كل رئيس له معارضة ,كما له أنصار , لكن الأنصار المجتمعين سواء على شخصية الرئيس أو على برنامجه تتنوع وتختلف في تشكيلاتها من أحزاب وجمعيات ومنظمات وأفراد غير مهيكلين , لكن الثقل كل الثقل تصنعه مؤسسة الظل , ومؤسسة الظل مؤسسة لا تتمتع بالشخصية المعنوية باعتبارها مؤسسة واقعية لا قانونية وهي تتربع على رأس هرم الموالاة والأنصار وتسيطر عليه بعد أن نسجت شبكة احتوت هرم الموالاة بأكمله , حيث تبدأ المؤسسة في التوسع والانتشار العمودي والأفقي في دواليب السلطة والإدارة وهياكل ومصالح وأجهزة الدولة عن طريق الولاء وشراء الذمم والابتزاز وتكوين ملفات سوداء والتوريط في قضايا فساد لأجل ضمان الولاء كل هذا خفية دون علم الرئيس ,لأن عادة الرئيس يتمتع بمعايير من القيم والمبادئ تمنعه من الضرب تحت الحزام والتعامل بنذالة وسفالة
والرئيس في أغلب الأحوال يجهل عمل أو وجود مؤسسة الظل التي تتصرف باسمه وتعمل لصالحها , بعد أن تنجح مؤسسة الظل في عزله اجتماعيا ,فلا يرى إلا ما تريه ولا يسمع إلا ما تحب أن تسمعه فيصبح مجرد صدى لكهف مؤسسة الظل بعد أن تنجح في إقصاء الكفاءات الوطنية بالتشكيك في ولائهم أو الإيقاع بهم عند الرئيس عن طريق الدسائس والمؤمرات, ومن تبقى منهم يؤثر العزلة ويكتفي بما كلف منه إداريا فقط ليغمض عينه عن التجاوزات أو قضايا الفساد أو يجبر في اختيار على التقاعد أو الاستقالة أو الهجرة
ومؤسسة الظل أهدافها وطموحاتها لا تتقاسمها مع الرئيس, فان كان الذي يحرك طموح الرئيس هو الشهوة الخفية من البقاء في الذاكرة بعد الفناء وتخليد التاريخ له باعتباره من الزعماء والعظماء وهذه فطرة إنسانية
فان مؤسسة الظل ليس لها شهوة خفيفة بل شهوة ظاهرة وهي التوسع والنفوذ والانتشار والسيطرة على منابع الثروة ووسائلها من عقارات واستثمارات وعمولات على صفقات وأسهم وفوائد واحتكارات لتصبح هي الحكومة المالية الخفية المتحكمة في الاقتصاد والعباد .
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat