ البَدَنّْ:

الجِهَادُ ... الجِهَادُ يَا أَهْلَ الوَطَنّْ. الإِسْلامُ فِي خَطَرٍ ... الإِسْلامُ فِي وَهَنّْ. 

لمَّا سَمِعّْتُ صَوّْتَهُ الأَخَنّْ. كَادَ عَقْلِي أَنّْ يُجَنّْ. وَ جَفَّتْ عُرُوْقِي وَ البَدَنّْ. وَ أَثْوَابِي صَارَتْ عَلَيَّ كَفَنّْ. ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُفَجِرُنَا بِالعَلَنّْ. بِحِزَامٍ نَاسِفٍ مُتْقَنّْ. فَلِذْتُ بِظَهْرِ(مَسْلُوْبٍ) أَسْتَكِنّْ. مُتَّخِذاً إِيَّاهُ لِيْ مِجَنّْ(4). 

قَالَ (مَسْلُوْبُ) بِصَوّْتٍ فِيْهِ شَجَنّْ: سَيِّدُنُا لا تَخَفْ وَلا تَهِنّْ(5). فَذَا رَدَّدَ شِعَارَ الفِتَنّْ. إِنَّهَا سُنَّتُهُمْ فِي هَذَا الزَّمَنّْ. فَأَشَّرّْتُ أَنّْ اسْقُوْنِي بِمَاءٍ أَوْ لَبَنّْ. وَ لمَّا هَدَأَ رَوّْعِي وَ سَكَنّْ. 

قُلْتُ: قَبَّحَكَّ اللهُ يَا(مَسْلُوْبُ) الفِطَنّْ. مَنْ صَاحَبَكَ صَاحَبَ المِحَنّْ. وَ الأَحْزَانُ تَكُوْنُ لَهُ وَطَنّْ. 

قَالَ (مَسْلُوْبُ): هَوِّنْ عَلَيْكَ يَا ابْنَ الحَسَنّْ. تَرَوَّ بِالصَّبْرِ و حُسّْنِ الظَّنّْ. فَأَنّْتَ مُثَابٌ بِقَصّْدِكَ الحَسَنّْ.   

(5)

التَفَتُّ إلى (خَزْعَلَ) ذِيْ الوَجْهِ النَّحِسّْ. قُلْتُ: يَا (خَزْعَلُ) تَعَالَ وَ اجْلِسّْ. وَ قُلّْ الحَقَّ وَلا تُبْلِسّْ(6). وَ أَجِبْنِيْ صَادِقَاً لا مُدَلِّسّْ(7). 

قَالَ: سَلّْ فَوَ اللهِ لا أُغْلِسّْ(8). وَ لِلْحَقِيْقَةِ لا أُطْمِسّْ.

قُلْتُ: مَا قِصَّةُ جِهَادُكُمُ المُقَدَّسّْ؟. وَ لِمَ المَوّْتُ عِنْدَكُمْ مُؤَنَّسّْ؟. وَ أَنْفُسُكُمْ رَخِيْصَةٌ تُرْمَسّْ.(9)؟. هَلّْ قَتْلُ الأَبْرِيَاءِ فَضْيْلَةٌ تُلْبَسّْ؟. أَمّْ إِنَّهُ رَذِيْلَةٌ تُدّْرَسّْ(10)؟.

قَالَ (خَزْعَلُ): سَأُخْبِرُكَ وَ لِحَقّْي لا تَبْخَسّْ. 

قُلْتُ هَاتَ يَا (خَزْعَلَ) الأَحْمَسّْ(11).

قَالَ (خَزْعَلُ): أَنَا عَاطِلٌ مُفْلِسّْ. وَلا مُكْنَةَ عِنْدِي لأُعَرِّسّْ. وَ اليَأْسُ فِي نَفْسِي صَارَ مُعَسّْعِسّْ(12). فَالجِّهَادُ بَاتَ لِي مُتَنَفَّسّْ. وَ مِنْهُ أَجّْنِي فَوَائِدَ خَمْسّْ.

(6)

قُلْتُ: مَا هَذِهِ الفَوَائِدُ يَا فَالِحْ. 

قَالَ الأُوْلَى: بِالجِّهَادِ سَأَكُوْنُ مُنَاكِحْ.

الثَّانِيَةُ: بِعَطَايَا الأُمَرَاءِ سَأَكُوْنُ رَابِحْ.

الثَالِثَةُ: بِالاعْلامِ سَأَكُوْنُ مَشْهُوْراً لأَنّْي ذَابِحْ. 

الرَّابِعَةُ: سَأُعِيْنُ أَهْلِي لأَنّْي سَأُكَادِحْ.

الخَامِسَةُ: إِنّْ لَمْ أَحْضَ بِتِلْكُمُ المَصَالِحْ. فَالمَوّْتُ لِي سَيَكُوْنُ صَالِحْ.

قُلْتُ يَا (خَزْعَلُ): أَ تَظِنُّ أَنَّكَ مُجَاهِدٌ مُكَافِحْ؟. 

فالجِّهَادُ فِي الشَّرْعِ طَرِيْقُهُ وَاضِحْ. وَ مَا بَيَّنْتَ فَشَرُّهُ فَاضِحْ. وَ إِذا كَانَتْ دُنْيَاكَ طَعّْمَها مَالِحْ، لا تَدَعْ أُخْرَاكَ تَكُوْنُ بَوّْراً كَالِحْ. 

قَالَ (خَزْعَلُ): يَا عَمُّ دَعْكَ مِنَ النَّصَائِحْ. بِأَيِّ شَيءٍ أًكُوْنُ طَامِحْ؟. 

الجِّهَادُ تِجَارَةٌ سُوْقُهَا رَاجِحْ. دُوَلٌ تُمَوِّلُهُ لِلْسَمَاءِ تُنَاطِحْ. فَي كُلِّ يَوْمٍ لَهَا تَدّْبِيْرٌ كِاسِحْ. وَ دَوْرُنَا مُسْتَمِرٌّ فَالصَّرَاعُ جَامِحْ. لا كَسَادَ نَخْشَى، فشُغْلُنَا رَابِحْ. وَ فَوّْقَ هَذَا، فَهُنَاكَ أَمْرٌ صَالِحْ. 

نُتَاجِرُ بِأَعْضَاءِ القَتِيْلِ الطَّائِحْ(13). فَمَنْ نَقْتُلُهُ نُسَوِّيْهِ شَرَائِحْ. فَنَبِيْعُ قَلْبَهُ الصَّالِحْ. لِنُشْفِي بِهِ مَرِيْضَاً يُنَافِحْ (14). كَمَا نَقُوْمُ بِتَهْدِيْمِ الضَرَائِحْ(15). وَ نُسَاوِيْهَا بالأَرْضِ بَطَائِحْ(16). و نَبِيْعُ لُقَاهَا(17) بِغَلاءٍ فَادِحْ. و بملايّْينِ الدُّوْلارَاتِ نُرَابِحْ.  

 

(6)

فَكَرْتُ مَعَ نَفْسِي تَفْكِيْرَ حَكِيْمْ. وَ أَيْقَنْتُ أَنَّ كَلامِيْ مَعَهُ عَقِيْمْ. لا يُؤَثِّرُ فِي عَقْلِ بَهِيْمْ(18). وَ أَنْ أَصْرِفْهُ صَرْفَ حَلِيْمْ. لأَتَّقِي شَرَّهُ المُسْتَدِيْمْ. فَهَؤُلَاءِ قَوْمٌ تَحَجَّرَ فِيْهِمُ الصَّمِيْمْ (19). فَهُمْ أَمْرَاضٌ وَ مَرْتَعُهُمْ وَخِيْمْ. وَ شُعُورُهُمْ بِالكَرَامَةِ صَارَ عَدِيْمْ. فَهَلّْ يُرْتَجَى الخَيّْرُ مِنْ زَنِيْمْ(20).؟. 

