عندما تُطَلّق الشعوب أوطانها!!
د . صادق السامرائي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . صادق السامرائي

هل سمعتم بوطن مُطلّق؟!
هل سمعتم بشعب يطلّق وطنه بالثلاث؟!
لم يحصل ذلك في تأريخ البشرية , لكنه يتحقق في بلادنا المنكوبة بنا!
والمفجوعة بأنظمتنا التي تسمى سياسية على مدى عقودٍ داميات حالكات قاهرات!
وطن يتوجع من أهله!
ويتأوه من تفاعلاتهم!
ويُصاب بالسكتة الحضارية , والموت المفاجئ , بسبب طعناتهم , وسمومهم المتدفقة من أنياب أحزابهم وفئاتهم وعقارب الكراسي , وآفات التسلط والإبتزاز والفساد والظلم اللذيذ.
وطن يئن من طعنات شعبه , وخناجر أهله التي تقطع أوصاله , وتقدد بدنه , وتمعن بتشويه ملامحه , وتدمير معالمه , والإندحار في حفر التصاغر والتجاهل والضياع.
وطن مدجج بالأفكار السيئة والأضاليل الشريرة , والبهتان المغرض والمزايدات , والألاعيب الفاسدة الرامية لأخذ خيرات البلاد والعباد , وإيداعها في بنوك الدنيا الفسيحة المتقدمة الآمنة.
وطن يحسبه أهله , قطعة (كيك) , يتسابقون على أكلها , ولفضها في مزابل الهلاك , وهم لا يشعرون , ولا يدركون أية جريمة يقترفون , بحق الأرض والسماء والقيم والمعايير السامية , والتأريخ والحاضر والمستقبل , وكيف أنهم يضعون الأجيال بأسرها , في تابوت الختام.
وطن على خلاف وشجار مع أهله , ولم يتحقق فيه الزواج الحضاري ما بين الوطن والإنسان , وإنما تمكنت القوى الأخرى من إحداث الشرخ المأساوي ما بين الوطن وشعبه , وأخذت تسعى للزواج منه , وإنجابه ما تريده من الأحفاد والحالات , التي ستساهم في تعزيز قدراتها على مرّ العصور.
وطن يشارك أهله في تسجيته , ولفه في كفن الرحيل , وكل منهم يغني على ليلاه المريضة , والتي ستموت حتما بعد دفن الوطن في تراب الفئوية وأخواتها وعمّاتها وخالاتها , والتجاهل والتبعية والخضوع لمن بريدون التمكن من أرض وطن , تدفقت منه الديانات والعقائد والأفكار والرؤى الإنسانية الخالدة , وأصحابه في غفلة يتمرغون , وبالكراسي والثريد ينشغلون.
فهل سيدركون , بأن لهم وطن بحجم الدنيا , وأنهم عنه في غياهب الجهالة يعمهون؟!!
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat