صفحة الكاتب : غفار عفراوي

ازدواجية المسلمين
غفار عفراوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  الله تعالى ينظر إلى الحياة نظرة شمولية ويريد الإنسان أن يعيش عيشة شمولية ، لكن الإنسان بطبيعته يفضل العيش بما يحقق له رغباته وأهدافه الدنيوية الفردية أي يفضل الحياة الجزئية  وليست الحياة الشمولية .
إن الشمولية في الإسلام هي تطبيق أحكامه جميعا ، حلال محمد حلال إلى يوم القيامة وحرامه حرام إلى يوم القيامة . فان من يتصور انه يعبد الله ويأتمر بأمر رسوله غير انه لا يطبق أحكام الله جميعا وأوامر الرسول برمتها واخص منها ولاية علي بن أبي طالب التي نص عليها حديث الغدير الشهير فهو ليس بمسلم حقيقي لأنه جعل من شهواته ومصالحه الدنيوية والشخصية المحرك والمعيار لعبادته تلك وترك ما بذمته من وصايا الرسول ونصوص القران الكريم التي تدل في عشرات الآيات على الولاية لأصحاب الكساء الخمسة.
 وكل ذلك بسبب النفس الإمارة بالسوء التي تنقاد لحبائل الشيطان لمجرد الهوى والشهوة العابرة . فالله تعالى يقول \"فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى \" والعروة الوثقى من هي ؟ انه علي بن أبي طالب فهو الحق والحق يدور معه حيث دار \" يا سلمان لو سلك الناس جميعا أودية وسلك علي وادي فعليك بعلي \" هذا مضمون قول الرسول محمد لصاحبه سلمان الفارسي ومحمد لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى .
بعض المسلمين يكفرون بالطاغوت ويؤمنون بالله لكن لمصلحة شخصية وغاية دنيوية مثل الذين يسافرون إلى الحج في كل سنة أو ينحرون الذبائح  أو يقيمون مجالس العزاء رياء وتزلفا لغير الله وهذه هي قمة الازدواجية التي يعيشونها في داخلهم .
هناك فئة من الناس – المسلمين طبعا – انخدعوا بما قاله ويقوله وعاظ السلاطين الذين يفسرون القران ويؤولونه على مزاج السلاطين والحكام الظلمة زورا وبهتانا. مثلا يجبّنون الرجال عن الذهاب إلى الجهاد ضد الحاكم الظالم بتفسير بعض الآيات \" يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول  وأولي الأمر منكم\"  أو خداع أصحاب النفوس الضعيفة والإيمان الهابط بان الإسلام لا يريد منهم إلا صفاء النية وطيبة القلب \" إن الله لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم لكن ينظر إلى قلوبكم \" فيخدعونهم بالحرية الشخصية وحقوق الإنسان فتجيب بعض النساء غير المحجبات إننا لا نرتكب المعاصي ولا نعتدي على احد  فلماذا ندخل النار ونحن غير مرتكبات للمعاصي !! ولعمري إنهن نسين أن عدم ارتداء الحجاب هو من المعاصي بل من أكبرها ولم يجوّز دين من الأديان السفور كما يتوهم البعض وان السيدة مريم العذراء التي يعتقد بها الكثير من المسيحيين لم تكن سافرة أكيدا.
الإمام الحسين ابتلي بمثل هذا النوع من البشر في نهضته ضد الباطل فقد تسلم ما يقارب من (1800) كتاب من مسلمي أهل الكوفة أن اقدم يا ابن رسول الله ونحن لك جنود مجندة ، فماذا حصل؟
لقد سيطرت الازدواجية والنفس الأمارة بالسوء عليهم وتركوا سفير الإمام الحسين للكوفة مسلم بن عقيل وحده في الميدان بعد أن كانت الآلاف معه في صباح نفس اليوم الذي القي فيه القبض عليه هو وصاحبه هاني وقتلوهم شر قتلة بل مثلوا بهم بدون أي مراعاة لقرابة رسول الله الذي يدعون أنهم يتبعون أوامره ويبتعدون عن نواهيه.
هذه الازدواجية التي كانت ولازالت تسيطر على أفكار وضمائر اغلب المسلمين في العالم هي السبب الرئيسي لهزيمتهم الدائمة وعدم مجاراتهم لما وصل إليه التطور والعلم في بلدان العالم المتطور واستمرت الدول التي يسكنها المسلمون تدعى بدول العالم الثالث أو الدول النامية!  


كاتب وإعلامي
العراق
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


غفار عفراوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/03/31



كتابة تعليق لموضوع : ازدواجية المسلمين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net