فَقُلْتُ لَهُ: يَا (خَزْعَلُ) يَا ابْنَ الكَرِيْمْ. ضَعْ أَمَامَكَ الذِكّْرِ الحَكِيْمْ. فَهُوَ كُلامُ رَبِّنَا العَظِيْمْ. وَ لْيَكُنْ لَكَ سِرَاطٌ قَوِيْمْ. مَنْ لا يَعْمَلُ بِهِ فَخُسْرَانُهُ جَسِيْمْ. 

قَالَ: بالجِّهَادِ كُلُّ أَمْرٍ يَسْتَقِيْمْ. و إِذَا لَمْ نَنَلّْ ذَاكَ النَّعِيْمْ. يَكفِيْنَا مِنَ الدُّنْيَا الدُّوْلارِ الحَمِيْمْ. 

قُلْتُ مَعَ نَفْسِي: إِمْضِ إِلى بِئْسَ الجَحِيْمْ. فَالحَقِيْرُ مَعَ الحَقِّ لَا يُقِيْمْ. وَ الأَحْمَقُ أَبداً لَا يَكُوْنُ فَهِيْمْ.

(7)

التَّفَتُّ لـ(خَزْعَلَ) وَ أَنَا مُرْبَكّْ. قُلْتُ لَهُ: رَاجِعْ نَفْسَكّْ. وَ فَكِّرْ مَلِيَاً، قَبْلَ أَنْ تَهْلَكّْ. وَ اسْتُرْ حُرْمَتَكَ قَبْلَ أَنْ تُهْتَكّْ. 

قَالَ: هَيّْهَاتَ الأَمْرُ مُسْبَكّْ. وَ العَقّْلُ قَانِعٌ مُحْبَكّْ. 

قُلْتُ: امْضِ فَأَنْتَ وَ رَبُّكّْ. 

نَهَضَ وَ رَدَّدَ الشِّعَارَ المُنْهِكّْ. حَيَا عَلى الجِّهَادِ المُفْتِكّْ. بِالعِدَى وَ بِكُلِّ مُشْرِكّْ. وَ أَنَا بِالجِهَادِ مُمْسِكّْ.

(8)

سَادَ عَلَيْنَا جَوٌّ حَزِيْنْ. قُلْتُ (لِمَسْلُوْبٍ) بِنَبْرَةِ الحَنِيْنْ. نَحْنُ عَمِلْنَا بِأَمْرِ الْدِّيْنْ. وَ ابْنُ أَخِيْكَ اللَعِيْنْ. يَأَتَمِرُ بِأَمْرِ الشَيَاطِيْنْ. 

قَالَ (مَسْلُوْبٌ): هُوَ ذَا حَظُّنَا كالطِّيْنْ. صَارَ ابْنُنَا أَسْفَلَ سَافِلِيْنْ. سَتَذُوْقُ أُمُّهُ أَسَفَ الآسِفِيْنْ. حَسْبُنَا اللهُ وَلِيُّ الأَوَّلِيْنَ وَ الآخِرِيْنْ. 

(9)

خَيَّمَ عَلَيْنَا صَمْتٌ مُطْبَقّْ. ثُمَّ سَمِعْنَا أَصْوَاتَاً تَزْعَقّْ(21). لِضَجِيْجِهَا شَارِبُ المَاءِ يَشْرَقّْ. الرِّجَالُ يُنَادُوْنَ بِفَرَقّْ. ارفَعُوْا يَدَهُ مِنَ المِرْفَقّْ . فَدَمُهُ كالْسَيّْلِ يَدّْفَقّْ. أَنْ انْقُلُوْهُ إِلى المَشّْفَى لَهُ أَوْفَقّْ. ادْرُكُوْهُ فَوَجْهُهُ صَارَ أَزْرَقّْ. 

قُلْتُ: يَا (مَسْلُوْبُ) أُخْرُجْ وَ تَحَقَّقّْ. إِسْرِعْ فَالْخَطّْبُ حَلَّقّْ.

بَعْدَ هُنَيْهَةٍ مَرَّتْ بِوَجَعْ. عَادَ (مَسْلُوْبٌ) وَ عَينَاهُ تَدّْمَعْ. يَمْشِي مُتَرَنِّحَاً يَضْلَعْ. 

قُلْتُ: مَا الخَطّْبُ هَيّْا اصْدَعْ. 

قَالَ: مَاتَ (خَزْعَلُ) مِيْتَةً تَفْجَعْ. حَوْلَقْتُ حَتَّى لِلْوَسَاوِسِ أَدْفَعْ. وَ بِذِكْرِ اللهِ تَمْتَمْتُ أَسْجَعْ. وَ لمَّا هَدَأْنَا مِنْ رَوّْعِ المَفْزَعْ.

(10)

قُلْتُ: يَا ابْنَ (مَنْهُوْبٍ) اسْمَعْ. وَ لِقَوْلِي افْهَمْ وَلَا تَجْزَعْ. إِنَّ أَمْرَ اللهِ لا يُدْفَعْ. وَ بِأَمْرِهِ اقْبَلّْ وَ تَوَرَّعْ. وَ لْيَكُنْ صَبْرُكَ أَوْسَعْ. لِتَكُنْ نَفْسُكَ أَجْلَدُ وَ أَشْجَعْ. وَلَا تَكُنْ لِلْشَيْطَانِ مَخْدَعْ. 

فَقَدّْ أَرَاحَنَا اللهُ مِنْ ذَاكَ الفَزَعْ. وَ خَلَّصَنَا مِنْ ذَاكَ الوَجَعْ. فَشَرُّ (خَزْعَلَ) لَا يُمْنَعْ. تَاللهِ لَكُنَّا بِأَوْخَمِ مَرْتَعْ. أَرَاحَنَا اللهُ مِنْهُ وَ نِعْمَ مَا صَنَعْ. سَلَّطَ عَلَيّْهِ (عِزْرَائِيْلَ) فَأَسْرَعْ. مَضَى عَنَّا وَ لِلْمَوّْتِ تَجَرَّعْ. كَانَ أَبْتَرَ الخَيْرِ أَجْدَعْ. 

قَالَ (مَسْلُوْبُ): أَجَلْ إِنَّ حَظَنَا أَقْرَعْ. فَيَا ابْنَ (سُنْبَةَ) يَا ابْنَ خَيّْرِ مَنْبَعْ. لِنَقْرَأْ الفَاتِحَةَ وَ لِرَبِنَا نَتَضَرَّعْ. لِيَقِيْنَا مَعَاً السُّوْءَ أَجْمَعْ.

قُلْتُ: أَجَلّْ يَا ابْنَ الطَيِّبِ الأَضْوَعْ(22). وَ لنَتْلُوْ بَعْضَ الْذِّكْرِ فَلَنَا أَنْفَعْ. وَ نَسْتَغْفِرُ اللهَ فَهُوَ بِالرَّحْمَةِ أَوْسَعْ.

-------

(1)(أمر مستجب فعله). (2)(القوي؛الشديد ). (3)(المجنون). (4)(درع). (5)(تَضعَف). (6)(سَكَتَ لحيرةٍ أو انقطاع حجّة). (7)(مُزيف). (8) (لا أجعل عليك الأمر كالظلام؛ غير واضح). (9)(الرمس: القبر). (10)(تُبلى). (11)(الشجاع). (12) (مُظلم). (13)(الذاهب). (14)(يَرفُسُ برجله). (15)(جمع ضريح). (16) (البطحاء الأرض المستوية). (17)(الأشياء الثمينة). (18)(مظلم). (19)(القلب). (20)(المعروف بلؤمِهِ و شرّه). (21)(تصيح). (22) (طيب العطر كالمسك).


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد جواد سنبه
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/06/08



كتابة تعليق لموضوع : المَقَامَةُ الجِهَادِيَّةُ
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net